لا تزال أصداء محاولة التمرد التي قادها يفجيني بريجوجين، قائد مجموعة فاجنر العسكرية الخاصة الروسية، يوم السبت الماضي، تلقي بتبعاتها على الداخل الروسي، وهناك من يرى أنه أضعف روسيا بالفعل، وآخرون يطالبون باستغلالها لدعم تقدم الهجوم الأوكراني المضاد، فيما تقول موسكو إنها "ستخرج أقوى".
واتخذت روسيا، اليوم الجمعة، قرارًا يتعلق بجيشها، إذ أظهر مرسوم أصدرته الحكومة، أنه سيتم زيادة رواتب العاملين بالجيش الروسي 10.5%، بدءًا من أكتوبر المقبل، وذلك في أعقاب تمرد فاجنر الذي لم يكتمل، والذي استولت خلاله المجموعة العسكرية الخاصة على مدينة روستوف (جنوبي البلاد على الحدود مع أوكرانيا)، والذي قاله عنه قائد فاجنر إنه تحرك احتجاجًا على عدم كفاءة كبار المسؤولين الروس وفسادهم.
روسيا: نخرج أقوى من الأزمات
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الجمعة، إن روسيا دائما ما تخرج قوية وأكثر صمودًا، بعد أي مواجهة صعبة، وذلك ردًا على سؤال حول استقرار روسيا بعد تمرد فاجنر، قائلًا إنه لا داعي لأن يقلق الغرب بشأن استقرار أكبر قوة نووية في العالم.
وأكد لافروف، في تصريح صحفي، أنه إذا كان لدى الغرب أي شكوك، فهذه مشكلته، مضيفًا في مؤتمر صحفي في موسكو: "أشكركم على قلقكم حيال مصالحنا الوطنية لكن لا توجد حاجة لذلك، روسيا دائمًا ما تخرج أكثر صمودًا وقوة بعد مواجهة أي صعوبات، ولا يمكن تسمية ما حدث بأكثر من أنه صعوبات".
تجميد الصراع مع أوكرانيا
وقال وزير الخارجية الروسي، إنه يشعر أن الغرب يريد تجميد الصراع في أوكرانيا مؤقتًا حتى يستطيع بناء جيش أوكرانيا، مضيفًا: "هذا وضع ينم عن انفصام: يقولون إن كل شيء سينتهي بمحادثات لكن يجب أولًا إلحاق الهزيمة بروسيا".
وأضاف لافروف، أن الحرب في أوكرانيا "لحظة فاصلة"، تشير إلى تراجع هيمنة الغرب على الشؤون الدولية، في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، في الوقت الذي تنهض فيه الصين.
ووجه لافروف اتهامًا جديدًا للغرب، بأنه يحاول ممارسة "ضغوط شديدة"، على دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية للامتثال للإجراءات التي اتخذها ضد روسيا بسبب عملياتها العسكرية في أوكرانيا، مؤكدًا أنه يجب السماح لتلك التدول باتخاذ قراراتها الخاصة.
أوكرانيا تقول إنها تتقدم.. وزيلينسكي يأمر بتحركات
أما نائبة وزير الدفاع الأوكراني، هانا ماليار، فقالت اليوم الجمعة، إن قوات بلادها تتقدم في جميع اتجاهات الهجوم المضاد الذي يستهدف القوات الروسية.
ومنذ بدء الهجوم المضاد، تقول أوكرانيا إنها نجحت في إعادة السيطرة على مجموعات من القرى في الجنوب الشرقي، رغم أن روسيا لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في الشرق والجنوب الشرقي.
وأضافت "ماليار"، أن القوات الأوكرانية، تتقدم على خطوط المواجهة كلها، وأنها تتحرك "بثقة"، حول مدينة باخموت الشرقية المدمرة والتي سيطرت عليها روسيا بعد صراع طويل.
وعن الوضع في الجنوب، قالت إن القوات الأوكرانية، تحقق نجاحات متوافقة يوميًا، وتسيطر على مسافة تقترب من كيلو متر إلى كيلو مترين، مشيرة إلى أنه وفقًا لتقدير الجيش، فإن كل شيء يسير وفقًا للخطة".
ويقول الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم المضاد يسير بوتيرة أبطأ من المطلوب، لكن كييف لن تندفع في تسريع العمليات.
تعزيزات عسكرية شمال أوكرانيا
وفي وقت سابق اليوم، أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كبار قادته العسكريين، بتعزيز القطاع العسكري شمال البلاد، وذلك عقب وصول قائد فاجنر إلى بيلاروسيا "حليفة موسكو الرئيسية".
وقال إنهم يدرسون الوضع في الدولة المتاخمة لحدود أوكرانيا الشمالية، مضيفًا: "القرار...هو أن ينفذ القائد العام للقوات المسلحة (فاليري) زالوجني وقائد "الشمال" (سيرهي) نايف مجموعة من التدابير لتعزيز هذا الاتجاه".
وسافر قائد فاجنر، إلى منفاه في مينسك، بموجب اتفاق توسط فيه لبرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أنهى محاولة التمرد.
مباحثات بوتين ومودي
قال الكرملين، في بيان اليوم، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الوضع في أوكرانيا وكيف تمكنت موسكو من إفشال التمرد المسلح لمجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، مشيرًا إلى أن "مودي" عبر عن دعمه لما وصفه بالإجراءات الحاسمة للقيادة الروسية في التعامل مع تمرد فاجنر.