بينما تتبادل كييف وموسكو الوعيد باستهداف السفن في البحر الأسود، غادرت أول سفينة حاويات ميناء أوديسا، منذ انهيار صفقة الحبوب، من ممر آمن تسمح أوكرانيا للسفن بالمرور عبره على مسؤولية مالكيها.
أول عبور آمن
أعلن مسؤول أوكراني إن سفينة حاويات غادرت ميناء أوديسا جنوبي أوكرانيا، اليوم الأربعاء، لتصبح أول سفينة تستخدم ممرًا مؤقتًا للشحن في البحر الأسود، بعد انهيار صفقة حبوب بوساطة الأمم المتحدة الشهر الماضي.
وقال وزير البنية التحتية، أولكسندر كوبراكوف، في منشور له على "فيسبوك" إن السفينة "جوزيف شولت" التي ترفع علم هونج كونج كانت في طريقها إلى مضيق البوسفور تحمل أكثر من 30 ألف طن متري من البضائع، بما في ذلك المنتجات الغذائية.
وكانت السفينة عالقة في ميناء أوديسا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير من العام الماضي.
وانسحبت روسيا، في 18 يوليو الماضي، من اتفاق لتصدير الحبوب والأسمدة عن طريق البحر الأسود من أوكرانيا توسّطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، لعدم وجود أسباب تدفعها لتمديده في ظل عدم الوفاء ببعض بنود الاتفاق، والتي يتعلق بعضها بمنح أولوية التصدير للدول الفقيرة، إلى جانب شروط أخرى تتعلق بمصالح روسيا.
ممرات مؤقتة
ويعد المرور الناجح سابق الإشارة، هو الأول، ضمن ممرات آمنة أعلنت عنها كييف، الأسبوع الماضي، لكن شرط أن يكون المرور على مسؤولية مالكي وربابنة السفن، في ظل تهديدات روسية لاتزال تحدق بحركة المرور.
وأعلنت البحرية الأوكرانية عن فتح "ممرات مؤقتة" في البحر الأسود أمام السفن التجارية المبحرة من وإلى الموانئ الأوكرانية وهي تشورنومورسك، أوديسا، ويوجني.
ولم تنف كييف التهديد العسكري الروسي وخطر الألغام لا يزالان على طول جميع الطرق، مع ذلك سمحت بمرور السفن التي يؤكد مالكوها وقباطينها رسميًا استعدادهم للإبحار في هذه الظروف".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد حذرت في وقت سابق من أن موسكو ستعتبر جميع السفن المتجهة إلى أوكرانيا عبر البحر الأسود "ناقلات أسلحة محتملة".
"قرصنة" و "هجمات مسيّرة فاشلة"
والأحد الماضي، أطلقت سفينة حربية روسية طلقات تحذيرية وصعدت إلى سفينة شحن مملوكة لتركيا زعمت أنها كانت متجهة إلى أوكرانيا، فيما وصفته كييف بأنه "عمل قرصنة".
وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان بشأن الحادث، أن قبطان السفينة "سوكرا أوكان" والتي كانت ترفع علم بالاو، وفي طريقها إلى ميناء إسماعيل الأوكراني، لم يستجب لطلب التوقف للتفتيش للتأكد من عدم وجود بضائع محظورة على متنها.
أضاف البيان، أن سفينة الدورية الروسية" فاسيلي بيكوف" التابعة لأسطول البحر الأسود، اضطرت إلى إطلاق طلقات تحذيرية من أسلحة آلية، كما أقلعت من متنها مروحية "كا-29" فيها مجموعة من العسكريين الروس.
تابع: "وبعد انتهاء فريق التفتيش من عمله على متن "سوكرا أوكان"، واصلت السفينة السير إلى ميناء إسماعيل"، وفق وزارة الدفاع الروسية.
وسفينة الدورية الروسية "فاسيلي بيكوف" هي نفسها التي تعرضت، مطلع أغسطس الجاري، إلى جانب سفينة دورية أخرى تحمل اسم سيرغي كوتوف" من محاولة هجوم أوكراني باستخدام 3 زوارق مسيّرة مائية، لكن تم إحباطها، وفق وزارة الدفاع الروسية.
وعيد متبادل
واعتبارًا من 20 يوليو الماضي، تصنف الدفاع البحرية الروسية، السفن المبحرة إلى أوكرانيا " كناقلة محتملة للمعدات العسكرية"، وبالمقابل اتخذت كييف الخطوة ذاتها.
وقالت الدفاع الروسية، في بيان لها في وقت سابق "سيتم اعتبار جميع السفن المبحرة في البحر الأسود إلى الموانئ الأوكرانية ناقلة محتملة للمعدات العسكرية، والدول التي ترفع علم هذه السفن ستعتبر متورطة في الصراع إلى جانب نظام كييف".
وغداة القرار الروسي، أعلنت أوكرانيا أنها ستعتبر أي سفينة في البحر الأسود متجهة إلى موانئ روسية أو إلى أراض أوكرانية تحت سيطرة روسيا، "سفنًا عسكرية" محتملة.