انطلقت قمة بريكس الـ15 في جنوب إفريقيا، أمس الثلاثاء، في خضم تطورات جوهرية على الساحة العالمية، ومن المنتظر أن تبحث القمة مسألة التوسع، وضم دول جديدة، وبحث طلبات الانضمام البالغة نحو 19 طلبًا، منها 13 طلبًا رسميًا.
وتسعى عدة دول للانضام إلى بريكس، منها الأرجنتين ومصر والمكسيك والجزائر وتونس، إذ كشف سفير جنوب إفريقيا لدى "بريكس"، أنيل سوكلال، إن هناك 13 طلبًا رسميًا للانضمام.
ويمثل أعضاء مجموعة بريكس، التي تضم "البرازيل وروسيا والهند والصين، وجنوب إفريقيا"، أكثر من 40% من سكان العالم، ورغم رغبة الكثير من الدول في الانضمام للمجموعة، قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، اليوم، إن الولايات المتحدة تستبعد تحول "بريكس"، إلى منافس جيوسياسي لها، مؤكدًا أنها مجموعة متنوعة من الدول لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة.
بحث توسع المجموعة
يسعى بعض أعضاء مجموعة بريكس، وعلى رأسهم الصين إلى تحويلها لقوة موازنة للغرب، واستغلال تزايد الاهتمام بالمجموعة التي بدأت بأربع دول عام 2009، هي: "البرازيل والهند والصين وروسيا"، قبل أن تنضم جنوب إفريقيا في العالم التالي، ومنذ ذلك الوقت لم يتم ضم أي دول جديدة.
وأعربت 40 دولة على الأقل، عن اهتمامها بالانضمام إلى بريكس، منها 13 دولة قدمت طلبات رسمية، ومن المتوقع أن يتم صدور قرار من المجموعة بهذا الشأن مع ختام القمة، بحسب "إندبندنت".
قادة بريكس والتوسع
لم يتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمته الافتتاحية إلى توسع المجموعة، رغم تأييد روسيا لضم المزيد من الدول للتحالف.
ويعد الرئيس الصيني شي جين بينج، المؤيد الرئيسي لتوسع "بريكس"، وقال رئيس جنوب سيريل رامابوسا، إن البلدين لديهما وجهات نظر مماثلة فيما يتعلق بالتوسع.
وتتطلع روسيا والصين إلى توسع المجموعة، الأولى تسعى للتخلص من العزلة المفروضة عليها بعد الحرب الروسية الأوكرانية، والثانية تسعى لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية في العالم المنامي.
كما أن الهند، أبدت "نويا إيجابية"، تجاه مسألة توسع بريكس، حسبما جاء على لسان وزير خارجيتها فيناي وكاترا، الإثنين، وقال إن بلاده لا تريد الحكم مسبقًا على نتيجة المناقشات حول توسع المجموعة، لكنه أعرب عن قلق بلاده من الهيمنة الصينية وتحذر من التسرع في التوسع.
وتنظر للصين لمسألة التوسع على أنها هدف مشروع، منذ فترة طويلة، إذ تأمل في أن تضفي العضوية الأوسع نفوذًا لأكبر مجموعة، التي تضم بالفعل نحو 40% من سكان العالم وربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
أما البرازيل، فلديها مخاوف من توسع المجموعة، وتخشى أن يؤدي هذا التوسع إلى إضعاف نفوذ المجموعة، التي تسعى لأن تصبح نصيرًا للجنوب العالمي النامي، وتقديم بديل لنظام عالمي تسيطر عليه الدول الغربية، بحسب "إندبنبدنت".
5 دول في طريقها للانضمام
من المتوقع أن تقرر قمة بريكس الحالية، معايير التوسع، وقبول أعضاء جدد في المجموعة، ومن المرجح أن توافق على انضمام خمس دول منها أربع عربية هي: "السعودية والإمارات والجزائر ومصر".
وقال سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسية، إن انضمامهم إلى بريكس سيثري المجموعة، لما لهذه الدول من إرث حضاري وإسلامي، كما دعم الرئيس البرازيلي انضمام هذه الدول للمجموعة.
وكشفت تقارير عن أهمية انضمام السعودية والإمارات، بصفتهما منتجان رئيسيان للنفط إلى مجموعة بريكس، وبالتالي سيستفيدان من الانضمام إلى المجموعة التي تضم الصين والهند، هما مستهلكتان رئيسيتان للنفط.
ويعد انضمام دول عربية إلى المجموعة محطة مهمة في تحول موازين القوى الاقتصادية عالميًا، إذ إن الجزائر ومصر والسعودية والإمارات دول رائدة في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة، بحسب "بي بي سي".
وقالت مصادر لصحيفة بيزنس ستاندرد الهندية، إنه قد يتم قبول خمس دول، خلال القمة الحالية، هي الأرجنتين ومصر وإندونيسيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.