الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد أزمة تمرد فاجنر.. الغرب يحث أوكرانيا على استغلال الفرصة ودفع الهجوم المضاد

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون على فهم الفوضى، التي شهدتها روسيا، نتيجة تمرد مجموعة فاجنر، وفي الوقت نفسه يحثون "كييف" على اغتنام "فرصة" قد تساعد هجومها المضاد على اقتحام المواقع الروسية وتحقيق نجاحات ميدانية، بحسب ما أشارت صحيفة بوليتيكو.

يأمل أعضاء حلف الناتو، بشكل كبير عن طريق التزام الصمت، في تهدئة الأزمة السياسية الفورية مع الدفع بهدوء أوكرانيا لإلحاق ضربة مدمرة بروسيا على جبهة المعركة، إذ إنه من الأفضل ضرب روسيا وهي في أضعف حالاتها على حد زعمهم، وسيكون من الصعب على كييف العثور على فرصة أفضل من ذلك.

الغرب يتحضر لأي نتيجة

في المجال العام، أكد القادة الأمريكيون والأوروبيون أنهم يتحضرون لأي نتيجة، إذ لا يزال من غير الواضح إلى أي مدى سيصل التمرد في نهاية المطاف، وقال رئيس مجموعة فاجنر يفجيني بريجوجين، الإثنين الماضي، إنه أراد فقط الاحتجاج لا الإطاحة بالحكومة الروسية، في الوقت نفسه أصر على أن قواته العسكرية ستبقى في عملها.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الإثنين الماضي: "ما زال من السابق لأوانه التوصل إلى استنتاج نهائي حول ما ستؤول إليه الأمور، النتيجة الكلية لهذا الأمر لا تزال غير مرئية".

يعزو الحلفاء الغربيون الهدوء النسبي إلى كيفية إدارتهم لنوبة غضب "بريجوجين"، التي استمرت 24 ساعة.

أثناء التمرد، اتفق كبار مسؤولي إدارة بايدن ونظرائهم الأوروبيون، خلال مكالمات هاتفية على أن يبقوا "صامتين" و"محايدين" حول الأمر.

إنكار تام لما حدث

في اجتماع كبار دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، الإثنين الماضي، تصرف المسؤولون من عدة دول بموقف إنكار للأمور، إذ لم يرغب أحد في إعطاء الكرملين فرصة للادعاء بأن واشنطن وحلفائها كانوا وراء استهداف مجموعة فاجنر لكبار المسؤولين العسكريين الروس.

وقال بايدن من البيت الأبيض، الإثنين: "لقد أوضحنا أننا لم نكن متورطين، لم يكن لدينا أي علاقة بذلك".

ومع ذلك، أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إلى أن موسكو ستبحث أيضًا في احتمال تورط الجواسيس الغربيين في التمرد.

استفادة أوكرانيا من الموقف

وتساءل محللون استراتيجيون عن كيفية استفادة أوكرانيا من هذه اللحظة الفريدة من نوعها، لعكس مصيرها بما أن هجومها الدفاعي يتعثر.

لقد حثت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية أوكرانيا لأسابيع على التحرك بشكل أسرع وأكثر قوة على الجبهات الأمامية، وأن الانتقاد الأبرز لكييف هو تصرفها بحذر شديد، في انتظار ظروف الطقس المثالية وعوامل أخرى لتحرير المنشآت الروسية.

والآن، مع كشف نقاط الضعف السياسية والعسكرية لموسكو، هناك "فرصة" لأوكرانيا لاختراق الخطوط الدفاعية الروسية في المراكز الدفاعية الأولية، وفقًا لمسؤول أمريكي، فيما يرى آخرون في الولايات المتحدة وأوروبا أن قوات روسيا قد تستسلم إذا حصلت أوكرانيا على الميزة وتواصلت مشكلات القيادة والسيطرة من الكرملين.

فيما أكد وزير الدفاع البريطاني بن والاس، في مجلس العموم، أنه "لا يبدو أن روسيا تمتلك القوات البرية غير المرتبطة التي تحتاجها لمواجهة التهديدات المتعددة التي تواجهها الآن من أوكرانيا، التي تمتد على مدى 200 كيلومتر من باخموت إلى الضفة الشرقية لنهر دنيبرو".

لا يوجد تأخير مقصود

من جانبهم، يقول المسؤولون الأوكرانيون إنه لا يوجد تأخير مقصود، إذ إن القوة الجوية الروسية والحقول المفخخة والأحوال الجوية السيئة تعرقل تقدم كييف، فيما أ كد يوري ساك، مستشار وزير الدفاع الأوكراني، "نحن ما زلنا نتقدم في أجزاء مختلفة من الجبهة"، مشيرًا إلى أنه "في وقت سابق لم يكن من الممكن تقييم صلابة الدفاعات الروسية، فقط الآن بعد العمليات الاستكشافية النشطة، حصلنا على صورة أفضل، وسيتم اعتماد المعلومات المحصلة في المراحل القادمة من العمليات الهجومية لدينا".

وحذر المحللون منذ فترة طويلة من أنه على الرغم من التدريب الذي حصلت عليه القوات الأوكرانية من القوات الغربية، فمن غير المرجح أن يقاتلوا تمامًا كقوة حلف شمال الأطلسي، إذ لا تزال كييف تعمل باستراتيجية الاستنزاف على الرغم من التمارين الأخيرة على العمليات المشتركة للأسلحة المختلفة، وحرب الحركة والنيران الدقيقة ذات المدى الأطول.

خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأخير، قال دميترو كوليبا، وزير الخارجية الأوكراني، إن الوقت حان لضخ المزيد من أنظمة المدفعية والصواريخ في ترسانة كييف، وفرض المزيد من العقوبات على روسيا، وتسريع تدريب الطيارين الأوكرانيين على مقاتلات متطورة، مؤكدا أنه "معًا ستتيح كل هذه الخطوات تحرير جميع الأراضي الأوكرانية".

روسيا تحت المراقبة

في الوقت نفسه، يظل المسؤولون الأوروبيون يراقبون روسيا وهم ينظرون إلى أمن حلف الناتو.

وقال وزير الخارجية اللاتفي ورئيس الجمهورية الجديد إديجارس رينكيفيتس: "أعتقد أنه لا أحد فهم حتى الآن ما يجري في روسيا، بصراحة لدي شعور أيضًا بأن القيادة في موسكو ليس لديها فكرة عما يجري في بلادها".

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، للصحفيين، الإثنين الماضي، "نحن مستعدون، كما كنا دائمًا، لمجموعة من السيناريوهات".

وفي الوقت نفسه، قال دبلوماسي كبير في شرق أوروبا: "سنزيد من المراقبة، وربما من جهود اليقظة والاستخبارات الوطنية، قد تكون إجراءات حماية الحدود الإضافية ممكنة، نحتاج إلى المزيد من القوات المتحالفة".