قال فولكر بيرتس، مبعوث الأمم المتحدة للسودان، إن أكثر من مليون سوداني تعرض للتشريد؛ جراء القتال الدائر، مؤكدًا "حاولنا مرارًا منع أطراف النزاع من الانزلاق للعنف".
وأضاف "بيرتس" في تقريره الذي قدمه لمجلس الأمن اليوم الاثنين، حول الأوضاع في السودان، أن الأطفال يتعرضون للعنف والاختطاف والتحرش والاختفاء القسري، مشيرًا إلى وجود بلاغات متكررة حول أعمال سلب ونهب للمنازل والشركات في الولايات السودانية.
وذكر "بيرتس" أن المشهد في السودان ازداد تعقيدًا في ظل إطلاق سراح آلاف السجناء وانتشار الأسلحة الخفيفة في أيدي الجميع، فضلًا عن تهديدات بقتل النشطاء السياسيين والقيادات المندية واعتقال المتطوعين واستفزاز الصحفيين.
وتابع "أن القتال الدائر في بعض أنحاء السودان أدى إلى اندلاع توتر قبلي وإثني، وهو ما حدث في غرب دارفور، حيث أسفرت الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع عن تجدد الصراع الإثني في تلك المنطقة، وهو ما دفع المنديين لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم".
وفنّد مبعوث الأمم المتحدة للسودان، الأوضاع التي تمر بها البلاد، حيث حُرقت المنازل والأسواق والمستشفيات، كما نُهبت مقرات الأمم المتحدة، فيما قُتل أكثر من 450 مدنيًا وأُصيب أكثر من 900 آخرين، فضلًا عن تجدد العنف يوم 12 مايو والذي أسفر عن سقوط أكثر من 280 قتيلًا وعشرات الآلاف من المشردين الذين فروا إلى تشاد.
ودعا إلى التهدئة بين الأطراف السودانية، مُشيرًا إلى أن الجهود مستمرة لوقف إطلاق النار بشكل دائم، معربًا عن قلقه من الصراع القبلي الدائر في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، حيث أدى الاقتتال إلى حدوث انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وأضر بحقوق المدنيين، مُشددًا على ضرورة فتح تحقيق في مثل هذه الانتهاكات وتقديم الجناة للعدالة.
وأفاد "بيرتس" بأن المسؤولية عن القتال في السودان تقع على أعتاق من يشن القتال يوميًا، محملًا بعض القيادات في طرفي الاشتباكات لاختيارهم حل النزاع بالعنف بدلًا من التفاوض، مشددًا على أن قرار استمرار أو إنهاء النزاع بأيديهم.
وثمّن المبعوث الأممي جهود العديد من الدول التي قدمت مساعدات للسودان، مُشيرًا إلى أن الجهود السعودية والأمريكية، أثمرت عن "اتفاق جدة" لوقف الاقتتال، مُرحبًا بتوقيع اتفاق جدة للأغراض الإنسانية.
واندلعت اشتباكات في السودان، منذ 15 أبريل الماضي، بين الجيش السوادني والدعم السريع، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى، وسط دعوات للتهدئة وخفض التصعيد والعودة لطاولة المفاوضات؛ لحقن دماء الشعب.