تستعد أسواق الحبوب العالمية لسيناريو فشل اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، بعد تلميح وزارة الخارجية الروسية بالانسحاب منه، مع استمرار وجود عراقيل أمام صادراتها، ما قد يجدد التهديدات حول أزمة غذاء قد تضرب العالم.
آفاق بعيدة
أوضحت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الاثنين، أنها لا ترى آفاقًا لتمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مع اقتراب موعد انتهاء الاتفاق الحالي في منتصف يوليو، مُؤكدة أنها تواصل المشاورات مع الأمم المتحدة.
وتأتي تهديدات الخارجية الروسية بإنهاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، ما لم يتم الوفاء باتفاق الأمم المتحدة مع موسكو، لتذليل العقبات أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، بحسب وكالة "تاس".
ونقلت الوكالة عن الوزارة أنها تواصل المشاورات مع الأمم المتحدة وتركيا بشأن التمديد، فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية، وسط أنباء عن جولة جديدة من المحادثات بين موسكو والأمم المتحدة في التاسع من يونيو، في العاصمة السويسرية جنيف.
وتوسطت تركيا والأمم المتحدة لإبرام هذا الاتفاق في يوليو الماضي للسماح لأوكرانيا باستئناف الصادرات من موانئها الجنوبية التي كانت تُسيطر عليها روسيا منذ بدء عمليتها العسكرية في كييف.
وأملًا في إقناع موسكو بالموافقة على هذا الاتفاق، أجري في المقابل اتفاق آخر مدته ثلاث سنوات في يوليو الماضي، وافقت بموجبه الأمم المتحدة على مساعدة موسكو في تمرير صادراتها من الحبوب والأسمدة، لكنها توقفت بسبب منع روسيا تسجيل السفن في جميع الموانئ الأوكرانية.
مطالب روسية
وتطالب روسيا بإعادة فتح خط أنابيب ينقل الأمونيا من روسيا إلى ميناء "بيفديني" الأوكراني، على البحر الأسود للتصدير إلى الأسواق العالمية، وإعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام سويفت للمدفوعات المالية الدولية.
واستعدادًا لتعنت روسيا في تمديد الاتفاق، أكد ميكولا سولسكي، وزير الزراعة الأوكراني، يوم الجمعة، أن بلاده مُستعدة لمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، في إطار خطة بديلة بدون دعم روسيا، حال انهيار اتفاق البحر الأسود.
وقال "سولسكي" لوكالة "رويترز" إن روسيا منعت بالفعل استخدام ميناء "بيفديني" الأوكراني الرئيسي على البحر الأسود، رغم الاتفاق وتسمح لسفينة واحدة فقط في اليوم بإيصال الحبوب الأوكرانية إلى دول مُعينة، مُؤكدًا أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي حال انهيار الاتفاق.
وبدورها، تعهدت روسيا بالسماح للمزيد من السفن بالمرور الآمن، إذا وافقت جميع الأطراف في اتفاق الحبوب على إلغاء العقوبات على الأمونيا الروسية عبر خط أنابيب يمر بالأراضي الأوكرانية إلى "بيفديني" لتصديرها.
وفي سياق مُتصل، أعربت الدول الأوروبية المجاورة لكييف استعدادها تمديد الحظر المفروض على استيراد الحبوب في البلاد حتى 15 سبتمبر، بحسب وزارة الزراعة البولندية، لكن المُتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أكد صباح اليوم الاثنين، أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.