دخل زلزال المغرب المدمر، يومه الخامس، لتتلاشى آمال العثور على ناجين، مع مرور الوقت، لكنها لم تنقطع، فشهدنا في زلزال تركيا الأخير، خروج أحياء بعد 13 يومًا على الزلزال.
مساء الجمعة وبين ليلة وضحاها، تبدلت الأوضاع، بالنسبة لكثير من المغاربة، تهدمت المنازل وصار من فوق الأرض تحت الركام، وسط تحديات هائلة لفرق الإنقاذ والمجتمع المدني، للوصول إلى القرى المنكوبة في إقليم الحوز للعثور على ناجين، ومساعدة المتضررين.
ومع مرور الوقت، ورغم تضاؤل فرص العثور على ناجين، تواصل فرق الإنقاذ المغربية، المدعومة بفرق أجنبية ومتطوعين، تسريع عملية البحث أملًا في العثور على ناجين، إضافة إلى توفير مأوى لمئات الأسر التي نجت ولكنها فقدت مساكنها.
وفي السياق، قالت كارولين هولت، مديرة العمليات العالمية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن المرحلة القادمة ستكون بالغة الأهمية فيما يتعلق بإنقاذ الأرواح. مشيرة إلى أن الأولوية ستكون لجهود البحث والإنقاذ إلى جانب التأكد من حصول الناجين على الرعاية.
وشددت "هولت"، على أهمية توفير مياه الشرب الآمنة للناجين.
100 مليون دولار
ودعا الصليب الأحمر، لجمع أكثر من 100 مليون دولار، لمساعدة المغرب، وقالت كارولين هولت مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إنهم يسعون للحصول على 112 مليون دولار، في محاولة لتلبية الاحتجاجات الأكثر إلحاحًا، وبينها "الصحة والمياه والصرف الصحي ومواد الإغاثة والاحتياجات الأساسية"، بحسب "دويتشه فيله".
ولا يزال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعبًا بسبب الانهيارات الأرضية، وشوهدت مروحيات لتوصيل الطعام والأدوات اللازمة للناجين من الزلزال في بعض المناطق.
مستشفيات ميدانية
وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى في المناطق البعيدة.
ظروف صعبة
يواجه الناجون من أعنف زلزال ضرب المغرب منذ أكثر من قرن ظروفًا صعبة، في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها، وخاصة في المناطق الجبلية، إذ عزل الزلزال بعض المناطق، وقطع الطرق المؤدية إليها، جراء الانهيارات الأرضية، فيما تُكثف جهود الإغاثة بالأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والماء.
وكانت ولاية الحوز مركز الزلزال والأكثر تضرّرًا، حيث سقط 1293 قتيلًا، تليها ولاية تارودانت التي سقط فيها 452 قتيلًا. وفي هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غربي مدينة مراكش السياحية، دمّر الزلزال قرى بأكملها، وفي قرية تافوغالت في شمال المغرب على سبيل المثال، خسرت نصف سكانها البالغ عددهم 200 نسمة، تقريبًا، ولا تزال الجهود تبذل للبحث عن ناجين تحت الأنقاض المتراكمة.
مساعدات مرفوضة
وقبلت المغرب عروضًا للمساعدة من 4 دول هي إسبانيا والإمارات وبريطانيا وقطر، فيما رفضت عروض إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا، وهو ما دعا وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني للتعليق قائلًا لإذاعة "آر.تي.إل" "إن المغرب اختار تلقي المساعدات فقط من الدول التي تربطه بها علاقات وثيقة".