الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"إرني".. تطبيق صيني ينافس "تشات جي بي تي" في الذكاء الاصطناعي

  • مشاركة :
post-title
لإرني وتشات جي بي تي

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

تعود شركة بايدو، عملاق التكنولوجيا الرائد في الصين، إلى عالم التكنولوجيا، وذلك بفضل برنامج الدردشة الآلي الرائد الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي والمسمى "إرني"، وبحسب مجلة "إيكونومست" البريطانية، الذي تم إصدار إرني في 31 أغسطس، وحظي باهتمام كبير على الرغم من وجهات نظره المثيرة للجدل التي يقدمها بشأن موضوعات معينة مثل أصل فيروس "كوفيد 19".

"إرني يتجاوز "تشات جي بي تي"

تعد براعة "إرني" في الذكاء الاصطناعي مثيرة للإعجاب، حيث تم تحميله مليون مرة خلال 19 ساعة من إصداره، وهو ما يتجاوز معدل تنزيل "تشات جي بي تي"، الذي طورته شركة "أوبن إيه آي"، وقد ولّد هذا النجاح إثارة بين المحللين والمستثمرين وعامة الناس، مما أدى إلى زيادة بنسبة 4% في أسهم بايدو في يوم إطلاق "إرني".

"بايدو" والذكاء الاصطناعي

قالت المجلة البريطانية إن رحلة شركة "بايدو" المطورة لـ"إرني" نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي لم تحدث بين عشية وضحاها، لقد حولت سنوات الاستثمار الشركة إلى واحدة من أكثر شركات الذكاء الاصطناعي تطورًا في الصين، حيث طوروا نظامًا شاملاً للذكاء الاصطناعي، يشمل تصميم الرقائق وأطر التعلم العميق، والنماذج والتطبيقات الخاصة، وبدأ تطوير "إرني" في عام 2019، مما جعل "بايدو" واحدة من أوائل الشركات التي تبنّت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدية.

مكاسب "بايدو"

وبينما امتنعت "بايدو" عن تقديم بيانات مالية محددة بشأن مدى نجاح "إرني"، يعتقد المحللون أن برنامج الدردشة الآلي سيجذب المزيد من الزيارات إلى محرك البحث الخاص به والخدمات الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة إيرادات الإعلانات، كما أثبتت "بايدو" نفسها كأكبر مزود سحابي للذكاء الاصطناعي في الصين، وبدأت في تقديم حلول مخصصة للذكاء الاصطناعي للشركات.

"بايدو" وتطبيقات السيارات

ومع ذلك، فإن غزو "بايدو" لتطبيقات سيارات الأجرة ذاتية القيادة قد حظي بحماس أقل، وعلى الرغم من إطلاق الخدمة في العديد من المدن الصينية، إلا أنها لا تزال تتطلب المراقبة عن بعد، ولا تزال الربحية غير مؤكدة.

العقوبات الأمريكية

سيعتمد نجاح بايدو المستقبلي على عوامل مثل سياسات بكين وواشنطن، وقد شكلت القيود التي فرضتها إدارة بايدن على مبيعات الرقائق المتقدمة للصين تحديات، حيث يعتمد معظم صانعي الذكاء الاصطناعي على هذه الرقائق من خلال نماذج التدريب، كما تعتمد جهود "بايدو" في مجال الذكاء الاصطناعي على شريحة "كونلونكسين"، التي يتم إنتاجها خارج الصين، وأثارت القيود المفروضة على مبيعات الرقائق للشركات الصينية مخاوف بشأن قدرة "بايدو" على شراء هذه المكونات الحيوية.

تحديات "الذكاء الاصطناعي"

وأبدت الحكومة الصينية اهتمامًا كبيرًا بتنظيم الذكاء الاصطناعي، وتحركت بشكل أسرع من العديد من البلدان الأخرى، وفي حين يريد المنظمون أن تستفيد الشركات من الذكاء الاصطناعي وأن تتنافس على مستوى العالم، فإن بعض القواعد تعتبر مرهقة، خاصة في الصناعة الناشئة، ويتعين على الشركات التي تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدية أن تحدد "المحتوى غير القانوني" والإبلاغ عنه وأن تلتزم "بالقيم الاشتراكية الأساسية" في الصين، وهو مطلب واسع وغامض.

وتابعت المجلة انه يمكن أن تتراكم تكاليف الرقابة على شركة "بايدو" وغيرها من الشركات العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد تعلم المسؤولون التنفيذيون في مجال التكنولوجيا في الصين أنهم يعملون تحت رقابة الحكومة وأن م يمكن أن يتغير بسرعة، وقد واجهت شركات الإنترنت حملات تنظيمية في السنوات الأخيرة، ويمكن أن يحدث الشيء نفسه لشركات الذكاء الاصطناعي.

ويُعزى ظهور شركة "بايدو" من جديد في عالم التكنولوجيا إلى حد كبير إلى "إرني"، برنامج الدردشة الآلي الخاص بها والذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، وفي حين أن نجاح إرني يعد واعدا، فإن بايدو تواجه تحديات تتعلق بشراء الرقائق واللوائح الحكومية، ويتوقف مستقبل الشركة في صناعة الذكاء الاصطناعي على التعامل مع هذه التعقيدات.