الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجذور العرقية والجغرافية حائل أمام الشباب للترقي الاجتماعي في بريطانيا

  • مشاركة :
post-title
أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

ذهبت دراسة مالية حديثة أُجريت في بريطانيا إلى أن الجذور العرقية والجغرافية، أصبحت عائقًا أمام الأشخاص في الترقي الاجتماعي، بالإضافة إلى أنها أصبحت سببًا في إحداث فجوة رهيبة بين الطبقات.

وقالت الدراسة، إن "الصعود في سلم الترقي الاجتماعي، أصبح أصعب من أي وقت مضى خلال نصف القرن الماضي، للذين نشأوا في مجتمعات فقيرة".

وكشفت الدراسة، التي أعدها المعهد البريطاني للدراسات المالية، ونشرتها صحيفة "ذا جارديان"، عن تدهور واضح في الترقي الاجتماعي، للأطفال الناشئين في شمال إنجلترا والمناطق الوسطى، بالإضافة إلى الأطفال ذوي الخلفية العرقية المتنوعة، وأنهم سيواجهون صعوبات أكثر من غيرهم في تحقيق ثروة أكبر من آبائهم.

وأضاف المعهد أن هناك أيضًا اختلافات ملحوظة بين الأعراق، بما في ذلك فارق مقداره 8000 جنيه إسترليني في دخل الشباب الذكور الذين ينحدرون من خلفية كاريبية سمراء البشرة والذين تلقوا دراسة مجانية.

ووجد البحث أيضًا أن الرجال من أصول باكستانية وإفريقية سمراء وكاريبية الذين نشأوا في ظروف قلة الدخل وتلقوا وجبات مدرسية مجانية يكسبون أقل من الذكور البيض الذين كانوا في نفس الوضع، وأيضًا الرجال الذين نشأوا في طبقات عليا من المجتمع، تلقوا 8700 جنيه إسترليني في سن الثامنة والعشرين، مقارنةً بالذين نشأوا في طبقات أدنى في شمال إنجلترا.

وأكد ديفيد ستوروك، كبير الباحثين الاقتصاديين في IFS: "قد يكون من الصعب الآن أكثر من أي وقت مضى منذ أكثر من نصف قرن أن تتقدم إذا ولدت في وضع غير ملائم ماديًا".

وأُجريت الدراسة على بيانات الدخل لأولئك الذين ولدوا في الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ووجدت أنهم حتى لو جاءوا من عائلات فقيرة فإن فرص التعليم والحصول على وظائف تفتح لهم الباب للترقي الاجتماعي، على عكس مواليد ما بعد الثمانينات الذين حتى وإن توفرت لهم نفس الإمكانات في التعليم والتوظيف فإنهم لن يتمكنوا من الصعود في سلم المجتمع.

وأثبتت الدراسة بعد تحليل لبيانات مَن ولدوا في الستينات والسبعينات والثمانينات، أن عامل الأبوة -تقصد الإرث- أصبح محدِدًا أقوى من ذي قبل، لما سوف يكون عليه الشخص في سلم الترقي الاجتماعي.

ويعود هذا إلى الزيادة الهائلة في أسعار العقارات -نسبيًا مقارنة بين العقود- والتي تساعد الآباء لتوريث أبنائهم أصول ذات قيمة عالية عن ذي قبل، وهو ما أظهرته الدراسة أن الفرق بين الإرث في الثمانينات والستينات هو "الضعف".

وتأتي هذه الاستنتاجات في ظل ضغط يتعرض له ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، من الجناح اليميني لحزبه لإلغاء ضريبة الميراث كجزء من برنامج حزب المحافظين في الانتخابات العامة المقبلة، إذ يظل الحزب يتخلف عن حزب العمل في استطلاعات الرأي.

من جهتها، أعلنت راشيل ريفز، وزيرة المالية في المعارضة، عدم فرض ضريبة على الثروة إذا فاز حزب العمال في الانتخابات المقبلة، ويسعى الحزب لتوضيح قدرته على التعامل بشكل فعال مع الأمور الاقتصادية.

وأوضح المعهد البريطاني للدراسات المالية، أن التحديات التي تواجه الأفراد في الترقي بفئات الدخل والثروة تكون أكثر وضوحًا لبعض الأشخاص من غيرهم، مشيرًا إلى وجود اختلافات إقليمية واضحة في الدخل، حيث يكون الأطفال الذين يولدون في منطقة لندن ومحيطها أكثر احتمالًا أن يكسبوا أكثر من آبائهم، مقارنةً بأولئك الذين ينحدرون من مدن شمال إنجلترا الكبرى مثل مانشستر وليدز ونيوكاسل وهال وميدلسبره.

ويتوقع أن يرث أولئك الذين يعيشون في لندن مبلغًا يصل إلى ضعفي مبلغ الميراث المتوقع لأولئك الذين يعيشون في شمال شرق إنجلترا أو يوركشاير، وذلك نتيجة لارتفاع قيمة العقارات في العاصمة بالعقود الأخيرة مقارنةً بنمو ضعيف في مناطق أخرى.