بعد ندرة الأمطار لثلاث سنوات، تنفق الحيوانات في قرية كورا كاليشا جنوب إثيوبيا. وتتناثر العشرات من الماشية النافقة المتحللة على الأرض الجافة، وتتغذى على لحومها الحيوانات آكلة الجيف. جاء ذلك في تقرير لـ"رويترز" عن تداعيات الجفاف في منطقة القرن الإفريقي.
وذكرت الوكالة أن جيلو وايل المسؤول الحكومي المحلي، يخشى أن يأتي الدور على القرويين بعد ذلك، وأن يفقدوا أرواحهم بسبب الجفاف. وقال إن أكثر من 100 من السكان في المستشفى في حالة حرجة بسبب سوء التغذية.
وأوضح جيلو الذي فقد 73 بقرة من أصل 75 كان يمتكلها بسبب الجوع: "هذا العدد يشمل أطفالًا ومسنين وحوامل".
وشأنها شأن الصومال وكينيا، تعاني منطقة جنوب إثيوبيا من أسوأ موجة جفاف يشهدها القرن الإفريقي منذ عقود. وندرت الأمطار لخمسة مواسم متتالية ومن المتوقع أن ينتهي الموسم الجاري على هذا الحال أيضًا، الأمر الذي حمل وكالات إغاثة لإطلاق تحذيرات تطالب بتقديم مزيد من المساعدة لتجنب أزمة إنسانية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن ما يقرب من 12 مليونًا، أي عُشر عدد السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي في المناطق المتضررة من الجفاف في إثيوبيا.
وكان الصومال الأشد تضررًا من الجفاف الذي أودى بحياة ما يقدر بنحو 43 ألفًا العام الماضي، لكن الوضع لم يصل بعد لحد المجاعة التي توقعها عمال إغاثة.
ولم تُعزَ أي وفيات بشكل مباشر حتى الآن إلى الجفاف في منطقة أوروميا، حيث تقع كورا كاليشا، أو المناطق المجاورة المتضررة من الجفاف في إثيوبيا، لكن العاملين في المجال الإنساني يتوقعون أن يحدث هذا قريبًا.
ويعتمد السكان في معظم الأراضي المنخفضة في جنوب إثيوبيا بشكل كبير على الماشية، إلى جانب محاصيل أساسية مثل الذرة.
ويقول السكان إن المساعدات المتاحة ليست كافية وتصل بوتيرة بطيئة. وأصدرت الحكومة الاتحادية الإثيوبية الشهر الماضي بيانًا قالت فيه إنها تتعاون مع منظمات الإغاثة لمساعدة المحتاجين.
وقال المتحدث باسم حكومة أوروميا هايلو أدوجا إن السلطات تستجيب على الفور. وصرح لرويترز "المساعدة ليست كافية بالنظر إلى عدد المحتاجين. لكننا نعمل على تجنب الخسائر في الأرواح".
ويتفق الجميع على أن الموارد المتاحة غير كافية. ففي العام الماضي لم تتلق إثيوبيا سوى نصف مبلغ 3.34 مليار دولار المطلوب للاحتياجات الإنسانية بما يشمل الجفاف وتداعيات الحرب التي استمرت عامين في منطقة تيجراي في الشمال، وانتهت في نوفمبر الماضي بعد سقوط عشرات الآلاف من القتلى.
وقال مدثر صديقي المدير المسئول عن البلاد بمنظمة بلان إنترناشونال المعنية بحقوق الطفل "إذا لم نزد من حجم مساعداتنا، لن نتمكن من أن نمنع أزمة الجوع التي تلوح في الأفق من التأثير على الأطفال والفتيات وعائلاتهم".
وأقيم مخيم في منطقة دوبولوك قبل عام في حقل خال ويستضيف الآن 53 ألفًا يعيشون في أكواخ صغيرة مصنوعة من العشب والأكياس البلاستيكية المستعملة.
وسارت جيلو جوراتشا، وهي أم لسبعة أطفال، لمسافة 85 كيلومترًا وسط أجواء جافة وحارقة حتى تصل إلى المخيم حيث يمكن أن تحصل هي واثنان من أبنائها على حصص غذائية. ونقلت "رويترز" عن جيلو قولها: "ينتحر البعض بعد أن فشلوا في إعالة أسرهم. نتوسل للحكومة أن تنقذنا من الموت جوعًا لحين هطول الأمطار".