زادت أوكرانيا من اعتمادها على المُسيّرات منذ بدء الهجوم المضاد، برًا وبحرًا، لتسبب خسائر للقوات الروسية، لعل آخرها ما أعلنته روسيا من تضرر ناقلة تابعة لها في البحر الأسود، بعد هجوم بزورق أوكراني مُسيّر، أمس الجمعة.
وقالت الوكالة الاتحادية الروسية، إن الناقلة "سي.آي.جي"، أصيبت بثقب في غرفة المحركات قرب سطح الماء من الجانب الأيمن نتيجة التعرض لهجوم بمسيرة بحرية، وهي المرة الأولى التي تستعرض فيها أوكرانيا قواتها بعيدا عن شواطئها.
كما أصاب زورق أوكراني مسير، سفينة الإنزال أولينيجورسكي جورنياك، أمس، والتي تحمل نحو 100 جندي روسي على متنها.
وأعلنت الدفاع الروسية، التصدي لزورقين مسيرين أوكرانيين في المياه خارج القاعدة وتدميرهما، فيما نفى مصدر في المخابرات الحربية الأوكرانية، ذلك وقال إن كل التصريحات عن صد الهجوم كاذبة، مؤكدًا أن الهجوم أحدث صدعًا تسبب في قطر السفينة إلى الشاطئ، بحسب "رويترز".
وعرضت وسائل إعلام أوكرانية، مقطعا مصورًا، اُلتقط من سطح الزورق المسير أثناء تحركه مباشرة نحو جانب سفينة ضخمة، قبل أن ينقطع البث فجأة لحظة الاصطدام.
ناطحة سحاب موسكو
وقبل أيام وتحديدًا في الأول من أغسطس الجاري، تعرضت ناطحة سحاب في موسكو، لهجمات بطائرات مسيرة للمرة الثانية خلال يومين، بحسب تصريحات عمدة المدينة سيرجي سوبيانين، الذي قال إن عددًا من الطائرات أُسقطت ليلًا ولكن واحدة أصابت برجًا في مجمع موسكفا الذي تعرض للهجوم مرة سابقة.
وأسفر الهجوم عن تضرر الواجهة الزجاجية للبناية، دون تسجيل إصابات بحسب "بي بي سي".
وما لفت الأنظار للهجمات بالطائرات المسيرة، بشكل كبير، هو الهجوم الذي وصل إلى قلب موسكو وتحديدًا مبنى الكرملين، في مايو الماضي، إلا إن أوكرانيا لم تعلن عن مسؤوليتها عن الهجوم وقتها، رغم اتهام روسيا لها بمحاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ما قدرات الزوارق المسيرة الأوكرانية؟
تعد المُسيرة البحرية Magura V5 أحدث مُسيرة بحرية أوكرانية سطحية، غرضها الأساسي مهاجمة السفن الروسية في البحر الأسود، وتُعد قوارب انتحارية (كاميكازي) بدون طاقم شبه مغمورة في الماء، وهاجمت بالفعل سفينتين حربيتين من البحرية الروسية- "إيفان خورس" و"بريازوفي" هذا الصيف، إلا إن وزارة الدفاع الروسية، قالت إنه تم صد الهجمتين، وتدمير المسيرات البحرية باستخدام مدفعية السفن، ويمكنك الإطلاع على قدراتها كاملة من هنـــــــــــــــــــــــا .
الطائرات المسيرة
تحولت ساحة المعركة إلى ميدان صراع بين المُسيّرات الروسية والأوكرانية، في وقت لم يشهد التاريخ استخداما عسكريًا لها كما يحدث حاليًا، إذ يعود استخدامها للحرب العالمية الأولى في مهام رصد واستطلاع، قبل أن تتحول أوكرانيا لمختبر للمسيرات التي تحمل رسائل متفجرة.
وتعمل أوكرانيا على تصنيع طائرات بدون طيار مرنة، وبحسب الخبير العسكري باتون روجرز، الذي يعمل في جامعة جنوب الدنمارك، أوضح أن أوكرانيا تطور بالفعل أنظمة طائرات بدون طيار تكون أكثر مقاومة لأجهزة الاعتراض الروسية، في وقت تفقد فيه ما يصل إلى 10000 طائرة بدون طيار شهريًا، بحسب موقع "بيزنس إنسايدر".
على الجانب الآخر، تعتمد روسيا على المسيرات بشكل كبير، خاصة الطائرات من طراز كاميكازي الإيرانية في الحرب الأوكرانية، ووفقًا للشركة المصنعة الإيرانية يمكن للطائرة الطيران لمسافة تصل 2000 كيلومتر، بحسب موقع "زي دي إف".
وفي يونيو الماضي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن بلاده ستزيد من إنتاجها من الطائرات المسيرة، وأنها ستوسع انتشارها في أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه سيستمر تحسين وإنتاج أنظمة البطاريات المضادة، بالإضافة إلى نشر طائرات بدون طيار، والتي أظهرت نفسها بشكل جيد في القتال، وتسريع عملية الإنتاج بكميات كبيرة، بحسب "سي إن إن".
مصنع جديد
وبحسب مسؤول في البيت الأبيض، تعتقد الولايات المتحدة أن مصنعًا لإنتاج الطائرات بدون طيار تشيّده روسيا بمساعدة إيران يمكن أن يكون جاهزًا للعمل بشكل كامل بحلول عام 2024.