لليوم السابع على التوالي، تواصلت جهود الإغاثة لمنكوبى الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب، مساء الجمعة الماضي، في وقت أعلنت فيه حكومة البلاد خطتها لمواجهة تداعيات تلك الكارثة الطبيعية.
وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي ضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من يوم الجمعة 8 سبتمبر الجاري، إلى مقتل 2946 شخصًا وإصابة 5674 آخرين، وفقًا لأحدث الأرقام الرسمية، ما يجعله الأكثر دموية في المغرب منذ عام 1960 والأقوى منذ عام 1900 على الأقل.
ويقود الجيش المغربي جهود الإغاثة، بدعم من مجموعات وفرق إغاثة أرسلتها 4 دول هي قطر والإمارات وبريطانيا وإسبانيا، لكن التضاريس الوعرة والطرق المتضررة وتباعد القرى؛ عوامل أدت إلى صعوبة عمل الفرق، حيث توجد فوق جبال شاهقة، مثل القرى التابعة لمدن أمزميز وشيشاوة وتارودانت، كما أن تساقط أحجار ضخمة على الطرقات ساهم هو الآخر في إعاقة عمل الجرافات.
ويواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب، منذ أكثر من قرن، ظروفًا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها. لكن اليأس استبد بأشخاص في مناطق نائية عزلتها الانهيارات الأرضية الناجمة عن الزلزال، وتكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.
ولا يزال رجال الإنقاذ يكافحون للوصول إلى القرى الجبلية النائية التي تضررت بشدّة جراء الزلزال في محاولة للعثور على أحياء تحت الركام.
وتقوم مروحيات عسكرية بنحو 35 إلى 40 مهمة يوميًا، منذ السبت الماضي، بين مطار مراكش والأماكن الجبلية المعزولة، تشمل إجلاء جرحى ونقل مساعدات، وفق وسائل إعلام مغربية.
والثلاثاء الماضي، زار العاهل المغربي محمد السادس، مصابي زلزال الحوز بأحد مستشفيات مدينة مراكش، وتبرع بالدم تعبيرا عن التضامن مع الضحايا والعائلات المكلومة، وفق وكالة الأنباء الرسمية.
وأمس الخميس، قال القصر الملكي في بيان، إنه من المعروف أن 50 ألف منزل تضررت من جراء الزلزال، وأنه سيوفر المأوى و30 ألف درهم (3000 دولار) للأسر المتضررة. كما تعهد بتقديم مساعدات لإعادة الإعمار بقيمة 140 ألف درهم للمنازل المنهارة و80 ألف درهم للمنازل المتضررة.
وسبق أن أعلنت الحكومة المغربية خطتها التي سيجرى تنفيذها على 3 مراحل لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر. وقال رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، في حديثه للصحفيين عقب اجتماع وزاري عقد بالعاصمة الرباط، الثلاثاء الماضي، إن هناك عدة مراحل في مواجهة تداعيات الزلزال.
أوضح أخنوش، قائلًا: "المرحلة الأولى تخص تدبير الأزمة، والتي نقوم بها بكفاءة كبيرة، إضافة إلى إنقاذ الأرواح وإسعاف الجرحى وتبسيط إجراءات الدفن وإيصال الإعانات الغذائية والصحية.
أضاف: "المرحلة الثانية تهم إعادة إعمار منازل المواطنين المتضررين، كما سنقوم بصرف تعويضات. تفاصيل التعويضات سيتم حسمها في الأيام القليلة المقبلة".
وتابع: "المرحلة الثالثة هي الاهتمام بالخدمات العمومية في المناطق، التي شهدت الزلزال، مثل الصحة والتعليم والطرق والماء والكهرباء، بهدف مواكبة مرحلة إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى طبيعتها".
ويخشى الناجون في القرى الجبلية المتضررة من الزلزال، أن تؤدي الهزات الارتدادية إلى تدمير منازلهم المتضررة. وقالت الحكومة المغربية إنها تبذل كل ما في وسعها لمساعدة جميع ضحايا الزلزال.