صعودٌ كبيرٌ في شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا، ذي الأصول اليمينة، والذي وصفته أجهزة الاستخبارات بالمتشدد، قد يربك المشهد في البلاد، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما عكسه الهجوم الأخير من جانب قيادات الحزب، الذين دائمًا ما يعتبرون الاتحاد الأوروبي مشروعًا فاشلًا، بالإضافة إلى رفضهم لعملة اليورو.
وطالب حزب البديل اليميني في ألمانيا بمغادرة بلادهم للاتحاد الأوروبي، وإنشاء رابطة جديدة تعرف بـ"اتحاد الدول الأوروبية"، خلال مؤتمر للحزب في مدينة ماجديبورج بشرق ألمانيا، في ظل فشل تام للاتحاد الأوروبي في قضايا مثل المناخ والهجرة، بحسب بيانهم الأخير، وفقًا لـ"دويتش فيله".
يرغب حزب البديل من أجل ألمانيا بدلًا من ذلك، في إنشاء اتحاد فيدرالي للدول الأوروبية، يكون بمثابة مجتمع اقتصادي جديد ومصالح أوروبية، يحافظ على سيادة الدول الأعضاء.
قال حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتشدد، إنه سيدخل حملة الانتخابات الأوروبية لعام 2024 تحت قيادة عضو البرلمان الأوروبي الحالي ماكسيميليان كراه.
في الشهر الماضي، اختار حزب البديل من أجل ألمانيا عضو البرلمان الأوروبي ماكسيميليان كراه؛ ليكون أكبر مُرشح له في الانتخابات في الاتحاد الأوروبي، داعيًا إلى تخفيض الموظفين والإدارات بنسبة 80% في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وصف "كراه"، النائب الحالي في البرلمان الأوروبي، حزب البديل من أجل ألمانيا بأنه الحزب اليميني الأكثر إثارة في أوروبا.
تأتي مداولات حزب البديل من أجل ألمانيا بشأن استراتيجيته في الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يرتفع فيه دعم الحزب المناهض للهجرة بين السكان الألمان، مستغلًا ارتفاع التضخم في البلاد، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة في أعقاب العملية الروسية في أوكرانيا، ما يجعل "حزب البديل من أجل ألمانيا" يُشكل تهديدًا للمستشار الألماني أولاف شولتس.
وتُشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا لديه ما بين 18% و23% دعمًا من الجمهور الألماني.
وبدا المستشار الألماني أولاف شولتس، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي من يسار الوسط، غير منزعج حتى الآن من صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، لكن مع اقتراب إجراء انتخابات أخرى في ألمانيا في عام 2025، قد يتعرض تحالف شولتس الحاكم المنقسم للخطر.
قال شولتس في وقت سابق إنه واثق من أن حزب البديل من أجل ألمانيا لن يكون أفضل في الانتخابات العامة المقبلة، مما كان عليه في الانتخابات السابقة، وفي الانتخابات الفيدرالية الألمانية لعام 2021، حصل حزب البديل من أجل ألمانيا على 10.3% فقط من الأصوات.
وتشهد ألمانيا حالة من الجدل حول الارتفاع الحالي في شعبية حزب البديل الذي تصنفه استطلاعات الرأي الحالية، كثاني أقوى حزب في ألمانيا بعد الاتحاد المسيحي (أكبر حزب معارض في البلاد)، ويحظى البديل في هذه الاستطلاعات بنسبة تأييد تبلغ 20%.
كان الحزب اليميني الشعبوي قد فاز قبل شهر بأول منصب قيادي في البلديات الألمانية، وذلك عندما تمكن روبرت زيسلمان، السياسي المنتمي لحزب البديل، من حسم انتخابات الإعادة على منصب رئيس دائرة زونيبرج جنوب ولاية تورينجن شرقي ألمانيا.
وتأسس حزب البديل من أجل ألمانيا في 2013 كحزب من منتقدي اليورو الذين عارضوا حزم الإنقاذ لدول جنوب أوروبا، وصنف المكتب الاتحادي لحماية الدستور الحزب بأكمله على أنه يميني مُتشدد مشتبه به.