يصل رافاييل جروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة المقبل، طهران، للمشاركة في اجتماعات رفيعة المستوى، في أعقاب التوترات، بعد كشف الوكالة عن تقارير أثارت مخاوف من نشاط نووي في إيران قد يمكنها من صنع أسلحة نووية، فيما تدفع الأخيرة بسلمية برنامجها بالكامل.
وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان اليوم، أن "جروسي" سيتوجه إلى طهران للمشاركة في اجتماعات رفيعة المستوى، بدعوة من الحكومة الإيرانية.
أضافت الوكالة، في منشور مقتضب عبر حسابها على منصة "تويتر"، أن جروسي سيعقد مؤتمرًا صحفيًا عند عودته إلى فيينا، بعد ظهر السبت المقبل.
وأفاد مصدر مطلع، نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية، بأن لقاءات جروسي المهمة مع مسؤولين إيرانيين ستعقد السبت المقبل، ومن المحتمل أن يعقد أيضًا اجتماعًا مع بعض كبار المسؤولين في البلاد.
الزيارة تأتي في أعقاب اتهامات تواجهها طهران، على مدار الشهرين الماضيين، بتخصيب اليورانيوم في بعض المناطق، بنسب تمكنها من صناعة أسلحة نووية.
تخصيب يورانيوم بنسبة وصلت 84%
البداية في يناير من العام الجاري، عندما أفاد تقرير أوردته الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، بأن طهران أجرت منذ أواخر العام الماضي، تغييرًا في ربط سلسلتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، بنسبة تصل 60% في محطة "فوردو" دون إعلامها بالأمر.
وقال المدير العام، وقتها: "إن الإجراء يتعارض مع التزامات طهران بموجب اتفاق الضمانات الخاص بها ويقوض قدرة الوكالة على ضبط نهج الضمانات لمحطة تخصيب الوقود".
وذكر التقرير السري، أن وكالة الطاقة الذرية اكتشفت خلال عملية تفتيش غير معلنة أجرتها في محطة "فوردو"، 21 يناير الماضي، أن "سلسلتي طرد مركزي من طراز (آي آر-6) مترابطتين بطريقة تختلف اختلافًا جوهريًا عن طريقة التشغيل التي أعلنتها إيران للوكالة"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي أعقاب عمليات تفتيش أخرى أجرتها فرق الوكالة الدولية للطاقة، كشفت وكالة "بلومبرج"، 19 فبراير الماضي، أن مفتشي وكالة الطاقة الذرية اكتشفوا جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة تصل 84% في بعض المواقع الإيرانية. ورغم عدم تأكيد أو نفي التقرير من قبل وكالة الطاقة الأممية، إلا إنها اكتفت بالقول إنها "تناقش مع إيران نتائج أنشطة التحقق الأخيرة للوكالة".
يورانيوم كافٍ لصنع أسلحة نووية
وقال جروسي أمام البرلمان الأوروبي، فبراير الماضي، إن إيران جمعت ما يكفي من المواد النووية لصنع العديد من الأسلحة النووية.
وعدّ جروسي المسار الذي تسلكه إيران، حيث تخصيبها اليورانيوم بنسبة تقترب من المستوى الذي يتيح تطوير أسلحة نووية ويتجاوز حدود اتفاق 2015، للحد من قدراتها النووية "ليس مسارًا جيدًا بالتأكيد".
إيران تعترف وتحذر الوكالة من الوقوع فريسة لإغراء الغرب
واعترفت إيران، 23 فبراير الماضي، بشكل مباشر بالاتهام الذي وجهه إليها مفتشون دوليون، بشأن تخصيبها اليورانيوم حتى درجة نقاء 84% لأول مرة.
وذكر موقع "نور نيوز" المرتبط بـ"المجلس الأعلى للأمن القومي" الإيراني، ويشرف عليه المرشد علي خامنئي، أنه سيتضح قريبًا أن تقرير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية المفاجئ عن اكتشاف 84% من جزيئات اليورانيوم المخصب في منشآت التخصيب الإيرانية كان خطأ المفتش أو عملًا متعمدًا لخلق أجواء سياسية ضد إيران".
وحث "نور نيوز" الوكالة الدولية للطاقة الذرية على "عدم الوقوع فريسة لإغراء الدول الغربية"، وأن تعلن أن برنامج إيران النووي سلمي تمامًا.
وقال محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمس الأربعاء، إن تعامل المنظمة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يسير في إطار البرنامج المحدد له.
وأضاف إسلامي أن "الإمبريالية حاولت الايقاع بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية"، لكنه رغم ذلك فإن الزيارات تمت وفي أعلى مستويات الخبراء والمساعدين، إذ زارت طهران وفود من هذه الوكالة خلال الأسبوعين الماضيين، وفق ما نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وأوضح أنه تم خلال الزيارات تبادل وجهات النظر، ومناقشة بعض الأمور التي حسم من بينها "عدم تطابق البيان المتعلق بتصميم ترتيب أجهزة الطرد المركزي"، مؤكدًا أنه "اتضح عدم وجود أي انحراف وأن القضايا التي طُرحت لم تكن مهمة كي تتم متابعتها"، بحسب وكالة فارس.