الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يستعين بها النجوم في أغنياتهم الحديثة.. ألحان الزمن الجميل نهر لا ينضب

  • مشاركة :
post-title
محمد حماقي

القاهرة الإخبارية - إنجي سمير - محمد عبد المنعم

لا تزال أغاني الزمن الجميل التي قدمها كبار الملحنين أرثًا عظيمًا ينهل منه ملحنون ومطربون منذ سنوات وحتى الآن؛ لما تحمله هذه الألحان من إبداع وعظمة باقية، لتصبح كما النهر لا يجف إبداعها ولا ينتهي عطاؤها، فرغم غياب الجسد بقيت الموسيقى يستعين بها كل من أراد أن يضيف شكلًا مميزًا لأغنياته.

حرص عدد من المطربين في الآونة الأخيرة الاستعانة بألحان عظماء الزمن الجميل مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، والملحن بليغ حمدي، وغيرهما من خلال اقتطاع جمل لحنية حققت نجاحًا ليعاد تدويرها مرة أخرى بأغنيات جديدة حققت نجاحًا قد لا يشبه ما حققته الأغنيات الأصلية، لكنها لاقت رواجًا واسعًا بين الشباب، لتؤكد قدرة هذه الألحان على الاستمرار لعقود طويلة.

بليغ حمدي

كان آخر هذه التجارب ما قام به الفنان المصري محمد حماقي بالاستعانة بأحد ألحان موسيقار الأجيال الراحل محمد عبد الوهاب، في أغنيته الجديدة "ده قلبي ده"، الذي أكد أنه حلم كبير له وتحقق بالفعل، وحرص حماقي أن يكتب على التتر "إهداء إلى روح موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.. مع كامل الحب والتقدير".

كما سبقه الفنان المصري أمير عيد، عضو فريق "كاريوكي" بأحد ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي في أغنية جديدة للفريق حملت اسم "كان لك معايا" ليعاد توزيع اللحن بشكل متطور، وعن الاستعانة بهذه الألحان يتحدث في السطور التالية عدد من المبدعين والنقاد الموسيقيين وصنّاع الأغنية حول هذه القضية.

موضة قديمة

تؤكد د.ياسمين فراج، الناقدة الموسيقية بأكاديمية الفنون المصرية، لموقع "القاهرة الإخبارية" أن هذه الموضة ليست جديدة، ففي فترة الحداثة الذهبية، وهي التي تم فيها تقديم الأغنيات والألحان التي علقت بأذهان الجمهور المصري والعربي كله، لذا يتم الاستعانة بهذه الألحان القديمة سواء لكبار الملحنين مثل بليغ حمدي أو محمد فوزي والاستعانة بجمل موسيقية أو مقدمات أو لزمات موسيقية من بين الكوبليهات، فيما يستعين آخرون بلحن الكوبليه نفسه، مع الإشارة من جانب صنّاع العمل بأنه تم الاستعانة بألحان الفنان في بداية الأغنية، حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية.

وتضيف أن هذه المحاولات ترجع إلى رغبة البعض في الآونة الأخيرة الربط بين القديم والحديث، الأمر الذي يدفعهم للجوء إلى الألحان التي قدمت في العصر الذهبي للأغنية العربية الحديثة المصرية والأغاني التي كان لها رواج بين مستمعي المنطقة العربية، لجذب أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.

تشير د.ياسمين إلى أنها لا تفضل الحَجْر على إبداع أحد، لكنها ترى في الوقت نفسه أن هناك تيمات لحنية أو أغنيات مؤثرة تركت علامات من المستطاع استمرارها لعدد من السنوات، وتقول: لا أتذكر أغنية كنت أسمعها لمدة خمسة أعوام إلا إذا تمت إذاعتها وتواجدت إعلاميًا، إذ إن الأغاني لم تعتد أن يكون لها ثقل في أذهان الجمهور، مثلما كانت قديمًا، وعلى سبيل المثال مدة حفلات المطربين مثل أنغام أو أحلام أو كاظم الساهر وغيرهم ثلاث ساعات مثل حفلات الراحلة أم كلثوم، لكن هناك فرقًا كبيرًا، وذلك لأنهم خلال الحفلة يغنون عددًا كبيرًا للغاية من الأغنيات، أما أم كلثوم فكانت تغني في فاصلين وكل فاصل يضم أغنية واحدة، ومدتها ساعة أو ساعة ونصف الساعة بتنويعات مختلفة على اللحن الأصلي، وكل مرة تجوّد، الأمر الذي يجعل الجمهور يزداد اشتياقًا لها وهذا أمر لم يعد متوفرًا حاليًا.

جُمل لحنية هزيلة

كان للموسيقار المصري صلاح الشرنوبي رأي آخر في الاستعانة بألحان الزمن القديم، إذ يرى أن ظاهرة استعانة المطربين بمقاطع من الأغنيات الشهيرة انتشرت كثيرًا في الآونة الأخيرة، وهذا يعود لاحتياج المطربين والملحنين أيضًا نظرًا لأن الجمل اللحنية أصبحت هزيلة في الفترة الحالية، الأمر الذي دفعهم للجوء إلى الاستناد للجمل الأكثر شهرة.

وأضاف لموقع "القاهرة الإخبارية": في رأيي أن هذا الأمر غير مستحب، ويعتبر ممنوعًا استنادًا إلى قوانين حماية الملكية الفكرية، إذ من المفترض أن يطالب أقارب هؤلاء الراحلين بحقوقهم، أو إقامة دعاوى قضائية، وهو ما حدث كثيرًا من قبل، إذ تم الشكوى والتظلم من استخدام بعض الجمل اللحنية وكلماتها بطريقة سيئة مثلما حدث مع المطرب الشعبي محمود الليثي وغيره".

وتابع الشرنوبي قائلًا: "هناك أشكال أخرى في الاستعانة بألحان قديمة، منها مجرد اللجوء لروح الجملة اللحنية، وليست الجملة ذاتها، وهو يعتبر اقتباس روح الأغنية ومرجعية لها، وأيضًا هذا يحدث نتيجة فقر في الجمل الغنائية وهو ما نعاني منه منذ فترة طويلة من جانب الملحنين الذين يضطرون إلى ذلك رغم أنه خطأ وغير مصرح به".

حلم تحقق

من جانبه دافع الشاعر الغنائي المصري أمير طعيمة ومؤلف أغنية "ده قلبي ده" للمطرب محمد حماقي المقتبس لحنها من إحدى أعمال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وقال: "فخر كبير لنا كفريق عمل الأغنية الاستعانة بألحان الراحل محمد عبد الوهاب، وهو إضافة كبيرة بالفعل".

وبرر "طعيمة" الاستعانة بجزء من اللحن نتيجة تناسقه مع كلمات الأغنية، مضيفًا: صديقي المطرب محمد حماقي كان يحلم بتقديم أغنية من ألحان الراحل وليس هو فقط، فأنا أيضًا كنت أتمنى ذلك، وبالتالي لم نتردد وتم إهداء الأغنية كاملة للموسيقار الراحل".

وتابع أمير: "الاستعانة بألحان الراحل كان في جزء من الأغنية وليس كاملًا، فالباقي من ألحان أحمد إبراهيم، فالأغنية تسير بخطوات هادئة لأنها رومانسية وبالتالي كانت تتلاءم مع الزمن الجميل"، وأعرب أمير عن سعادته بردود الفعل التي تلقاها عليها وتحقيقها نسبة مشاهدة عالية اقتربت من مليوني مشاهدة".

شكوى رسمية

يؤكد الشاعر المصري فوزي إبراهيم، أمين عام جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية "الساسيرو"، أنه يحق لورثة هؤلاء الفنانين إقامة دعوى قضائية للحصول على حقوقهم الأدبية والفنية، لكنه في الوقت نفسه يشير إلى أن هذه الخطوات لا تحدث دائمًا ولا نرى أي تحرك.

ويضيف: "من حق الورثة أن يشكوا للحصول على حقوقهم، ونحن نستطيع أن نوقف تلك الأغاني ولكن بشرط واحد أن يتم تقديم شكوى رسمية".

وسوم :