بينما تُعلن موسكو تقدمها وسيطرتها على مدينة جديدة في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا، زعمت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع في أوكرانيا، أن "الضربة الكبرى" التي ستوجه إلى القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية لم تنطلق بعد.
الضربة الكبرى
وتابعت "ماليار" عبر حسابها على "تيليجرام": "لن يتخلى العدو بسهولة عن مواقعه، وعلينا الاستعداد لمواجهة صعبة، فالضربة الكبرى لم تأت بعد، والجيش يسير كما هو مخطط له".
بدأت المرحلة الأولى من الهجوم المضاد الأوكراني، والتي تهدف إلى استعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية، منذ بدء الحرب ضد أوكرانيا في نهاية فبراير 2022، قبل أسبوعين بعد تلقي أسلحة غربية وتدريب قواتها، في داخل وخارج البلاد، لعدة شهور، إذ تُشكل هذه الأراضي التي تسيطر القوات الروسية خُمس المساحة الإجمالية لأوكرانيا.
وأكدت ماليار أن قوات بلادها استعادت قرية بياتيخاتكي، الواقعة جنوب غربي مقاطعة زابوريجيا، في قطاع شديد التحصين من خط المواجهة مع القوات الروسية على بعد نحو 90 كيلومترًا من ساحل بحر آزوف.
وجاء ذلك نتيجة تقدم القوات الأوكرانية لما يصل إلى 7 كيلومترات داخل الخطوط الروسية خلال أسبوعين، وسيطرت خلاله على 113 كيلومترًا مربعًا من الأراضي.
صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في خطابه المسائي يوم الاثنين بأن جيش بلاده يُحرز تقدمًا في بعض المناطق، بينما يحاول صد الهجمات المتصاعدة في مناطق أخرى، مؤكدًا أن أوكرانيا ستستفيد في النهاية.
وتابع "زيلينسكي": "لم نفقد مواقع، لكننا حررنا بعضها، بينما هم يعانون فقط من النكسات".
صد التقدم الأوكراني
وفي الجهة المقابلة أعلنت القوات الروسية السيطرة على مدينة "نوفودونيتسك" بمنطقة دونيتسك بالكامل، بحسب وزارة الدفاع الروسية، زاعمة أن القوات نجحت في صد هجوم للقوات الأوكرانية وتدمير نحو 50 من مركباتها ودباباتها في هذه العملية.
أصدرت الوزارة مقطعي فيديو زعمت أنهما يظهران الخسائر الأوكرانية وسيطرة قواتها على البلدة، كما زعمت القوات الروسية أنها استولت على معدات غربية في دونيتسك، من خلال مقطع يُزعم أنه يُظهر دبابة فرنسية الصنع.
ومن جهتها أشارت نائبة وزير الدفاع الأوكراني، إلى أنه على الرغم من التعزيزات الروسية في المنطقة، فإن قوات بلادها تتقدم في اتجاه باخموت بثبات، موضحة أن القوات الأوكرانية صدت عدة محاولات روسية لاقتحام بلدات ليمان كوبيانسك وأفدييفكا ومارينكا.
منظومة "سامب-تي" الفرنسية
في طور زيادة الدعم العسكري لكييف، قال سيرجي بوييف، نائب وزير الصناعات الاستراتيجية في أوكرانيا، إن بلاده تجري مناقشات مع منتجي الأسلحة الغربيين لزيادة إنتاج الأسلحة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، وأن الإنتاج قد يتم حتى داخل أوكرانيا.
وجاء التصريح على لسان المسؤول الأوكراني يوم الاثنين، أثناء حضوره معرض باريس الجوي.
ومن جانبه أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن أوكرانيا تلقت وتستخدم نظام دفاع أرض-جو متوسط المدى، من طراز "سامب-تي" من صنع فرنسي إيطالي، بعد 4 أشهر من وعود باريس بمنح كييف هذا النظام.
وكانت باريس أعلنت مطلع فبراير الماضي أنها ستنقل هذا النظام الذي يماثل نظام "باتريوت" الأمريكي إلى كييف، إذ صُممت منظومة "سامب-تي" لمساعدة أوكرانيا في صد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار والطائرات الروسية.
من ناحية أخرى، صرح النائب الأول للمندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، بأن موسكو طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 29 يونيو لمناقشة مسألة تزويد كييف بالأسلحة الغربية، وآثارها على الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الحالية.
ومن خلال وزير خارجيتها، سيرجي لافروف، حذرت روسيا مرارًا أوكرانيا من استيراد أسلحة غربية، مُؤكدة أن أي شحنة من هذا القبيل ستكون هدفًا مشروعًا للقوات الروسية.