الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ماذا يعني انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب الأوكرانية؟

  • مشاركة :
post-title
الحبوب الأوكرانية

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

بانتهاء اليوم الاثنين سينتهي أجل اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، بعد إعلان روسيا قرار انسحابها من الاتفاق، وهو قرار يحمل في طياته مخاطر وعواقب إنسانية خطيرة، إذ يُعرّض ملايين الأطنان من الصادرات الغذائية حول العالم للخطر.

انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب

هدف الاتفاق، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو الماضي، هو التخفيف من أزمة الغذاء العالمية من خلال السماح بالمرور الآمن للحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ بسبب الصراع الروسي- الأوكراني.

وبموجبه تمكنت أوكرانيا من تصدير 32.9 مليون طن من المنتجات الزراعية بما في ذلك 16.9 مليون طن من الذرة و8.9 مليون طن من القمح، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.

لكن روسيا قالت الأسبوع الماضي إنها تدرس الانسحاب من اتفاق الحبوب الذي يسمح أيضًا بتصدير صادرات الأغذية والأسمدة الروسية، لكن لم يحدث ذلك، في إشارة إلى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي فشلوا في تلبية مطالبها لمواصلة الاتفاق، بحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية.

أهمية الاتفاق البحر الأسود

تعد أوكرانيا منتجًا رئيسيًا للحبوب والبذور الزيتية، وقد أدى انقطاع صادراتها مع اندلاع الحرب إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية إلى مستويات قياسية، لكن هذا الاتفاق ساعد في تخفيف حدة الأزمة.

كما لعبت الحبوب الأوكرانية أيضًا دورًا مباشرًا، بعد ما تم شحن ملايين الأطنان عبر الممر الذي يستخدمه "برنامج الأغذية" العالمي التابع للأمم المتحدة كمساعدات لدول مثل إثيوبيا والصومال واليمن.

ورغم سريان اتفاق الحبوب العام الماضي، إلا أن أزمة الغذاء العالمية الحالية لم تنته، إذ قال برنامج الأغذية العالمي الشهر الماضي إن العالم يشهد أزمة جوع هي الأكثر تعقيدًا منذ أكثر من 70 عامًا.

استجابة سلبية للقرار الروسي

واستجابة للأنباء التي تفيد بأن روسيا ستعلق مشاركتها في الصفقة، ارتفعت أسعار الذرة والقمح بالفعل، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، مثل الخبز والمعكرونة، في الأشهر المقبلة، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء.

ومع توقع انخفاض صادرات الحبوب الأوكرانية في عام 2024، يعتزم المزارعون في كييف زراعة كميات أقل من الذرة والقمح، ما يعني أن "صادرات الذرة" ستنخفض إلى 19.5 مليون طن، مقارنة بـ28 مليون طن الموسم السابق، حسب تقديرات وزارة الزراعة الأمريكية.

وتشير التقديرات إلى أن "صادرات القمح" ربما تنخفض إلى 10.5 مليون طن، مقارنة بـ16.8 مليون طن في الموسم السابق وأقل بكثير من ذروة الإنتاج التي بلغت 21 مليون طن في 2019/20، أي 11٪ من التجارة العالمية.

رحلة طويلة وصعبة

ومع ذلك، فإن تصدير تلك الكميات المنخفضة من الحبوب عبر الاتحاد الأوروبي الشرقي سيكون صعبًا ومكلفًا من الناحية اللوجستية، خاصة بالنسبة للمحاصيل المزروعة في المناطق الشرقية من أوكرانيا التي ستواجه رحلة طويلة وصعبة لمجرد الوصول إلى الحدود.

وعلى المنوال ذاته، سيتضرر المزارعون الأوكران من تدفق الحبوب الأوكرانية عبر شرق الاتحاد الأوروبي، إذ سيتعين عليهم البيع بسعر منخفض، بسبب ارتفاع التكاليف اللوجيستية.

نتيجة لذلك، سمح الاتحاد الأوروبي لخمس دول، وهي بلغاريا والمجر وبولندا ورومانيا وسلوفاكيا، بحظر المبيعات المحلية للقمح والذرة وبذور اللفت وبذور عباد الشمس الأوكرانية، مع السماح بالعبور للتصدير إلى أماكن أخرى.

ومن المتوقع أيضًا زيادة المحاصيل في شرق الاتحاد الأوروبي هذا الصيف، ما يتعين الموانئ الرئيسية مثل كونستانتا في رومانيا المكافحة للتعامل مع حجم الحبوب المتدفقة، ما سيتسبب في الازدحام وتأخير الشحن.

وترجح التقديرات أن أي انخفاض في الإمدادات العالمية أو تقلب في الأسواق، مهما كان صغيرًا، سيؤثر على البلدان الفقيرة التي تواجه انعدام الأمن الغذائي.

وفي أعقاب الإعلان الروسي بتعليق صفقة البحر الأسود، قالت منظمة المعونة "أوكسفام": "الآن بعد أن تم إلغاء هذه الصفقة، أصبح من المُلح للغاية إعادة التفكير في كيفية إطعام العالم"، بحسب صحية "بوليتكو" الأمريكية.