يتوجه الناخبون الأتراك، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جمهورية جديد، في ظل منافسة شرسة بين الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم تحالف المعارضة كمال كليشدار، وسط توقعات لاستطلاعات الرأي بخسارة أردوغان لانخفاض شعبيته.
تسفر نتيجة صناديق الاقتراع إما لاستمرار نظام أردوغان الرئاسي، أو دخول البلاد إلى نظام برلماني، وأيضًا التأثير في دفة علاقات تركيا الخارجية مع محيطها الإقليمي، وعلاقتها مع المعسكرين الغربي والشرقي.
فرصة للمعارضة التركية
من جهته، أكد جواد جوك، المحلل السياسي التركي، أن الانتخابات تعد الفرصة الأخيرة للمعارضة، وأنها لن تكون سهلة أبدًا للرئيس التركي، إذ إنه لن يقدر أن يصل لنسبة 51% وسط تراجع كبير في شعبيته على الأرض.
وأشار "جوك" في تصريحات خاصة لموقع "القاهرة الإخبارية" إلى أن نتيجة هذه الانتخابات ستؤثر جدًا على مجريات الأحداث في المنطقة، إذ إنه في حالة فوز المعارضة سوف تتغير جميع السياسات الخارجية التركية، خاصة العلاقات مع دول الإقليم، كذلك سيتم الابتعاد عن المعسكر الروسي والتقرب إلى المعسكر الغربي عامة والاتحاد الأوروبي خاصة، في حالة فوز مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.
وأضاف "جوك": استطلاعات الرأي تشير إلى أن زعيم المعارضة هو الأقرب إلى الفوز، ويجب احترام قرار الشعب التركي ونتيجة الانتخابات.
وأردف المحلل السياسي التركي: الانتخابات سوف تكون شفافة ونزيهة، ولن يكون هناك تزوير في ظل نظام ديمقراطي.
الأصعب في التاريخ المعاصر
فيما وصف هشام جوناي، المحلل السياسي التركي، هذه الانتخابات بأنها الأصعب خلال التاريخ المعاصر للبلاد، نظرًا للأهمية التي تحملها بالنسبة لمستقبل السياسة التركية، لشراستها بين المرشحين الرئيسيين.
وأوضح "جوناي"، في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن هذه الانتخابات تعد الثانية في ظل النظام الرئاسي، وسيتوقف على نتائجها إما أن يستكمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشروعه السياسي، أو يختتمه بالخسارة.
أما بالنسبة للمعارضة، فأشار المحلل السياسي التركي، إلى أنها تشهد أطيافًا مختلفة من الأحزاب، ومن عدة توجهات سواء اليسارية أو اليمينية، وهي خطوة عظيمة وتبشر بمستقبل مزدهر في حال فوزها بالانتخابات، موضحًا أنه من نتائج الانتخابات إما أن تضمن تأسيسًا لسياسة الحوار والدبلوماسية في تركيا، أو يغلب نظام الرجل الأوحد ويرسّخ حكمه لخمس سنوات إضافية.
ولفت المحلل السياسي إلى أن استطلاعات الرأي تشير إلى منافسة شديدة بين المرشحين الرئيسيين، مؤكدًا أنه يجب عدم إغفال المرشح الثالث "سنان أوغان"، الذي من المرجح أن يحوز على نسبة لا تقل عن 3% في جولة الانتخابات، ونتيجة لذلك في حالة دخول أردوغان وكليتشدار لمرحلة الإعادة، فعندها سيلعب أوغان دورًا مهمًا في حسم النتيجة، إذ سيوجه كتلته التصويتية لأحدهما، إما ترجيحًا لكفة تحالف الجمهور الخاص بالرئيس رجب طيب أردوغان، أو لتحالف الأمة برئاسة كمال كليتشدار أوغلو.
وبالنسبة للسياسات الخارجية التركية، يرى "جوناي" أنه من الواضح جدًا دعم الولايات المتحدة والغرب للمعارضة، بينما على الجانب الآخر تدعم روسيا الرئيس أردوغان، وفي حالة فوز المعارضة سينتج عنه توجيه المعارضة لدفتها صوب الاتحاد الأوروبي والمعسكر الغربي وإزالة التوترات مع الولايات المتحدة.
وعن الشرق الأوسط، فستواصل تركيا سياستها المتزنة حتى في حالة فوز المعارضة، وسيكون هناك لقاء للرئيس المقبل مع نظيره السوري بشار الأسد.
وأشار في تصريحاته إلى أنه في حال فوز الرئيس أردوغان في الانتخابات فمن المؤكد أنه سيطوّر العلاقات مع روسيا وسيطبّع العلاقات مع النظام السوري، في حين سيستمر التوتر بين النظام التركي والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة.