نجهز للموسم الثاني من "منورة بأهلها".. ومشروعي الفني لم يكتمل
يحمل المخرج يسري نصر الله في جعبته قضايا مجتمعه وأفكاره الخاصة التي يصيغها من خلال أدوات يتقن صنعها تمامًا، بدءًا من الورقة والقلم لكتابة السيناريو، مرورًا بكاميرات التصوير التي يجلس خلفها على مقعد الإخراج، وانتهاء بصنع عمل فني يضيف للمشهد الفني والثقافي المصري والعربي.
يعشق المخرج المصري عالم الحواديت والحكايات، بعدما وجد في الأفلام السينمائية وسيلة للتعبير عما يدور بعقله، وطرح تساؤلات تشغله حتى إن لم تكن هناك إجابات واضحة عنها، ليجسد أفكاره ورؤيته الخاصة عبر شرائط سينمائية وضعته في مكانة مميزة، ليصبح أحد المخرجين القلائل القادرين على العطاء حتى الآن ليس لإبداعه الخاص فقط ولكن لأجيال ومواهب جديدة تبحث عن فرصة.
مهرجان عمان السينمائي
استعانت إدارة مهرجان "عمان السينمائي – أول فيلم"، بصاحب "مرسيدس" و"جنينة الأسماك" في المجلس الاستشاري للمهرجان الذي تم تشكيله أخيرًا، ليقول يسري نصر الله عن ذلك لموقع "القاهرة الإخبارية": "شاركت في فعاليات مهرجان عمان السينمائي لأول مرة العام الماضي، وعُرض فيلمي "سرقات صيفية" باعتباره أول تجاربي بالسينما، وكان النقاش مثيرًا مع الجمهور والتقيت بكثير من الشباب تناقشوا معي عن فيلمهم الأول".
يتماهي مهرجان عمان مع شغف يسري نصر الله الدائم بالتعرف على مواهب جديدة وتجارب سينمائية أولى كوسيلة لدعم مستقبل السينما، إذ قال: "المهرجان يهتم بالفيلم الأول كمشروع أولي للمخرج والمؤلف، وتربطني علاقة قديمة بالهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وشاركت من قبل في ورشة لتطوير السيناريوهات وكان من بينها فيلم "وجدة" للمخرجة هيفاء المنصور".
المنصات تجربة مثيرة
رغم تغير معايير السوق من حوله، يحرص مخرج "منورة بأهلها" على الوجود بفنه وأعماله، إذ يستعد حاليًا لتقديم الجزء الثاني من المسلسل، ليقول عن سبب اتجاهه لتقديم أعمال درامية تلفزيونية على المنصات في تجربة غير مسبوقة له: "تعتبر وسيلة جديدة لعرض وسرد الحواديت، إذ كانت تجربة مختلفة ومهمة بالنسبة لي لأننا خرجنا من النموذج التقليدي القاتل لمسلسلات الـ30 حلقة والعرض في موسم رمضان، كما أن المنصات تتيح فرصة مشاهدة العمل في أي وقت دون التقيد بمواعيد محددة أو فواصل إعلانية، لذا اعتبرها نقلة كبيرة للغاية".
وأضاف: "المشروع الأصلي لمسلسل "منورة بأهلها" يتمثل في تقديم 3 أجزاء، كل منها له عنوان خاص به، ويواصل المؤلف محمد أمين راضي كتابة الموسم الثاني من المسلسل حاليًا، وهو شخص موهوب للغاية".
تجربة استثنائية
صفحات يسري نصر الله في تاريخ السينما المصرية، مضيئة بأكثر من عمل مميز، إذ عاد في حواره بالذاكرة، متوقفًا عند محطة فيلم "باب الشمس" الصادر عام 2004، قائلًا: "مدة الفيلم استثنائية وتبلغ 4 ساعات ونصف الساعة، وليس هناك شريط سينمائي يأخذ كل هذا الوقت في سرد قصته، ولا أقصد هنا المط والتطويل، ولكن الاهتمام بتفاصيل الحكاية وتطوير المواقف القوية، وهي أقرب لقصص "ألف ليلة وليلة" فمثل هذه الحواديت التي تولد حكايات أخرى أحبها".
أفلام من الواقع
كان الواقع ملهمًا ليسري نصر الله لتقديم كل أفلامه ليقول عن ذلك: "الواقع ملئ بالقضايا والقصص لكنني اختار الحكايات التي تلمسني وأعرف كيف أن أسردها وأخلق علاقة مع الواقع وأبحث عن شيء ما، فهناك حواديت تلمسني، وأخرى تدخل قلبي، خاصة التي ترتبط بأهمية شعور الفرد بقيمته، وهي من الحكايات التي تثيرني وإذا وجدت شخصًا آخر كتب عنها بموهبة الراحل وحيد حامد أو الموهوب محمد أمين راضي لن أتردد في تقديمها".
لا يقدم يسري نصر الله عملًا فنيًا، إلا إذا لمسه بشكل خاص، موضحًا: "كل أفلامي التي كتبتها وأخرجتها استفزتني، لأن موضوعاتها تلمسني وعشتها وتضمن أسئلة تدور في ذهني، ومنها "سرقات صيفية"، "مرسيدس"، "باب الشمس"، "جنينة الأسماك"، و"احكي يا شهر زاد".
أفلام حبيسة الأدراج
هناك سيناريوهات مازال يسرى نصر الله يحتفظ بها أملًا في إخراجها فيقول عنها: "لدي نحو 3 سيناريوهات أتمنى أن تظهر للنور منها "أسطورة زينب ونوح" ومشروع يحمل اسم "آخر رومانسي بنفسجي" عن قصة كتبها الراحل زكي فطين عبد الوهاب، وهناك فيلم ثالث يحمل اسم "مركز التجارة العالمي".
مشروع لم يكتمل
مازال بداخل يسري نصر الله الكثير من الأحلام والطموحات لتقديم المزيد من الأعمال الفنية، ويقول عن ذلك: "لم أشعر يومًا بأن مشروعي اكتمل، ومازال لدي الكثير لم أحققه بعد، ودوافع وشغف لرؤية مشروعات وعوالم جديدة والتعرف على ممثلين جدد وحكاية جديدة ومختلفة".
ويؤمن المخرج بأن التواصل بين الأجيال وإعطاء خلاصة خبرته لهم، أمر مهم للغاية، وهو ما يحققه حاليًا في إشرافه على مشروعات جديدة لأفلام روائية قصيرة إخراج عدد من الشباب.
رفض المشاركة في دراما رمضان
ولدى يسري نصر الله تحفظ في تقديم مسلسل خاص بموسم رمضان، متمسكًا بأن جودة الأعمال وخروجها بشكل مميز، أهم من عرضها في موسم معين، الأمر الذي يفسر عزوفه عن تقديم مسلسلات لشهر رمضان، ويقول عن ذلك: أحرص على أن يكون المسلسل مكتوبًا وجاهزًا مسبقًا، وأيضًا التحضير له مبكرًا قبل التصوير، ثم يأخذ مراحله الطبيعية حتى العرض".