تشهد تركيا غدًا الأحد، بدء التصويت للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في دورتها الثامنة والعشرين، وذلك اعتبارًا من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، إذ يتوجه المواطنون الأتراك إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد يخدم لمدة 5 سنوات بالإضافة إلى أعضاء جدد في البرلمان.
ويتنافس ثلاثة مرشحون في الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد انسحاب المرشح الرابع محرم إنجه الذي سيظل اسمه على ورق الاقتراع مع اكتمال الطباعة والتوزيع، وفي الانتخابات البرلمانية يتنافس 24 حزبًا سياسيًا و151 مرشحًا برلمانيًا مستقلًا، وسيدلي 60 مليونًا و697 ألفًا و843 ناخبًا محليًا منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخبًا سيدلون لأول مرة بأصواتهم، في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع في 973 مقاطعة و1094 مجلس انتخابي محلي في جميع أنحاء البلاد.
ويتمكن الناخبون من الإدلاء بأصواتهم على الوثائق الرسمية التي تحمل الرقم الوطني التركي والكشف عن الهوية مع وجود صورة. ولن يكون إلزاميًا إحضار ورقة معلومات للناخب توضح مكان تصويته، ويتمكن أولئك الذين لم يتلقوا صحيفة معلومات الناخبين من معرفة أين وفي أي صندوق اقتراع سيصوتون من خلال الموقع الإلكتروني للجنة العليا للانتخابات، وفي حالة انتقال الانتخابات إلى الجولة الثانية لن تكون ورقة المعلومات مطلوبة مرة أخرى.
ظرف الاقتراع من أسماء المرشحين لرئاسة البلاد والأحزاب في البرلمان
ستظهر أسماء المرشحين رجب طيب أردوغان وكمال كيلتشدار أوغلو وسنان أوغان ومحرم إنجه في اقتراع الانتخابات الرئاسية، وفقًا للترتيب الذي تحدده القرعة، وفي الانتخابات البرلمانية التي ستجرى لتحديد الدورة الثامنة والعشرين، سيدخل 24 حزبًا سياسيًا و151 مرشحًا برلمانيًا مستقلًا في جميع أنحاء تركيا.
وتدخل بعض الأحزاب السياسية الانتخابات بخمسة تحالفات مختلفة مثل تحالف "الجمهور" الذي يتزعمه الرئيس أردوغان ويشارك فيه كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية والوحدة الكبرى والرفاه الجديد، بجانب تحالف أحزاب المعارضة الرئيسية "الأمة" الذي يتألف من حزب الشعب الجمهوري و"الخير" و"السعادة" و"المستقبل" و"الديمقراطية" و"ديفا"، و3 تحالفات أخرى وهى "آتا" و"العمل والحرية" و"اتحاد القوى الاشتراكية".
عملية التصويت في المناطق المتضررة بالزلزال
اتخذت اللجنة العليا للانتخابات، تدابير وإجراءات مختلفة بسبب الزلازل التي وقعت في 6 فبراير الماضي وضربت 11 محافظة وتمركزت في مدينة كهرمان مرعش، وقامت بإعداد الاستعدادات لإجراء الانتخابات بشكل سليم، إذ يتم إنشاء صناديق الاقتراع في المناطق المتضررة، في المدارس نفسها التي تم إنشاؤها فيها سابقًا، وفي حالة تدمير تلك المدارس أو إتلافها بسب الزلزال، سيتم الإدلاء بالأصوات عن طريق وضع خيام في الحدائق أو المناطق القريبة منها. وسيصوّت الناخبون المتضررون من الزلزال أينما تم تسجيل عناوينهم، إذ تم تسليم ما يقرب من 133 ألف ناخب من منطقة الزلزال إلى محافظات أخرى.
صناديق اقتراع متنقلة لذوي الاحتياجات الخاصة
تشهد صناديق الاقتراع التركية هذه المرة إدراج نموذج من أجل الأشخاص المعاقين بصريًا الذين سيصوتون باستخدام ذلك النموذج المعد لهم، كما تم إنشاء صناديق متنقلة من أجل الناخبين طريحي الفراش بسبب مرضهم أو إعاقتهم، لإدلاء هؤلاء الناخبين بأصواتهم، حسبما نشرت وكالة الأناضول التركية.
وتُطبق هذه الخدمة لأول مرة في تاريخ انتخابات البلاد وستتيح للفئات المستهدفة التصويت واختيار المرشحين من مكان إقامتهم. وعن آلية عمل تلك الصناديق كانت الوكالة نشرت أنه ينبغي على أقارب هؤلاء الناخبين تعبئة استمارة الإعاقة، وإرسالها إلى اللجنة الانتخابية في المنطقة التي يقطن فيها الشخص، لطلب صندوق الاقتراع المتنقل.
ضم أصوات الأتراك بالخارج وفرزها بالتزامن مع الأصوات المحلية
بلغ عدد الناخبين المسجلين في القوائم الانتخابية الأجنبية 3 ملايين و416 ألفًا و98 ناخبًا، وتم تشكيل لجان صناديق الاقتراع في 73 دولة و156 مكتب تمثيل أجنبي، وانتهت عملية التصويت في الممثليات الخارجية في 9 مايو، وتستمر إجراءات التصويت في البوابات الجمركية للمواطنين بالخارج الذين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم خلال المدة السابقة في بلد إقامتهم حتى الساعة الخامسة غدا.
وتم إحضار أصوات الناخبين في الدول الأوروبية -حيث يعيش المواطنون الأتراك بكثافة- إلى أنقرة عن طريق الطائرات، في ظل إجراءات أمنية مكثفة، إذ يتم فرزها غدًا بالتزمان مع الأصوات الأخرى بعد الانتهاء من عملية التصويت في جميع أنحاء البلاد.
محظورات داخل لجان صناديق الاقتراع
وخلال عملية إدلاء المواطنين بأصواتهم، سيتم منع دخول أجهزة الاتصال والتسجيل مثل الهواتف المحمولة والكاميرات وكاميرات الفيديو ويتم تركها للجنة صناديق الاقتراع واستعادتها بعد الانتهاء من عملية التصويت، وستكون مراكز الاقتراع مغلقة بشكل يضمن سرية الاقتراع وإدلاء الناخبين بأصواتهم بحرية كاملة، ويضع الناخبون في صندوق الاقتراع ورقتين منفصلتين في الظرف نفسه، إحداهما لاختيار رئيس البلاد والأخرى لنواب البرلمان، حسبما نشرت صحيفة "جمهوريت" التركية".
ووضعت اللجنة العليا للانتخابات قواعد من شأنها ضمان إتمام عملية التصويت، فلا يجوز لأعضاء اللجنة والمراقبين في اللجان أن يحملوا شارات تدل على حزبهم، ويؤدي رئيس وأعضاء لجنة صناديق الاقتراع اليمين ويتحققون من كون الصناديق فارغة، لن يتمكن أحد من التدخل أو اقتراح أو تقديم المشورة للناخب بشأن اختياره، ويغادر الناخبون مركز الاقتراع فور الإدلاء بأصواتهم.
سيتم ضمان الترتيب في منطقة صندوق الاقتراع من قِبل رئيس لجنة صندوق الاقتراع، سيحذر الرئيس أولئك الذين يحاولون تعطيل النظام، وسيتم إجبار أولئك الذين لا يستمعون للتحذير على مغادرة اللجان. لن تكون التدابير التي ستتخذ في مراكز الاقتراع ذات طبيعة تمنع الناخبين من مشاهدة إجراءات الاقتراع، وأثناء عملية التصويت تُعطى الأولوية للنساء الحوامل والمرضى والمعاقين والمسنين.
محظورات تستمر على مدار اليوم في عموم البلاد
وفقًا لقرارات اللجنة العليا للانتخابات الذي جاء في الجريدة الرسمية للبلاد، يُحظر بيع المشروبات الكحولية من الساعة السادسة صباحا حتى منتصف الليل، كما تقرر إغلاق جميع أماكن الترفيه العامة مثل المقاهي والكافيهات، وأن يقتصر الأمر على تقديم الوجبات فقط في المطاعم الموجودة بتلك الأماكن، وتقام حفلات العرس بعد الساعة الساعة مساء، بشرط اتباع حظر الانتخابات والقواعد المحددة.
وجاء بين أبرز قرارات اللجنة، حظر نشر تعليقات أو تنبؤات حول الانتخابات ونتائجها في وسائل الإعلام حتى الساعة السادسة مساءً، على أن يتم نشر الأخبار والبيانات التي ستقدمها اللجنة بشأن نتائج الانتخابات بين الساعة السادسة والتاسعة مساء، وبعد ذلك تكون جميع عمليات النشر متاحة. ومع ذلك إذا رأت اللجنة العليا للانتخابات ضرورة لذلك، فقد يتقرر إصدار نشر قبل الساعةالتاسعة.
مخدوشة أو ذات علامة مميزة.. حالات إبطال التصويت المُدلى به
ووفقًا لصحيفة "دنيا" التركية، فإذا لم يتم طباعة ختم "نعم" أو "تفضيل"، أو إذا تم ختم أكثر من تحالف واحد أو إذا لم يكن الحزب أو المرشح في نفس التحالف فستكون الأصوات باطلة.
ويعد تمزيق ورقة الاقتراع بطريقة تؤدي إلى إتلاف سلامتها وطباعة أي وضع علامة خاصة أو اسم أو ختم أو بصمة على بطاقة الاقتراع بخلاف الختم أو بدلاً من الختم، بالإضافة إلى أنه إذا كانت ورقة الاقتراع مكتوبة بشكل بارز أو مخدوشة أو ذات علامة، أو إذا كان هناك في الظرف أي بند يقصد به أن يكون علامة، أمرًا من شأنه أن يؤدي أيضًا إلى إبطال التصويت المُدلى به. يُذكر أن بطلان نوع انتخابي في أوراق الاقتراع التي تخرج من الظرف لا يستلزم إبطال النوع الآخر.