الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الذكاء الاصطناعي.. قلق متزايد من فقدان الوظائف ومخاطر التطبيق

  • مشاركة :
post-title
الذكاء الاصطناعي - تعبيرية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

تتزايد المخاوف في الدول الغنية بشأن تولي الذكاء الاصطناعي للوظائف، إذ أدت شعبية بعض البرامج إلى زيادة القلق في الغرب، خاصة بين العمال الذين يؤدون أعمالًا يدوية، وحتى المهنيين ذوي الأجور الجيدة مثل المحاسبين والمحامين ومحللي البيانات، فإنهم قلقون بشأن الاستغناء عنهم لصالح الذكاء الاصطناعي.

الاستفادة من الذكاء الاصطناعي

وبحسب مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، من المتوقع أن يختلف تأثير الذكاء الاصطناعي على الدول النامية، التي تضم تعدادًا من السكان يفوق أكثر من 4 مليارات شخص، وفي هذه البلدان ذات الدخل المنخفض يوجد عدد أقل من العاملين في مجالات المعرفة، ويعمل المزيد من الناس في القطاعات التي لا تستخدم فيها أنظمة آلية، مثل الزراعة، وبدلًا من القلق بسبب احتمالات فقدان الوظائف، فإن السؤال هو كيف يمكن للمليارات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التوظيف والفرص الجديدة؟.

الذكاء الاصطناعي في الدول النامية

تتركز المناقشات الحالية حول دعم الذكاء الاصطناعي، وتخفيف مخاطره على الدول الغنية، ومع ذلك، فإن تأثيرات الذكاء الاصطناعي في البلدان الفقيرة تتطلب استثمارات وقوانين متميزة، وتابعت المجلة أن الوقت قد حان لتشكيل أجندة شاملة للذكاء الاصطناعي لبقية العالم، وأصبح تأثير الذكاء الاصطناعي محسوسًا بالفعل في العالم النامي، وعلى سبيل المثال، أتاح التعلم الآلي إمكان الحصول على مستويات ائتمانية بديلة، ما سهل الحصول على القروض الصغيرة، من خلال الهواتف المحمولة لمن لديهم تاريخ مالي محدود، كما يساعد التعلم الآلي في تحديد الأسر الفقيرة والتنبؤ بأماكن نقص الغذاء، بناءً على صور الأقمار الصناعية والاستفادة من مصادر البيانات الجديدة.

يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانات تحويلية في التعليم والرعاية الصحية ودعم الصحة العقلية، ولتحقيق أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي، يجب على البلدان النامية دمج التقنيات الناشئة في المنتجات مع الخدمات المحلية، بينما يمكن لبعض الدول ذات الدخل المتوسط الاستثمار في الذكاء الاصطناعي للفقراء، وقد يحتاج البعض الآخر إلى شبكات ومؤسسات دولية مثل البنك الدولي لدفع عجلة التقدم.

مساران رئيسيان

يظهر مساران رئيسيان لاعتماد الذكاء الاصطناعي في العالم النامي، هما تعديل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية أو إنشاء تطبيقات جديدة، ومع ذلك غالبًا ما تحتاج أدوات الذكاء الاصطناعي إلى التعديل لتتماشى مع السياقات واللغات المحلية، ومعالجة الفجوات والاختلافات الثقافية، بينما لا تزال الحواجز التكنولوجية قائمة في العالم النامي، ما يعوق تبني الذكاء الاصطناعي، إذ تتطلب بعض التطبيقات وصولًا سهلًا إلى الهواتف الذكية واتصالًا أفضل بالإنترنت وأنظمة تسجيل رقمية، كما يعد تحقيق التوازن بين التطبيقات المحتملة والاستعداد التكنولوجي أمرًا أساسيًا.

تحديات وفرص

يطرح انتشار الذكاء الاصطناعي تحديات وفرصًا في كل من الدول المتقدمة والنامية، إذ يتطلب تنظيم الذكاء الاصطناعي في العالم النامي نهجًا متميزًا، لأن مركزية التحكم في الذكاء الاصطناعي قد لا تتماشى مع احتياجات هذه البلدان، كما يمكن أن تلعب البرامج البديلة مفتوحة المصدر دورًا وتتحدى النماذج التنظيمية التقليدية.

المخاطر

تثير تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الدول النامية مجموعة مختلفة من المخاطر، ما يستلزم تنظيمًا فريدًا قد تحتاج البلدان النامية إلى التكيف مع التكنولوجيا الجديدة بدلًا من السيطرة الكاملة عليها، كما يعتبر الاتصال الفعّال وبناء الثقة والإشراف على المراقبة من الأمور الحاسمة، وفي حين أن الموجة الحالية للذكاء الاصطناعي تقدم تغيرات سريعة، فقد حدثت انتقالات تكنولوجية مماثلة من قبل، مثل الانتشار الواسع للهواتف المحمولة بين الفقراء، ومع ذلك، فإن إمكانات هذه الابتكارات غالبًا ما تقصر على تلبية احتياجات العالم النامي، وفي حين أن إمكانات الذكاء الاصطناعي التحويلية هائلة، فإن تحقيق فوائدها في البلدان النامية يتطلب نهجًا شاملًا وحلولًا مخصصة ومراعاة السياقات والتحديات المحلية.