تشهد تركيا، اليوم الأحد، جولة ثانية لإعادة الانتخابات الرئاسية التي يتسابق فيها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ومرشح المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، في حدث يُعد الأول من نوعه في تاريخ البلاد، وذلك بعدما فشل كلا الطرفين في حسم المعركة الانتخابية التي انطلقت في 14 من الشهر الجاري.
جولة الإعادة التي تأتي بعدما أظهرت النتائج حصول أردوغان على 49,4 في المئة، مقابل 44,95 في المئة لخصمه كيليتشدار أوغلو، في وقت كان كلاهما يحتاج فيه إلى الحصول على أكثر من 50%.
ويخوض الرئيس أردوغان صاحب النفوذ القوي ونسبة الأصوات الأعلى في الجولة الأولى، معركة شرسة ضد كيليتشدار، الذي توحدت عليه صفوف المعارضة والتف حوله المواطنون الذين يرون ضرورة التغيير من أجل مستقبل أفضل.
اهتم موقع "القاهرة الإخبارية" برصد آراء المواطنين الأتراك قبل ساعات من يوم الفصل، والذي قد تشهد بعده البلاد رئيسًا جديدًا ينهي عهد الرئيس أردوغان الذي دام على مدار 20 عامًا.
داعمة لـ"أردوغان": أؤيده لأنه يقاتل من أجل الوطن
قالت مواطنة تركية، خلال حديثها مع موقع "القاهرة الإخبارية" إنها أدلت بصوتها لصالح الرئيس أردوغان في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وأنها سترشحه مرة ثانية في جولة الإعادة.
وأرجعت سبب تأييدها له وثبات موقفها تجاه الرئيس قائلة "إنه يقاتل من أجل الوطن وأرى أنه يمثل بلدي في الخارج بشكل جيد"، مُشيرةً إلى أن الأحزاب الأخرى تقاتل فقط من أجل الحصول على منصب.
وردًا على سؤالها حول إعلان المرشح الرئاسي الخاسر في الجولة الأولى سنان أوغان، دعمه للرئيس أردوغان في الجولة الثانية، وهل أثر ذلك على قرارها، أجابت أنه لم يتغير موقفها إثر هذه الخطوة، مصرحة بأن "أردوغان لا يحتاج إلى دعم سنان أوغان بأي حال."
وترى المواطنة في فوز كيليتشدار أوغلو نهاية مأساوية للبلاد، إذ صرحت بأنه "إذا انتصر كيليتشدار أوغلو سينتصر الإرهابيون وسيتوقف الإنتاج وسوف تدار تركيا خارجيًا."
مؤيد لـ"كيليتشدار ": المرشح الأنسب لتطبيق الديمقراطية والعدالة والقانون في تركيا
وفي المقابل، صرح مواطن آخر قرر دعم مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو، في الجولة الأولى، بأنه سيدلي بصوته له مرة أخرى، قائلًا "نعم.. اختار التصويت مرة ثانية لصالح كيليتشدار في جولة الإعادة؛ لأن تركيا بحاجة إلى الحرية والتغيير".
وأكمل: "ارتكب حزب الشعب الجمهوري العديد من الأخطاء في الماضي، مثل حظر ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة، بذريعة الحفاظ على النظام العلماني وممارسته الضغط على المتدينين، ولكن أدرك كيليتشدار أوغلو فيما بعد هذه الأخطاء، ودعا الجميع إلى التسامح".
وتابع: "ولذلك يُعد كيليتشدار أوغلو المرشح الأنسب لتطبيق الديمقراطية والعدالة والقانون في تركيا، فأرى أنه نموذج للشخص ذي العقلية المتفتحة ويتقبل النقد ويُعطي أهمية للقيم الإنسانية.. أنا لست من حزب الشعب الجمهوري، لكني سأصوت له."
وعن إعلان رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ، تأييده مرشح المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، وما إذا كان لذلك أثر، سواء بشكل إيجابي أو سلبي على قراره، صرح بأنه لم يتأثر بذلك قائلًا إن: "حزب النصر حزب قومي مُتطرف ليس لديه الكثير من الأصوات، إنه فقط يصدر الكثير من الضوضاء، ولديه عدد قليل جدًا من المؤيدين، لذلك لم يؤثر اختيار حزب النصر على قراري."
وبالرغم من تأكيده أنه ضمن الكثيرين الذين يدعمون كيليتشدار أوغلو في جولة الإعادة، والذين يرون فيه السبيل الوحيد من أجل التغيير، صرح بأنه يرى أن احتمالية فوزه هي الأقل، وأن كل التوقعات تُشير إلى فوز الرئيس أردوغان.
من أجل "أوميت أوزداغ " مؤيد لأوغان في الجولة الأولى يدعم "كيليتشدار" في الإعادة
وعلى صعيد آخر، صرح مواطن قرر التصويت للمرشح سنان أوغان، صاحب الحظ الأقل في الجولة الأولى، بأنه قرر الإدلاء بصوته في الإعادة للمرشح كمال كيليتشدار أوغلو، قائًلا لقد صوت لسنان أوغان في الجولة الأولى؛ لأنني أعتقد أن كلًا من أردوغان وكيليتشدار أوغلو عمل مع الأحزاب التي تُصنف على أنها إرهابية، وذلك من أجل ضمان الحصول على الأصوات الكردية، والشخص الأحق بالنسبة لي هو رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ، وأنا أؤيد من يدعمه أيًا كان، وعليه، فأنا أصوت لكيليتشدار أوغلو في جولة الإعادة.
وكان رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ أعلن في وقت سابق تأييده لمرشح المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع كيليتشدار أوغلو عل غعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
ويضيف المواطن التركي الذي يرى في أوميت أوزداغ الرئيس الأنسب للبلاد، أن هذه محاولة من سنان منه للتقرب بل وترؤس حزب الحركة القومية الذي انشق عنه سابقًا، وأنهم يتصرفون بطريقة ممنهجة ضد أوميت أوزداغ، حيث لم يؤثر إعلان أوغان، دعمه للرئيس رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة.
وبالرغم من قراره التصويت لكيليتشدار أوغلو في جولة الإعادة، فإنه يرى أنه حتى وإن فاز فلن يتغير شيء في تركيا، مُوضحًا أنه لا يثق بكلا الطرفين وأن ثقته تنصب فقط في أوميت أوزداغ.
صاحب قرار مقاطعة الانتخابات: لا أرى فيهما أحدًا يمثلني
واختتم موقع "القاهرة الإخبارية" حديثه مع مواطن قرر مقاطعة الانتخابات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وعدم الإدلاء برأيه.
وصرح المواطن الذي أرجع سبب قراره مقاطعة الانتخابات بأنه لا يرى أيًا من المرشحين يصلح لرئاسية البلاد، مُشيرًا إلى الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد وأنه لا ينظر إلى أحد من المرشحين على أنه نموذج يمثله وأن الجميع يتحدث باسم الدين.
وقال المواطن إنه إذا غيّر موقفه وشارك في جولة الإعادة، سيكون صوته لصالح مرشح المعارضة، مُؤكدًا أن اختياره له يقتصر فقط على رغبته في التغيير، لا إيمانًا ولا اقتناعًا بأنه إن فاز سيتغير شيء.