تحولات كثيرة ومتسارعة تشهدها الحرب الروسية الأوكرانية، في ظل الهجوم الأوكراني المضاد، الذي أطلقته كييف قبل نحو شهرين، في محاولة لطرد القوات الروسية من أراضيها، وأهمها شبه جزيرة القرم، التي تكتسب أهمية خاصة لدى روسيا، ويربطها بها "جسر كيرتش".
وشهدت الأيام الأخيرة، كثافة للهجمات الأوكرانية على الجسر الرابط بين روسيا وشبه الجزيرة التي سيطرت عليها في عام 2014، وأعلنت موسكو إسقاط صاروخين، حاولا استهداف جسر القرم، فيما أظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تصاعد الدخان بالقرب منه.
وتعرض جسر القرم أو جسر كيرتش، لهجومين على الأقل خلال الأشهر الماضية، كان آخرها في يوليو الماضي، وتسبب الهجوم في تدمير جزء منه.
ويمثل الجسر أهمية خاصة لروسيا، إذ يربط مقاطعة كراسنودار الروسية، "شبه جزيرة تامان"، بشبه جزيرة القرم، وهو عبارة عن جسرين أحدهما لعبور المركبات والثاني للسكك الحديدية، ويعد أحد أهم أثمن الأهداف العسكرية لأوكرانيا، إذ يعد قاعدة خلفية لوجستية للقوات الروسية، لإرسال التعزيزات.
روسيا تتعهد بالرد
قالت وزارة الدفاع الروسية، تعليقًا على الهجوم الأخير، إن هذه الأعمال "البربرية"، لن تمر دون رد.
وبالأمس، أعلنت روسيا، إسقاط 20 طائرة مسيرة أوكرانية، بالقرب من شبه جزيرة القرم، وفي يوليو الماضي، استهدفت مسيرات أوكرانية مستودعًا للذخيرة في شبه جزيرة، وألحقت أضرارا بجسر مضيق كيرتش.
لماذا تستهدف أوكرانيا جسر القرم؟
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، سابقًا، إن الجسر هدف عسكري مشروع، لأنه يمثل الطريق الرئيسي لتزويد القوات الروسية بالذخيرة يوميًا، وأكد أنه يجب تحييد الهدف الذي يجلب الحرب وليس السلام.
ودائمًا ما يؤكد "زيلينسكي" أن أوكرانيا عازمة على استعادة شبه جزيرة القرم، وفي تقرير سابق لمجلة لوبس الفرنسية، قالت إنها تشكل "أم المعارك" بالنسبة للرئيس الأوكراني، الذي قال فور وصوله للسلطة في 2019، إنه يريد القتال من أجل عودتها تحت سيادة كييف، وبعد بدء الهجوم الروسي، عاد ليؤكد أن الحرب بدأت في شبه جزيرة القرم وستنتهي فيها.
وتعهد القرم أحد أهم القواعد الخلفية الرئيسية للكتائب الروسية، التي تسيطر على خُمس الأراضي الأوكرانية حاليًا، لذا تحاول كييف بهجماتها المتتالية على الجسر، قطع طرق الإمداد عن خط الدفاع الروسي وإضعاف مقاومته لهجومها.
ولا يقتصر الهجوم على القرم على الأهمية العسكرية فقط، بل يعد ذا أهمية رمزية مهمة، لأنه يؤكد عدم تخلي كييف عن استعادة شبه الجزيرة، بحسب المجلة الفرنسية.
معلومات عن جسر كيرتش
اُفتتح الجسر في 2018، وشُيّد بأوامر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويبلغ طوله 19 كيلومترًا، ويصل ارتفاعه إلى 35 مترًا.
يسمح الجسر بعبور السيارات والمعدات العسكرية، إذ يتكون من طريق للسيارات، إلى جانب خط سكك حديدية، وهو الرابط المباشر بين شبكة النقل في روسيا وشبه جزيرة القرم.
ولم يكن غرض تشييد الجسر في البداية، استخدامه في الإمدادات الموجهة للقوات الروسية بالجزيرة، بل في تزويد شبه جزيرة القرم بالوقود والمواد الغذائية وغيرها من المنتجات.