ترتبط المناسبات المختلفة في المنطقة العربية بتناول الأطعمة والمشروبات باعتبارها واحدة من الطقوس التي لا يغيرها الزمن، وفي سلطنة عُمان تشتهر محافظة مسندم بصناعة حلوى "دوس" أو كما يطلق عليها حلوى "كلشتي"، وتتكون من التمر، والطحين، والسمن العُماني، وتزين بالزعفران، والهيل، والشمر والسمسم، ويفضل فيها استخدام أنواع معينة من التمور مثل تمر قش حبش، واللولو.
ويتم تشكيل حلوى "دوس" وتليينها وترقيقها عن طريق وضع الصرود عليها -وهي السفرة التي يقدم عليها الطعام مصنوعة من السعفيات-، وتصنع بكميات كبيرة وتوزع في ليلة التاسع من ذي الحجة.
وتقول آمنة بنت سليمان الشحية، من محافظة مسندم، لوكالة الأنباء العمانية، إن عملية صنع الحلوى تبدأ باستخراج نواة التمر، ثم تدليكه وتليينه، وينخل الطحين جيدًا ثم يحمّر على نار هادئة، ثم يتم مزج التمر مع الطحين.
وتستكمل آمنة في مقادير حلوى "دوس"، بأن الخطوة التالية يتم فيها وضع السمن في القدر ثم تضاف إليه كل المكونات، وتخلط جميعها ثم توضع على النار حتى يستوي، ويوضع الخليط في صينية كبيرة أو مباشرة على الصرود، ويوضع صرود آخر فوقها حتى تنبسط جيدًا، ثم يتم تقطيعها على شكل مربعات صغيرة.
وأضافت، أن هذه الحلوى توزع على الجيران والأصدقاء ولا يخلو بيت منها في ليلة التاسع من ذي الحجة وصباح العيد، حيث تعد عادة متوارثة في المحافظة تدل على الكرم وعلى روح الانسجام والترابط والتعاون الاجتماعي بين الأسر، مبينةً أنها عادة مستمرة حتى يومنا في بعض القرى، وقد قامت بعض الأسر بإضافة بعض اللمسات الحديثة عليها كإضافة المكسرات وتشكيلها بأشكال مختلفة مع الاحتفاظ بطعمها الأصيل.