الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صلاح أبو سيف.. نجوم أخرجهم رائد الواقعية من حالة الصمت

  • مشاركة :
post-title
المخرج صلاح أبو سيف

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

"إذا كنت أتمتع بشعبية كبيرة، فالفضل يرجع إلى صلاح أبوسيف".. جملة قالها النجم فريد شوقي، توضح إسهام المخرج الراحل ضمن إنجازات عدة في السينما المصرية، إذ كان له دور كبير في تألق عدد كبير من نجوم مصر في الفن السابع، فالممثل الراحل الشهير بـ ملك الترسو ذكر في عدة تصريحات وندوات سينمائية أن رائد الواقعية أول من تحمس لتقديمه بطلًا في فيلم "الأسطى حسن" الصادر عام 1952، وقبلها كان يشارك فقط بأدوار تنوعت بين البارزة والمساعدة في أفلام عدة.

المخرج صلاح أبو سيف الذي تحل اليوم 22 يونيو ذكرى رحيله، توفي عام 1996، تاركًا رصيدًا مميزًا من الشرائط السينمائية، منها 11 عملًا ضمن قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، من أصل نحو 50 فيلمًا في رصيده، ويعود له الفضل في اكتشاف وتقديم نجوم بشكل جديد، لينطلقوا بعد ذلك نحو النجومية.

ويعد الممثل القدير صلاح منصور أحد الفنانين الذين أعاد المخرج الراحل اكتشافهم من جديد، عبر رائعته "بداية ونهاية" الصادر عام 1960، وجسد فيه دور سليمان ابن صاحب محل البقالة، الذي يخدع فتاة ويعتدي عليها، وتعمل بعد ذلك في الدعارة، إذ لفت الأنظار إليه بشدة وانهالت العروض السينمائية عليه بعد أن ظل نحو أكثر من 15 عامًا يعمل في صمت وبعيدًا عن الأضواء، مما جعله يصرح في حوار عقب ذلك التألق قائلًا: لقد عرفوا فجأة أنني ممثل.

علامات في تاريخ شكري سرحان مع صلاح أبو سيف

امتلك المخرج الراحل عينًا ثاقبةً، تفتش عن مناطق إبداع جديدة في الممثل، ليقدمهم في شكل جديد، ومن النجوم الذين تألقوا معه الفنان شكري سرحان، الذي سبق أن قال في تصريحات تلفزيونية إن من أبرز أدواره في السينما المصرية ويعتز به في مشواره الفني فيلم "شباب امرأة" الصادر عام 1956، فمن خلال دور "إمام بلتاجي" الشاب القروي الساذج الذي يأتي إلى القاهرة ويقع تحت سيطرة امرأة "شفاعات" تستغله ويبتعد عن حبيبته، لمع اسم شكري سرحان في السينما.

وتواصل ذلك النجاح مع فيلم "الزوجة الثانية" الذي جمع فيه أبو سيف بين اكتشافيه شكري سرحان وصلاح منصور عام 1967، إذ جسد الأول دور فلاح يقع تحت ظلم الثاني العمدة، ويجبره على طلاق زوجته ليأخذها لنفسه.

شكري سرحان في فيلم الزوجة الثانية
لبنى عبد العزيز وصلاح أبو سيف

ويدين الكثير من النجوم بالفضل لصلاح أبو سيف في اكتشاف موهبتهم، بل إن بعضهم عرف طريقه إلى السينما للمرة الأولى من خلال كاميرته، ومن أبرزهم الفنانة لبنى عبد العزيز، حيث شاهدها تقدم عروضًا مسرحية بالجامعة الأمريكية، وأقنعها بالعمل في السينما، ليقدمها بطلة أمام عبد الحليم حافظ في فيلم "الوسادة الخالية" عام 1957، وتتألق بشخصية "سميحة" الفتاة الجامعية التي تفشل في قصة حبها الأول وتتزوج من طبيب بشري، وبعد مرور سنوات يجمعها القدر بحبيبها السابق.

وتكرر التعاون بين لبنى عبد العزيز ومخرجها المفضل في ثاني تجربة سينمائية لها، الصادرة بعنوان "هذا هو الحب" أمام يحيى شاهين، ثم يجمعهما فيلم ثالث شهير بعنوان "أنا حرة"، وبعد محطات سينمائية عدة تعود للعمل معه في فيلمها "رسالة من امرأة مجهولة" بطولة فريد الأطرش.

الفنانة لبني عبد العزيز
رائد الواقعية

عٌرف صلاح أبوسيف بأنه رائد السينما الواقعية الجديدة التي بدأت في الخمسينيات من القرن الماضي، متأثرة بتيار الواقعية التي ظهرت في إيطاليا عقب الحرب العالمية الثانية، بعد أن كان السواد الأعظم من الإنتاجات السينمائية يدور بمعزل عن أرض الواقع، لكن قبل ذلك التاريخ شهدت السينما أفلامًا لامست الواقع، واللافت للنظر أن المخرج الراحل عمل مساعد مخرج في أحد أبرز هذه الأعمال الصادرة تحت عنوان "العزيمة" للمخرج كمال سليم، والذي تربطه المقالات النقدية بأنه أولى خطوات السينما المصرية نحو الواقعية.

وتفنن المخرج الراحل في تخزين لحظات حياتية بذاكرته، ويعبر عنها كلما واتته الفرصة، ومنها فيلمه الشهير "شباب امرأة" الذي أخرجه بعد أن تخطى الـ40 من عمره، فيما استوحى قصته من فترة الشباب عندما كان يبلغ من العمر 20 عامًا ويسكن في حي بولاق الشعبي الشهير، لدى سيدة في منتصف الخمسينيات من عمرها، ليحولها إلى أحد أشهر الأفلام في تاريخ السينما.