في تطورٍ جديدٍ بالحرب الروسية الأوكرانية، أعلنت كييف عن خططها لـ"تحرير البحر الأسود" باستخدام المُسيرات البحرية الانتحارية، حسبما ذكرت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية.
الخطة الأوكرانية
وأشار ميخايلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، المسؤول عن تطوير الأسلحة غير المأهولة، إلى أن أوكرانيا تطور حاليًا برنامج عسكري مبتكر، يعتمد على المسيرات البحرية للمساهمة في تحرير البحر الأسود.
جاءت هذه التصريحات بعد عدة هجمات بارزة تعرضت لها السفن الروسية في المنطقة، مؤكدًا أن الحرب التي تشهدها أوكرانيا جعلتها رائدة عالميًا في تكنولوجيا الأسلحة غير المأهولة بحرًا وجوًا.
ويشرف "فيدوروف" على مجموعة واسعة من القطاعات كنائب رئيس الوزراء الأوكراني للابتكار والتعليم والعلوم وتطوير التكنولوجيا، بالإضافة إلى أنه يشغل منصب وزير التحول الرقمي.
وقال فيدوروف إن الحرب الروسية الأوكرانية، دفعت كييف إلى تطوير المسيرات البحرية الانتحارية.
ووصف نائب رئيس الوزراء الأوكراني، المسيرات البحرية بأنها تطور فريد، مشيرًا إلى أن كل مسيرة بحرية مزودة بنظام توجيه تلقائي وأنظمة فيديو، بما في ذلك الرؤية الليلية، وأنظمة الاتصالات الخاصة المحمية من الحروب الإلكترونية، ووحدات الاتصال الاحتياطية، ورأس حربي، بالإضافة إلى محطة تحكم ذاتية على الأرض، وأنظمة النقل والتخزين، ومركز البيانات.
وأكد المسؤول الأوكراني عن تطوير الأسلحة غير المأهولة لصحيفة "ديلي إكسبريس"، أن هذا الأسطول البحري من المسيرات يخدم في تنفيذ العمليات الخاصة، وبالتأكيد له دوره في تحرير المنطقة الساحلية للبحر الأسود.
تحدي البحر الأسود
على الرغم من أن أوكرانيا لا تمتلك قوة بحرية تقليدية قوية، إلا أنها تمكنت من تحدي وجود روسيا في البحر الأسود، في ظل سيطرة الأسطول البحري الروسي على المنطقة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022.
ومنذ ذلك الحين، وجهت قوات أوكرانية ضربات مُتعددة للأسطول الروسي، بما في ذلك إغراق السفينة الرئيسية "موسكوفا" في أبريل 2022 باستخدام صواريخ مضادة للسفن، بالإضافة إلى تمكن القوات الأوكرانية من تحرير "جزيرة الثعبان"، وهي معقل استراتيجي صغير بالقرب من الساحل، كانت تحت سيطرة القوات الروسية في مراحل الحرب الأولى، واضطرتهم للانسحاب منها في يونيو 2022.
تهديدات كثيفة
أصبحت الهجمات بواسطة المسيرات البحرية والجوية على السفن البحرية والمنشآت الروسية في القرم أمرًا شائعًا. ففي أكتوبر 2022، تعرضت الفرقاطة "أدميرال ماكاروف"، التي استلمت مكان السفينة "موسكوفا"، لهجوم من مسيرات بحرية أوكرانية، مما عرضها لأضرار كبيرة.
كما شهد شهر يوليو الماضي عدة عمليات مهمة باستخدام المسيرات البحرية، إذ انفجرت مسيرتان انتحاريتان تحت جسر مضيق كيرتش، الرابط بين شبه جزيرة القرم والأراضي الروسية، مما تسبب في إلحاق أضرار خطيرة بالبنية التحتية له، واستدعت هذه الهجمة انسحاب موسكو من مبادرة الحبوب في البحر الأسود.
وخلال هذا الشهر، استهدفت المسيرات البحرية الأوكرانية سفينة روسية من طراز "روبوتشا"، والتي تحمل اسم "أولينيجورسكي جورنياك"، كانت راسية في ميناء نوفوروسيسك.
وبعد ذلك بوقت قصير، استهدفت المسيرات الانتحارية ناقلة النفط "سيج" قبالة ساحل القرم، وتعرضت كلتا السفينتين لأضرار خطيرة واضطرت موسكو لإنقاذهما بواسطة قاطرات.
ووفقًا لوزارة الدفاع البريطانية، أجبرت هذه الهجمات موسكو على نقل غواصاتها من طراز "كيلو" إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي.
تطور المُسيرات
وفي تقريرها الأخير عن برنامج المسيرات البحرية الأوكرانية، أشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن الإصدارات الأحدث من هذا السلاح يصل وزنها إلى 2200 رطل ويُمكنها حمل حمولة ناسفة تصل إلى 661 رطلًا، وتتمتع بمدى أقصى يصل إلى نحو 500 ميل وسرعة قصوى تبلغ 50 ميلًا في الساعة.
كان جزء كبير من تمويل تطوير المسيرات الحديثة في أوكرانيا، يأتي من خلال منصة United 24، التي أطلقها الرئيس، فولوديمير زيلينسكي، في مايو 2022. ودعم هذا البرنامج حملة "جيش الدرون"، التي ساعدت كييف في تأمين عشرات الآلاف من الطائرات المُسيرة وتستهدف تدريب 10,000 طيار عليها، وفقًا تصريحات فيديروف لصحيفة "برافدا" المحلية.