شهدت تركيا، أمس الأحد، إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي شهدت إقبالًا تاريخيًا، فاختلف المشهد في ذلك الحدث الذي يتكرر كل 5 أعوام، إذ بلغت نسبة المشاركة 85.6% من إجمالي الأشخاص الذين يحق لهم التصويت والمقدر عددهم بنحو 64 مليونًا، حسبما ذكرت شبكة CNN الإخبارية في نسختها الناطقة بالتركية.
وشاركت شتى الفئات العمرية، حتى المرضى وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بعد أن أعلنت الدولة توفيرها صناديق اقتراع خاصة تضمن مشاركتهم والإدلاء بأصواتهم في العملية الانتخابية، في حدث تابعته عن كثب جميع الوسائل الإعلامية المحلية والعالمية على حد سواء.
نسب المشاركة في الانتخابات العامة تمثل إقبالًا تاريخيًا
وقيّم المحلل والخبير السياسي التركي فائق بولوت، المشهد في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية قائلًا: "جرت الانتخابات العامة بشكل شرس، وحاول كل من الطرفين جذب الأصوات الأكثر له، لذا جاءت النسب بهذا الشكل المتقارب"، وذلك خلال حديثه الخاص مع قناة "القاهرة الإخبارية".
التصويت في المناطق المتضررة بالزلزال
عن الانتخابات في المناطق المتضررة بالزلزال، الذي وقع 6 فبراير الماضي وتمركز في مدينة كهرمان مرعش وتضرر على أثره 11 مقاطعة، قال "بولوت": "إن الأصل في سكان المناطق المتضررة بفاجعة الزلزال ذو طابع ديني ويؤيدون حزب العدالة والتنمية من سنوات عديدة، لذلك كانوا حريصين على المشاركة والإدلاء بأصواتهم لصالح الحزب الحاكم".
مَن يفوز بالسباق الرئاسي في جولة الإعادة؟
وردًا على توقعه حول الفائز بجولة الإعادة، قال بولوت: "يقوم الرئيس أردوغان بحشد وتكثيف جهوده للفوز بالجولة الثانية، ويقوم بحملات ضخمة تساعده في الوصول إلى ذلك، لكن إذا استطاع كمال كيلتشدار أوغلو تكثيف جهوده ووضع حملات قوية خلال الأيام المقبلة قد نشهد كيلتشدار أوغلو رئيسًا لتركيا".
هل ستشهد جولة الإعادة إقبالًا كثيفًا كما حدث في الأولى؟
وردًا على مدى نسبة المشاركة في الجولة الثانية، بعد ما شهدت الأولى إقبالًا كثيفًا، قال بولوت: "لا أتوقع نفس نسبة المشاركة والإقبال؛ لأن الجولة الثانية تأتي في وقت يذهب فيه المواطنون لعطلة صيفية، لا سيما الأصوات المؤيدة للمعارضة مما يؤثر على نسبتي المشاركة والنتيجة على حد سواء".
إلى مَن تذهب أصوات المرشح سنان أوغان في جولة الإعادة؟
وحول الأصوات التي حصل عليها المرشح الثالث في السباق الرئاسي سنان أوغان إلى مَن ستذهب؟.. صرّح بولوت: "يتزعم سنان أوغان تحالف "أتا" الذي يضم أحزابًا قومية على رأسها حزب النصر، وهو لا ينتمي لتحالف المعارضة، وفي الوقت ذاته ينتقد دائمًا سياسات تحالف الجمهور الذي يترأسه الرئيس أردوغان، ومع ذلك من الممكن أن تذهب الأصوات المؤيدة له لصالح كيلتشدار أوغلو، أو يذهب نصفها لكيلتشدار والنصف الآخر لصالح أردوغان".
يُذكر أن الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية انتهت بحصول الرئيس رجب طيب أردوغان على 49.4% من الأصوات، بينما حصد منافسه الرئيسي وزعيم المعارضة كمال كيلتشدار أوغلو 44.89% من الأصوات، وفقًا لوكالة الأناضول التركية.
وبعد فشل أي من المرشحين للرئاسة في تجاوز عتبة 50 في المئة المطلوبة للفوز بالسباق، خرج رئيس اللجنة العليا للانتخابات أحمد ينار، اليوم الاثنين، ليعلن جولة الإعادة في الـ28 من الشهر الجاري، يُحسم خلالها الرئيس القادم لتركيا.