استمرت المظاهرات في عدد من الدول الأوروبية، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار، وللمطالبة بزيادة الرواتب، وتحسين ظروف العمل والتقاعد، وذلك بالتزامن مع ذكرى عيد العمال. وتسبب عدد من الإضرابات في خسائر لقطاعات مهمة في أوروبا منها النقل والطيران.
فرنسا
نظّمت النقابات العمالية الفرنسية مظاهرات في عدد من المدن، احتجاجًا على القرارات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون، في الوقت الذي يسعى فيه الأخير لتخطي أزمة قانون "إصلاح التقاعد" الذي تسبب في انقسام الشارع الفرنسي، وتراجع شعبيته بعد فوزه بولاية ثانية، وتزايد الغضب بين أعضاء النقابات العمالية، بعد أن وقّع "ماكرون" الشهر الماضي القانون الذي قضي برفع سن التقاعد من 62 إلى 64 عامًا، دون موافقة البرلمان رغم المعارضة الشرسة لبنوده المثيرة للجدل.
ألمانيا
أدى ارتفاع التضخم بشكل غير عادي في ألمانيا، إلى إضراب عدد من أعضاء النقابات العمالية في بعض القطاعات، مع دعوات برفع الأجور وتحسين ظروف العمل لتعويض ارتفاع تكاليف المعيشة، ودعا اتحاد النقابات العمالية الألماني (دي.جي.بي) إلى مسيرات ومظاهرات في جميع أنحاء ألمانيا اليوم بمناسبة عيد العمال.
وينظم الاتحاد فعاليات عيد العمال هذا العام تحت شعار "تضامن متواصل"، وأشار الاتحاد في بيان: "العالم في أزمات دائمة، أزمة الطاقة والمناخ والحرب في أوكرانيا والتضخم المرتفع، وآثار جائحة كورونا، ما خلق حالة من عدم اليقين وأثار مخاوف الناس، ونحن نقف إلى جانبهم".
ومنذ بداية عام 2023، أضرب الموظفون الألمان في مختلف القطاعات في البلاد عدة مرات، ونتيجة لإضراب الموظفين في مطار برلين-براندنبورج في 25 يناير الماضي، ألغيت مئات الرحلات الجوية، كما تسبب إضراب طاقم العمل الأرضي في 7 فبراير الماضي في تعطل حركة الطيران، ونجحت نقابة "فيردي" العمالية في الاتفاق مع أصحاب العمل على زيادة الأجور بنسبة 12%.
بريطانيا
تعاني المملكة المتحدة من أعلى معدل تضخم في الـ41 عامًا الماضية، وكذلك أعلى تضخم في أسعار المواد الغذائية في 45 عامًا، وتزايدت الاحتجاجات في النصف الثاني من العام الماضي، لتبقى زيادة الرواتب المطلب الأساسي للموظفين في العديد من القطاعات، مؤكدين أن تكون معدلات الزيادة المقترحة أعلى من التضخم الذي يتجاوز 10%.
ومنذ بداية العام دأبت العديد من القطاعات على التعبير عن مطالبها بتحسين الظروف، باللجوء إلى إضرابات الكبيرة، وفي فبراير ومارس الماضيين تم تنفيذ أكبر حركة إضرابات شهدتها المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة، شارك فيها سائقو سيارات الإسعاف والأطباء والممرضات وسائقو القطارات.
وكانت الكلية الملكية للتمريض أعلنت بدء الإضراب أمس الأحد لمدة 48 ساعة، وهذا الإضراب يضاف إلى إضرابات قام بها الأطباء والمعلمون وفئات عمالية كثيرة في بريطانيا اعتراضًا على ارتفاع الأسعار وتدني الرواتب، ونتيجة لذلك، دخلت البلاد في حالة فوضى في قطاع النقل، بعد توقف القطارات بسبب إضراب عمال السكك الحديدية عن العمل لمدة 4 أيام في الشهرين الماضيين.
إسبانيا
أعلنت النقابات في إسبانيا أن الرواتب ومشكلات التضامن الاجتماعي هي أكبر الأولويات للعمال في تظاهرات يوم عيد العمال، الذين تتمثل أكبر مشاكلهم في "ملء عربة التسوق، ودفع الفواتير المرتفعة، ومحاولة سداد الإيجار أو ديون القرض" نتيجة لارتفاع معدلات التضخم.
ونظمت أكبر نقابتين عماليتين في البلاد (الاتحاد العام للموظفين واتحاد النقابات العمالية) مظاهرات تحت شعار "خفض الأسعار وزيادة الأجور وتقاسم الأرباح"، ووفقًا لأحدث البيانات الرسمية في إسبانيا، اعتبارًا من مارس 2023، بلغ عدد العاطلين عن العمل في البلاد 3 ملايين و127 ألفًا و999 عاطلًا.