توقع روبرت كيوساكى، الخبير المالي المخضرم في وول ستريت، أن يكون "كريدي سويس" السويسري رابع بنك من المحتمل انهياره، بعد الإعلان عن إفلاس ثلاثة بنوك أمريكية. وفق ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وتجدر الإشارة إلى أن كيوساكى سبق أن تنبأ بانهيار بنك" ليمان برازرز" الذي كان الشرارة الأولى لاندلاع الأزمة المالية العالمية في 2008.
وانهارت ثلاثة بنوك أمريكية في أقل من أسبوع، بأصول تبلغ قيمتها 333 مليار دولار. وتوقع كيوساكى أن يكون "كريدي سويس" رابع بنك من المحتمل انهياره.
وتراجعت أسهم "كريدي سويس" بنسبة 5% في التعاملات المبكرة، أمس الثلاثاء، لتصل إلى أدنى مستوى جديد على الإطلاق، بعد أن أعلن البنك أنه وجد "نقاط ضعف مادية" في عمليات إعداد التقارير المالية لعامي 2022 و2021.
وفي التقرير السنوي المنشور، أمس الثلاثاء، قال بنك "كريدي سويس" إن صافي تدفقات أصوله الخارجة قد انخفض لكنه "لم ينعكس بعد". وأكد البنك نتائجه لعام 2022 التي أعلن عنها في 9 فبراير، والتي أظهرت خسارة صافية للعام بأكمله بلغت 7.3 مليار فرنك سويسري (8 مليارات دولار).
وفي أواخر عام 2022، كشف البنك عن أنه كان يشهد عمليات سحب أعلى بكثير للودائع النقدية، وعدم تجديد الودائع لأجل، وتدفقات الأصول الصافية عند مستويات تجاوزت بشكل كبير المعدلات المتكبدة في الربع الثالث من عام 2022.
وشهد "كريدي سويس" سحوبات من جانب العملاء بأكثر من 110 مليارات فرنك سويسري في الربع الرابع. وأقر البنك بأن هذه الظروف قد "تفاقمت وقد تستمر في مفاقمة مخاطر السيولة. ومن المتوقع أن يؤدي الانخفاض في الأصول المدارة إلى انخفاض صافي دخل الفوائد والعمولات والرسوم المتكررة، ما يؤثر بدوره على أهداف المركز الرأسمالي للبنك".
وقال التقرير "الفشل في عكس اتجاه هذه التدفقات الخارجة واستعادة أصولنا الخاضعة للإدارة والودائع يمكن أن يكون له تأثير سلبي جوهري على نتائج عملياتنا ووضعنا المالي".
وأكد "كريدي سويس" على أنه اتخذ "إجراءات حاسمة" بشأن القضايا القديمة كجزء من الإصلاح الاستراتيجي الهائل المستمر، والذي من المتوقع أن يؤدي إلى مزيد من الخسائر المالية "الكبيرة" في عام 2023.
موديز تخفض تصنيف النظام المصرفي الأمريكي إلى سلبي
وعلى وقع انهيارات 3 بنوك أمريكية، وجهت وكالة التصنيف الائتماني العالمية "موديز" ضربة موجعة لـ"القطاع المصرفي الأمريكي" المتعثر، وعدلت من توقعاتها له من "مستقر" إلى "سلبي".
وقالت وكالة "موديز" في بيان: "خفضنا توقعاتنا للنظام المصرفي الأمريكي من مستقر إلى سلبي لتعكس بيئة التشغيل المتدهورة بسرعة في أعقاب سحب الودائع الجماعي من بنوك "سيليكون فالي" و"سيلفرجيت" و"سيجنتشر" وانهيار "سيليكون فالي" و"سيجنتشر".
انخفاض أسهم البنوك في الولايات المتحدة وأوروبا
ولم تفلح الإجراءات الطارئة التي أعلنتها الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة يوم الأحد الماضي، في وقف حالة الذعر الناجم عن انهيار البنوك الثلاثة، مع استمرار المستثمرين في التخلص من أسهم البنوك بوتيرة أسرع.
وكانت البنوك الإقليمية الأمريكية هي الأشد تضررا، حيث انخفض سهم بنك فيرست ريببليك بنسبة 62%، كما خسر بنك ويسترن أليانس 47%، فيما شهدت البنوك الكبرى أيضا انخفاضات كبيرة، مع انخفاض أسهم سيتي جروب وويلز فارجو بأكثر من 7%. وتشير التقديرات إلى أن الأسهم المالية خسرت نحو 465 مليار دولار من قيمتها على مستوى العالم منذ الأسبوع الماضي، بحسب وكالة" بلومبرج".
وشهدت أسواق الأسهم الأوروبية تراجعات جماعية، الاثنين، مع استمرار عمليات البيع لأسهم البنوك. وانخفض سهم كريدي سويس بنسبة 15% ليغلق عند مستوى قياسي، كما خسر سهم يوني كريديت الإيطالي 9%، وانخفض سهم "إتش إس بي سي" بنسبة 4%، بعد يوم من موافقة البنك على الاستحواذ على ذراع بنك "سيليكون فالي" في المملكة المتحدة.