الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

زلزال المغرب.. فك لغز "الضوء الساطع" قبل الهزة الأرضية القوية

  • مشاركة :
post-title
أضواء شوهدت في المغرب قبل الزلزال- صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

عندما ضرب زلزال قوي المغرب يوم الجمعة الماضي، انتشرت مقاطع فيديو تظهر ومضات زرقاء ظهرت في السماء قبل حدوث الزلزال. وقبلها بعدة أشهر ظهرت مقاطع فيديو مماثلة قبل زلزال كهرمان مرعش الذي ضرب تركيا وأجزاء من سوريا بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر.

وتعود التقارير عن "أضواء الزلازل"، مثل تلك التي شوهدت في مقاطع الفيديو التي تم التقاطها قبل الزلزال الذي ضرب المغرب، الجمعة الماضي، بقوة 6.8 درجة، إلى قرون مضت تعود إلى اليونان القديمة.

ونقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن جون دير، عالم الجيوفيزياء المتقاعد الذي كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إن هذه الانفجارات من الضوء الساطع المتراقص بألوان مختلفة حيرت العلماء لفترة طويلة، ولا يوجد حتى الآن إجماع حول أسبابها، لكنها "حقيقية بالتأكيد"، لافتًا إلى أن الفيديو الأخير من المغرب، الذي تمت مشاركته عبر الإنترنت، يشبه أضواء الزلزال التي التقطتها الكاميرات الأمنية خلال زلزال عام 2007 في بيرو.

أشكال أضواء الزلازل

يمكن أن تتخذ أضواء الزلازل عدة أشكال مختلفة، وفقًا لما ورد عن الظاهرة بكتاب شارك في تأليفه دير ونُشر في طبعة 2019 من موسوعة جيوفيزياء الأرض الصلبة، وورد فيه أنه وفي بعض الأحيان، قد تبدو الأضواء مشابهة للبرق العادي، أو قد تكون مثل شريط مضيء في الغلاف الجوي يشبه الشفق القطبي، وفي أحيان أخرى تشبه الكرات المتوهجة العائمة في الجو. وقد تبدو أيضًا مثل ألسنة اللهب الصغيرة التي تومض أو تزحف على طول الأرض أو بالقرب منها، أو مثل ألسنة اللهب الأكبر الخارجة من الأرض.

ولفهم أضواء الزلازل بشكل أفضل، قام دير وزملاؤه بجمع معلومات عن 65 زلزالًا أمريكيًا وأوروبيًا مرتبطًا بتقارير جديرة بالثقة عن أضواء الزلازل التي يعود تاريخها إلى عام 1600. وقد شاركوا عملهم في ورقة بحثية عام 2014 نُشرت في مجلة "رسائل البحوث الزلزالية".

ووجد الباحثون أن حوالي 80% من هذه الحالات التي تمت دراستها بعد ملاحظتها في الزلازل التي تزيد قوتها على 5.05 درجات في معظم الحالات، أن هذه الظاهرة تحدث قبل وقت قصير من وقوع الزلزال أو خلاله، وكانت مرئية على بعد 600 كيلومتر (372.8 ميل) من مركز الزلزال.

ومن المرجح أن تحدث الزلازل، وخاصة القوية منها، على طول أو بالقرب من المناطق التي تلتقي فيها الصفائح التكتونية. ومع ذلك، وجدت دراسة عام 2014 أن الغالبية العظمى من الزلازل المرتبطة بالظواهر المضيئة حدثت داخل الصفائح التكتونية، وليس عند حدودها.

علاوة على ذلك، كان من المرجح أن تحدث أضواء الزلازل في الوديان المتصدعة أو بالقرب منها، وهي الأماكن التي تمزقت فيها قشرة الأرض - في مرحلة ما في الماضي - ما أدى إلى إنشاء منطقة منخفضة طويلة تقع بين كتلتين أعلى من الأرض.

تفسير الظاهرة

توصل فريدمان فرويند، المتعاون مع دير والأستاذ المساعد في جامعة سان خوسيه والباحث السابق في مركز أبحاث أميس التابع لناسا، إلى نظرية واحدة لأضواء الزلازل، حيث أوضح لـ"سى. إن. إن" أنه عندما تتعرض عيوب أو شوائب معينة في بلورات الصخور لضغط ميكانيكي - كما هو الحال أثناء تراكم الضغوط التكتونية قبل أو أثناء وقوع زلزال كبير - فإنها تتفكك على الفور وتولد الكهرباء.

وتابع أن الصخور هي مادة عازلة، وعندما تتعرض للضغط الميكانيكي، تصبح شبه موصلة، وأن الأمر "مثل تشغيل البطارية، وتوليد شحنات كهربائية يمكن أن تتدفق من الصخور المجهدة إلى الصخور غير المجهدة وعبرها"، لافتًا في مقال نشر عام 2014 في مجلة "كونفرسيشن" أن الشحنات تنتقل بسرعة تصل إلى حوالي 200 متر في الثانية.

تكسر الصخور وانبعاث غاز الرادون

وتشمل النظريات الأخرى حول أسباب أضواء الزلازل، الكهرباء الساكنة الناتجة عن تكسر الصخور وانبعاث غاز الرادون، وفي الوقت الحاضر لا يوجد إجماع بين علماء الزلازل على الآلية التي تسبب أضواء الزلزال، وما زال العلماء يحاولون فك ألغاز هذه الظواهر.

ويأمل فرويند أن يكون من الممكن يومًا ما استخدام أضواء الزلازل، أو الشحنة الكهربائية التي تسببها، بالإضافة إلى عوامل أخرى، للمساعدة في التنبؤ باقتراب زلزال كبير.

وقال خوان أنطونيو ليرا كاتشو، أستاذ الفيزياء في جامعة ناسيونال مايور دي سان ماركوس في بيرو والجامعة البابوية الكاثوليكية في بيرو، الذي درس هذه الظاهرة، إن فيديو الهاتف الخلوي والاستخدام الواسع النطاق للكاميرات الأمنية جعل دراسة أضواء الزلازل أسهل، قائلا: "قبل أربعين عامًا، كان الأمر مستحيلًا.. لو رأيته لن يصدق أحد ما رأيته".