لا تعد فكرة التخلص من الدولار وهيمنته أمرًا جديدًا، إذ يتواصل الحديث عنها منذ سنوات، إلا أن العملة الأكثر بريقًا في العالم، أصبحت في مهب مجموعة بريكس، التي تواصل نموها وتشكل نحو ثلث الاقتصاد العالمي تقريبًا، وفي وقت انطلقت فيه قمتها العام الحالي، وسط متغيرات وتحولات دولية بالغة الصعوبة، في ظل الحديث عن عالم متعدد الأقطاب، إذ تستهدف النسخة الحالية، إعادة تشكيل العلاقات الدولية والتخلص من الدولار.
بوتين: التخلص من الدولار لا رجعة فيه
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد أن التخلص من الدولار في التسويات بين دول "بريكس" عملية لا رجعة فيها، وأنها تعمل على تعزيز التعاون لتسريع النمو الاقتصادي.
وتحدث الرئيس الروسي، اليوم الثلاثاء، عن التحديات التي تواجه مجموعة "بريكس"، من تقلبات أسعار الطاقة، والتصرفات غير المسؤولة من عدة دول.
دا سيلفيا يعلن تأييدة لعملة موحدة
أما الرئيس البرازيلي، لولا دا سيلفا، فقال إن مجموعة "بريكس"، تفوقت على مجموعة السبع اقتصاديًا، مُعلنًا تأييده لعملة موحدة لدول بريكس، لا تحل محل العملات الوطنية.
وقال "دا سيلفا" في الكلمة الافتتاحية لقمة بريكس، المنعقدة في جوهانسبرج، اليوم، إن المجموعة تخطت مجموعة السبع من حيث الإمكانات الاقتصادية.
رئيسة بنك التنمية
وقالت رئيسة بنك التنمية التابع لـ"بريكس"، ديلما روسيف، إن العملات المحلية ليست خيارًا بديلًا للدولار، بل هي عملة لتجاوز النظام الأحادي القطب المهيمن في العالم.
وأكدت روسيف، خلال مقابلة مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية، أن العملات المحلية ليست بديلًا عن الدولار، لكنها بديل للنظام الحالي وطريقة لتجاوزه في سبيل عالم متعدد الأقطاب.
وأوضحت رئيسة "بريكس"، أن الإقراض بالعملة المحلية يسمح بتجنب مخاطر العملة وتقلبات أسعار الفائدة الحاصل في الولايات المتحدة، بحسب وكالة "سبوتنيك".
التبادل الاقتصادي
وتعد مسألة التبادل الاقتصادي بين دول التكتل، الذي يملك سوقًا تصل إلى أكثر من 50% من أسواق العالم، ونحو 30% من ثرواته، من خلال بنك التنمية الجديد، أحد العوامل التي تمكن الدول الأعضاء من كسر أحادية الدولار، واستعماله كإحدى أدوات العقوبات الأساسية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
الدولار على الساحة العالمية
رغم تحكم الدولار وسيطرته على الأوضاع الاقتصادية العالمية، تراجع نصيبه ضمن احتياطات النقد الأجنبي العالمية في السنوات الأخيرة، وبلغت 58.8% من إجماليها البالغ 12.9 تريليون دولار في الربع الأخير من العام الماضي، وهي الحصة الأدنى للدولار منذ 20 عامًا.
وكانت حصة الدولار تشكل نحو 70% من احتياطات النقد الأجنبي العالمية قبل عقدين.
صعود دول بريكس مقابل مجموعة السبع
باتت دول بريكس مُنافسًا اقتصاديًا لمجموعة السبع، وفي السطور التالية يمكن مقارنة حصة الناتج المحلي الإجمالي، للمجموعتين، وفي 1992 كانت النسبة 16.45% لـ"بريكس" مقابل 45.80% لمجموعة السبع.
وفي عام 2002، كانت النسبة 28.28% لـ"بريكس" مقابل 32.82% لمجموعة السبع، أما في 2022 فكانت النسبة 30.67% لـ"بريكس" مقابل 30.31% لمجموعة السبع.
ويتوقع صندوق النقد الدولي، أن تشكل دول بريكس ثُلث الاقتصاد العالمي بحلول عام 2022.