الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فاجنر كانت البداية.. أزمة المروحية تشعل التوتر بين بيلاروسيا وبولندا

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد العلاقات بين بيلاروسيا وبولندا توترًا متصاعدًا في الأسابيع الأخيرة، بعد ما اتهمت بيلاروسيا بولندا بانتهاك حدودها الجوية باستخدام طائرة مروحية عسكرية، فيما نفت بولندا هذه المزاعم بشدة.

يأتي التوتر البولندي على خلفية مخاوف من وجود مجموعة فاجنر داخل الأراضي البيلاروسية، حيث انتقلت المجموعة إلى هناك بعد اتفاقية سلام مع الكرملين. وتخشى وارسو من أن يهدد وجود المجموعة المتمردة أمنها القومي. وتزامن هذا التوتر المتصاعد بين البلدين مع انقسام أوسع في أوروبا حول الحرب الروسية الأوكرانية، إذ وقفت بولندا إلى جانب أوكرانيا بينما ظلت بيلاروسيا من أقرب حلفاء روسيا.

كانت أعلنت وزارة الخارجية البيلاروسية أنها استدعت دبلوماسيًا بولنديًا لإجراء تحقيق معه بعد أن اكتشف جيشها مروحية عسكرية بولندية من طراز Mi-24 تحلق على ارتفاع 1200 متر (ارتفاع منخفض للغاية) داخل حدودها، قبل أن تعود أدراجها، حسبما ذكرت "رويترز". لكن بولندا نفت أن تكون إحدى طائراتها المروحية دخلت حدود بيلاروسيا.

وفي أعقاب التوغل الأخير، قالت وزارة الخارجية البيلاروسية في بيان نقلته "رويترز": "تم طلب التوضيحات المناسبة من الجانب البولندي وإجراء تحقيق شامل في الحادث".

لكن اللفتنانت كولونيل البولندي جاسيك جوريسزيوسكي نفى حدوث التوغل على الإطلاق، وقال، بحسب "رويترز": "لا أؤكد هذه المعلومات. لم تعبر أي من المروحيات البولندية الحدود إلى بيلاروسيا. مثل هذا الاختراق الحدودي لم يكن ليحدث ولم يحدث. أنظمة الرادار لدينا لا لبس فيها".

يأتي الحادث بعد تدهور العلاقات بين البلدين في الأسابيع الأخيرة وسط مخاوف بولندية بشأن وجود مجموعة فاجنر على حدودها مع بيلاروسيا، بعد ما توسط الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، في اتفاق سلام بين الكرملين ومجموعة فاجنر في يونيو الماضي إثر محاولتهم الفاشلة للتمرد على القيادة العسكرية في موسكو، إذ سمحت صفقة لوكاشينكو لمجموعة فاجنر بالانتقال إلى حدود بيلاروسيا.

وبعد انتقال فاجنر إلى بيلاروسيا وتمركزها على حدودها مع بولندا، ما أثار مخاوف وارسو من أن تقوم مجموعة فاجنر بغزو حدودها للسيطرة على ممر سولاكي، وهو ممر صغير لكنه بالغ الأهمية يربط بولندا بدول البلطيق في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وكذلك جيب كالينينجراد الروسي. ومن شأن سيطرة فاجنر على هذه المنطقة أن تفصل هذه البلدان عن بقية أوروبا.

في غضون ذلك، نفى لوكاشينكو مخاوف بولندا بشأن مجموعة فاجنر، التي قاتلت إلى جانب روسيا في أوكرانيا التي قُتل زعيمها يفجيني بريجوجين في حادث تحطم طائرته الخاصة الشهر الماضي. وفقًا لوكالة الأنباء البيلاروسية "بيلتا"، وصف المطالب البولندية بإزالة فاجنر من بيلاروسيا بأنها "غير معقولة وغبية".

وقال لوكاشينكو: "الجواب بسيط: لا في بولندا ولا في ليتوانيا ولا في بلدان أخرى، لا ينبغي أن يكون هناك جندي أجنبي واحد في دول البلطيق. وبعد ذلك يمكننا أيضًا تقديم ادعاءات بشأن وجود جنود من دول أخرى هنا".

وبعد نقل فاجنر إلى بيلاروسيا، نقلت بولندا آلاف القوات إلى المنطقة القريبة من حدودهما المشتركة.

وبحسب ما أشارت وكالة ريا نوفوستي الروسية، نقلًا عن الكرملين، فإن بولندا تبدو وكأنها تريد السيطرة على "أراضيها التاريخية" المزعومة من خلال الاستيلاء على "جزء كبير من أوكرانيا". وأضاف أن زعماء بولندا كانوا أيضًا "يحلمون بالأراضي البيلاروسية".

لقد وجدت بولندا وبيلاروسيا نفسيهما على طرفي نقيض من الصراع الروسي الأوكراني، الذي هيمن على السياسة الأوروبية منذ بدايته. وبرزت بولندا كواحدة من أكثر المؤيدين المتحمسين لأوكرانيا، في حين كانت بيلاروسيا واحدة من حلفاء روسيا الأوروبيين الوحيدين وسط الحرب.