يصادف غدًا السبت، الذكرى الأولى لرحيل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عامًا) التي لقيت حتفها أثناء احتجاز "شرطة الأخلاق" لها بتهمة مخالفة قواعد الزي الإلزامية في إيران، يوم 16 سبتمبر من العام الماضي، والتي تحولت وفاتها إلى احتجاجات مناهضة للحكومة امتدت على مدى أشهر، وتحولت إلى أكبر أحداث لإظهار المعارضة للسلطات الإيرانية منذ سنوات.
ولم تقتصر الاحتجاجات على الداخل الإيراني، إذ أثارت وفاة "أميني" غضبًا في جميع أنحاء العالم ولا سيما بين النساء، بما في ذلك المشاهير من السياسيات والفنانات اللاتي قصصن شعورهن دعما لأميني وتعبيرًا عن غضبهن واعتراضهن على وفاتها.
إجراءات أمنية مشددة
وذكرت مصادر عدة أن قوات الأمن الإيرانية انتشرت، اليوم الجمعة، في مسقط رأس الشابة مهسا أميني، تحسبًا لحدوث اضطرابات في الذكرى الأولى لوفاتها، وفقًا لما نقلته "رويترز"، عن شهود وجماعات حقوقية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال ناشط في إيران للوكالة إن هناك وجود مكثف لقوات الأمن في سقز مسقط رأس أميني في إقليم كردستان بغرب البلاد. وأفاد ناشط آخر بأن حشدًا صغيرًا من المتظاهرين ردد شعارات مناهضة للحكومة قبل أن يتفرق بسرعة.
بايدن يؤكد دعمه للشعب الإيراني
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة تدعم الإيرانيين بعد عام على الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة أميني، معلنًا عن عقوبات جديدة بحق منتهكي حقوق الإنسان بالبلاد.
وقال "بايدن"، في بيان: "بينما نستذكر وفاة مهسا المأسوية اليوم، نشدد على التزامنا حيال الشعب الإيراني الشجاع الذي يكمل مهمتها.. سيقرر الإيرانيون وحدهم مصير بلادهم، لكن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة الوقوف إلى جانبهم بما في ذلك عبر توفير الأدوات اللازمة لدعم قدرة الإيرانيين على الدفاع عن مستقبلهم".
فرض عقوبات على مسؤولين إيرانيين
وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة البريطانية، اليوم، فرض عقوبات على عدد من المسؤولين الإيرانيين، من بينهم وزير الثقافة ورئيس بلدية طهران، عشية الذكرى الأولى لوفاة أميني.
وأوضحت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، أن العقوبات "تتركز على صناع قرار إيرانيين بارزين مسؤولين عن وضع وتطبيق قانون الحجاب الإلزامي في إيران".
وأشارت إلى أن التدابير الجديدة تأتي في إطار عقوبات منسقة من بريطانيا وكندا واستراليا والولايات المتحدة، وفقًا للوكالة الفرنسية "فرانس برس".
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: "بعد مرور عام على وفاة مهسا أميني المأسوية على أيدي شرطة الأخلاق الإيرانية، أُثني على شجاعة المرأة الإيرانية وهي تواصل النضال من أجل الحريات الأساسية".
قانون "مهسا" في الكونجرس الأمريكي
وأقر الكونجرس الأمريكي بأغلبية ساحقة، الثلاثاء الماضي، مشروع قانون "مهسا أميني لحقوق الإنسان والمساءلة الأمنية" والذي تم تقديمه من قِبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري بشأن محاسبة كبار المسؤولين الإيرانيين، إذ وافق 410 عضوا مقابل 3، وذلك بالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة الكردية، والتي تحمل الاسم نفسه لمشروع القانون.
وقال السيناتور جو ويلسون، في مؤتمر صحفي بواشنطن: "في كثير من الأحيان يمكنك أن تقول للناس إنك تستطيع دعمهم، ولكن لدينا اليوم تشريع مع 129 راعيًا مشاركًا، والجمهوريين والديمقراطيين معًا، نحن متحدون لدعم الشعب الإيراني".