بدأت موسكو خطوة جديدة لتعزيز قدراتها العسكرية وتطويرها، بتضمين دروس استخدام الطائرات المُسيرة في منهج المدارس الثانوية في البلاد، إذ أعلنت الحكومة الروسية عن بدء تدريس هذه المناهج قريبًا؛ لتعليم الطلاب تشغيل الطائرات بدون طيار واستخدامها، بحسب ما ذكره أعضاء الحكومة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تزايد أهمية المُسيرات العسكرية في الحرب الروسية الأوكرانية، وبالإضافة إلى دروس الطائرات بدون طيار، ستتضمن المناهج أيضًا تدريبًا على استخدام الأسلحة والتدريب العسكري.
دروس استخدام المُسيرات
أعلن المسؤولون الروس أمس الجمعة، أن الطلاب في المدارس الثانوية بالبلاد سيبدأون قريبًا في تلقي دروس حول كيفية تشغيل المُسيرات للقتال كجزء من مناهجهم الدراسية، إذ قال، أرتيم شيكن، عضو مجلس الشيوخ من منطقة أمور الروسية، الذي اقترح الدورات على الطائرات العسكرية بدون طيار، لوكالة "ريا نوفوستي"، إن الدروس ستبدأ في المدارس في الأول من سبتمبر.
تدريس الأساسيات
ذكرت "ريا نوفوستي" أن بيانًا قدمه النائب الأول لوزير الدفاع الروسي، رسلان تساليكوف، قال إن المنهج سيعلم الطلاب أساسيات "استطلاع التضاريس وطرق القتال بالطائرات بدون طيار للعدو".
وأشار البيان إلى أن البرنامج تمت الموافقة عليه من قبل وزارة التعليم الروسية.
الجيش ليس بنادق فقط
ونقلت وكالة الأنباء عن "شيكن" قوله: "الجيش الحالي ليس مجرد بندقية هجومية من طراز كلاشينكوف، ولكنه أيضًا مركبات متطورة بدون طيار".
أهمية المُسيرات في الحرب
ظهرت المُسيرات كسلاح مهم للطرفين في الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت في فبراير الماضي، إذ استخدمت موسكو الطائرات بدون طيار بكثافة هذا الأسبوع، بعد أن استهدفت مدن الموانئ الأوكرانية بضربات بطائرات بدون طيار وصواريخ لليوم الثالث على التوالي، على خلفية غارة يوم الاثنين الماضي بمسيرة أوكرانية على جسر مضيق كيرتش في شبه جزيرة القرم.
دورة لتعليم استخدام البنادق والقنابل
تأتي خطة دروس المُسيرات في أعقاب إعلان روسيا السابق أن المدارس ستبدأ قريبًا في تنظيم دورة تدريبية حول استخدام البنادق الهجومية والقنابل اليدوية.
قال سيرجي كرافتسوف، وزير التعليم الروسي لوكالة "تاس" للأنباء في يناير، إن منهج التدريب العسكري هذا يجري اختباره بالفعل، وسيتم تطبيقه في المدارس الثانوية في الأول من سبتمبر.
وبحسب ما أشارت صحيفة كييف بوست، فإن البرنامج سيغطي دراسة جميع عناصر المُسيرات والتصميم والميزات التقنية والاستخدام التشغيلي والتكتيكي لعدد من الطائرات بدون طيار العسكرية، وكيفية مواجهة الهجمات التي تشنها مُسيرات العدو.
30 ألف جامعي يتدربون على المُسيرات
ذكرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية في مارس أن نحو 30 ألف طالب جامعي في موسكو وسانت بطرسبرج يتلقون دورات تدريبية على الطائرات المُسيرة، عندما حث مصنعو المُسيرات، الحكومة على إدراج هذا الموضوع في المناهج المدرسية الروسية.
الحقبة السوفيتية
في تحديث استخباراتي في 29 يناير، قدمت وزارة الدفاع البريطانية تفاصيل حول دورة "أساسيات سلامة الحياة" الجديدة التي قدمها كرافستوف، بحسب ما أشارت مجلة "نيوزويك".
وقالت الوزارة إنه بالإضافة إلى التدريب على الأسلحة، سيتعلم الطلاب الروس "التدريبات العسكرية"، وكذلك كيفية استخدام معدات الحماية الشخصية.
وقال تحديث المخابرات البريطانية في ذلك الوقت: "تسلط المبادرات الضوء على الجو العسكري المتزايد في روسيا وقت الحرب، فضلًا عن كونها استحضارًا للحقبة السوفيتية، إذ كان تدريب مماثل إلزاميًا في المدارس حتى عام 1993".
اقتراح بوتين
كان بالفعل قد اقترح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إدراج دورات استخدام الطائرات بدون طيار بالمناهج المدرسية في شهر أبريل الماضي، على الرغم من أن تعليقاته بدت أكثر انسجامًا مع الاستخدام المدني وليس العسكري، بحسب ما أشارت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
قال بوتين: "من الضروري تضمين دورات تدريبية ووحدات حول إدارة الأنظمة المسيرة في البرامج التعليمية في مختلف المجالات"، مشيرًا إلى أن المهندسين الزراعيين والبنائين ومهندسي القوى وعمال النقل يجب أن يكتسبوا المهارات المناسبة.
وقال بوتين "بالطبع، أؤيد تمامًا المقترحات التي قدمتها شركاتنا، حتى يتمكن الأطفال من تعلم التحكم في الطائرات المسيرة وتجميعها وتصميمها في المدرسة، أنا متأكد من أنه أولًا، سيشرك الأطفال في عمل مفيد ومثير للاهتمام، ويحولهم عن الأنشطة التي لا ينبغي أن يشاركوا فيها، ثانيًا، هذا ما يسمى بالتوجيه المهني المبكر سيفيد البلاد في نهاية المطاف".
تجنيد النساء ومد السن
تأتي الأخبار عن دروس التدريب على المُسرات بعد ظهور تقارير هذا الأسبوع بأن روسيا قد زادت من جهودها لتجنيد النساء للقتال في وحدات الدفاع، بالقرب من حدود البلاد مع أوكرانيا.
كما أقرت روسيا قانونًا يوم الثلاثاء، يمدد الحد الأقصى للسن التي يُمكن فيها تعبئة الرجال للخدمة في الجيش إلى 70 عامًا.