يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لائحة اتهام جنائية رابعة، تتعلق بمحاولته تغيير نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 2020، لصالحه ومطالبة المسؤولين بـ"إيجاد" أصوات لإلغاء هزيمته في ولاية جورجيا.
وخلال الشهور القليلة الماضية، صدرت ضد ترامب ثلاث لوائح اتهام في القضايا المعروفة إعلاميًا بـ"الوثائق السرية" و"شراء الصمت" و"التخريب الانتخابي".
ومن المقرر أن تجرى محاكمة الرئيس السابق في القضايا الثلاث، وقد تصدر في حقه أحكامًا بالسجن لسنوات طويلة، في حال إدانته.
وتجتمع هيئة محلفين كبرى في أتلانتا، غدا الثلاثاء، للنظر في التهم الموجهة إلى أكثر من عشرة أشخاص، بمن فيهم الرئيس السابق، بعد تحقيق استمر عامين ونصف، فى جهود إلغاء انتخابات الرئاسة التى أجريت فى عام 2020 وفاز بها جوبايدن.
وتم تعزيز الأمن حول المحكمة في قلب أتلانتا استعدادًا لجلسة الاستماع للاتهامات، المقررة غدا الثلاثاء.
وتعتبر قضية جورجيا من أخطر المشاكل القانونية التي تعصف بالرئيس السابق، وإذا وجهت هيئة المحلفين الكبرى، كما هو متوقع، لائحة اتهام ضده، فسوف يقضي معظم العام المقبل، فى المثول أمام المحكمة.
وفي قلب القضية، هناك مكالمة أجراها ترامب مع براد رافنسبيرجر، وزير خارجية ولاية جورجيا، وطلب منه توفير 11780 صوتًا لأجل إلغاء هزيمته.
أدلة جديدة
وأفادت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، أمس الأحد، نقلا عن مصادر بأن المدعين العامين في ولاية جورجيا يمتلكون وثائق تظهر تلاعب فريق ترامب بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020.
وقالت الشبكة إن الوثائق تتضمن رسائل إلكترونية ونصية تربط أعضاء فريق ترامب مباشرة بخرق نظام التصويت أوائل يناير 2021.
وأضافت أن لدى المحققين أدلة على أن الخرق لم يكن جهدا تطوعيا من مؤيدي المرشح الجمهوري في ذلك الوقت، بل تم بالتنسيق مع مقربين منه.
كما قالت "سي. إن. إن" نقلا عن المصادر نفسها إن خرق النظام الانتخابي حصل في مقاطعة كوفي التي فاز فيها ترامب بحوالي 70% من الأصوات.
وأشارت المصادر إلى أن مسؤولا سابقا شهد بأن خطط اختراق أنظمة التصويت في ولاية جورجيا نوقشت في البيت الأبيض بحضور ترامب، وأن محامي الأخير عينوا شركة لفحص أنظمة التصويت تمكنت من الوصول إلى هذه الأنظمة واختراقها.
وفي وقت سابق من أغسطس الجاري، أصدرت محكمة فيدرالية في واشنطن لائحة اتهام ضد الرئيس السابق دونالد ترامب في قضية أحداث اقتحام الكونجرس في السادس من يناير 2021، وتتضمن اللائحة تهمة التآمر لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نوفمبر 2020.
وورد في لائحة الاتهام أن المرشح الجمهوري حاول تغيير عملية فرز نتائج تصويت أكثر من 150 مليون أمريكي، لكن ترامب نفى حينها التهم الموجهة إليه، واتهم إدارة الرئيس جو بايدن باضطهاده سياسيا لإبقائه خارج سباق الانتخابات الرئاسية عام 2024.
ولا يزال ترامب يعتبر أن الانتخابات الرئاسية السابقة مزورة، وأن الديمقراطيين سرقوا منه الفوز.
جمهورى يحذر من عنف محتمل
وحذر جابرييل سترلينج، الجمهوري والمسؤول البارز في الانتخابات في ولاية جورجيا، الذي انتقد مزاعم ترامب بالتزوير، بعد أن خسر الرئيس السابق الولاية أمام جو بايدن في عام 2020، من عنف محتمل في الوقت الذي تستعد فيه السلطات الامريكية لاعلان لائحة اتهام رابعة محتملة ضد ترامب في قضية الغاء نتيجة انتخابات جورجيا 2020.
وأعرب سترلينج عن "قلقه الأكبر" من أن يظل خطر العنف المحتمل نتيجة للهجمات على نزاهة التصويت قائما، بالتزامن مع قرب انتهاء تحقيق المدعي العام لمقاطعة فولتون فاني ويليس في جهود ترامب لإلغاء خسارته في انتخابات 2020.
ووفق شبكة "أيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، سُئل سترلينج عما إذا كان قلقًا من أن خطاب ترامب، بما في ذلك الحملة الإعلانية الأخيرة التي تهاجم ويليس، قد يؤدي إلى العنف مرة أخرى.
وقال سترلينج: "أنت لا تعرف أبدًا ما الذي سيحدث. أكثر ما يقلقني منذ سنوات.. هو أن شخصًا ما سيكون مدفوعًا ببعض هذه الأنواع من الخطاب في مرحلة ما سيفعل شيئًا غبيًا".
وقال: "لن يكون هذا شيئًا منظمًا. لن يكون هناك مجموعة من المتآمرين معًا من المحتمل أن يكون فردًا غير مستقر عقليًا سيتحول إلى متطرف من خلال هذه العملية."
وأشارت"أيه بي سي" إلى أن سترلينج كان يردد تحذير وجهه لأول مرة في ديسمبر 2020 أثناء عمله كمدير تنفيذ نظام التصويت في مكتب وزير خارجية ولاية جورجيا براد رافينسبيرجر، حيث قال وقتها مخاطبا ترامب: "سيدي الرئيس، يبدو أنك خسرت على الأرجح ولاية جورجيا لديك الحق في اللجوء إلى المحاكم. عليك التوقف عن إلهام الناس لارتكاب أعمال عنف محتملة. سيتضرر شخص ما. شخص ما سيطلق عليه الرصاص. شخص ما سيقتل".