أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخًا باليستيًا قبالة ساحلها الشرقي، ويأتي ذلك بعد 48 ساعة من إطلاق بيونج يانج صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات في البحر قبالة الساحل الغربي لليابان، فيما وصفته بأنها "تدريبات على الإطلاق المفاجئ".
وأعلنت هيئة الأركان المُشتركة في سول، أنها رصدت عملية الإطلاق من منطقة سوكتشون في إقليم بيونجان الجنوبي، موضحةً أن سُلطات المخابرات في كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية تجريان تحليلًا مفصلًا لخصائص الصاروخ، بحسب وكالة "يونهاب" الكورية.
ويُعد إطلاق الصاروخ اليوم الاثنين ثالث تجربة أسلحة كبرى لكوريا الشمالية هذا العام، وذلك بعد يومين فقط من إطلاق بيونج يانج صاروخ هواسونج-15 الباليستي العابر للقارات يوم السبت الماضي، كما سبقه إطلاقه الصاروخ الباليستي قصير المدى في الأول من يناير الماضي.
والإطلاق الثالث للصواريخ الباليستية هذا العام يزيد من التوترات في شبه الجزيرة الكورية، بعد أن هددت بيونج يانج برد "ثابت وقوي بشكل غير مسبوق" مع استعداد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لمناوراتهما العسكرية السنوية، في إطار الجهود المبذولة للتصدي للتهديد النووي والصاروخي المتزايد الذي تمثله كوريا الشمالية.
وكانت كوريا الشمالية قالت، أمس الأحد، إنها أطلقت صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات من طراز هواسونج -15 بزاوية مرتفعة في تدريب "إطلاق مفاجئ"، يهدف إلى ضمان قوة الردع النووية للبلاد، وأوضحت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية في تقرير: "تم تنظيم التدريبات بشكل مفاجئ دون إشعار مسبق، وفقًا لأمر استعداد قتالي طارئ لقوة النيران صدر فجر 18 فبراير".
وأضافت كوريا الشمالية أن الصاروخ أطلق من مطار دولي في بيونج يانج بعد الظهر، مع تعبئة وحدة من المكتب العام للصواريخ، وأن الصاروخ قطع 989 كيلومترًا لمدة 4,015 ثانية وبلغ ذروته عند 5,768.5 كيلومتر وهبط في المياه الدولية لبحر الشرق.
التوترات مستمرة بين الكوريتين
وأشارت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية إلى "التهديدات العسكرية" من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي "تزداد خطورة إلى الحد الذي لا يمكن تجاهله"، وأمرت جميع الوحدات العسكرية المسؤولة عن العمليات الصاروخية بالحفاظ بشكل كامل على حالة الاستعداد القتالي.
يأتي الإطلاق الأخير بعد أن حذرت كوريا الشمالية يوم الجمعة الماضي، من أنها ستتخذ ردود فعل مضادة "مُستمرة وقوية بشكل غير مسبوق"، إذا واصلت سول وواشنطن التدريبات العسكرية المشتركة المخطط لها.
وأفادت وكالة أنباء كوريا الجنوبية "يونهاب" بأنه من المقرر أن يجري الحليفان سول وواشنطن تدريبات محاكاة في البنتاجون الأسبوع المقبل ضد الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية من قبل كوريا الشمالية، كما يخططان لإجراء مناورات "درع الحرية" الربيعية الشهر المقبل، بالإضافة إلى التدريبات الميدانية واسعة النطاق المتزامنة.
شقيقة زعيم كوريا الشمالية تُحذر من تزايد الوجود الأمريكي بالمنطقة
وفي السياق، قالت كيم يو-جونج، شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، إن كوريا الشمالية ستتخذ ردًا "قويًا وساحقًا" على أي أعمال عدائية ضد بيونج يانج. وأضافت، في بيان: "يتعين على (الولايات المتحدة) أن تُوقف جميع الأعمال التي تشكل تهديدًا لأمن دولتنا، وأن ترفض تشويه سمعة كوريا الشمالية وتفكر دائمًا مرتين في أمنها في المستقبل"، كما أكدت مجددًا أن الشمال "ليس لديه نية للوقوف وجهًا لوجه" مع الجنوب.
أمريكا وحلفاؤها يدعون لتشديد العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية
فيما عقد وزراء خارجية كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان اجتماعا في ميونخ بألمانيا يوم الأحد؛ لمناقشة إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات، وذلك على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، دعوا فيه إلى تشديد تنفيذ العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية.
واعتبرت الدول الثلاث أن إطلاق الصاروخ الباليستي بعيد المدى، يُمثل انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ما يصعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة، مؤكدين أن كوريا الشمالية ستواجه عقوبات أكثر صرامة من المجتمع الدولي، ودعوا بيونج يانج إلى الوقف الفوري للاستفزازات العسكرية والعودة إلى مباحثات نزع السلاح النووي.
وأوضح، أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أن كوريا الشمالية انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي بإطلاقها لصاروخ لباليستي مرة أخرى، داعيًا المجتمع الدولي إلى تشديد تنفيذ العقوبات الدولية عليها، وأفاد بأنه يجب على الدول التي لها تأثير على كوريا الشمالية، أن تستخدم نفوذها لإقناع بيونج يانج بالتراجع عن مسارها في السنوات الأخيرة.
وأكد "بلينكن" التزام واشنطن بأمن كوريا الجنوبية واليابان، بشكل صارم، وأضاف أن الدول الثلاث ستتخذ الإجراءات المناسبة لتعزيز القدرات الدفاعية وردع الحرب.
من جانبه قال، يوشيماسا هاياشي، وزير الخارجية الياباني، إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ باليستي عابر للقارات أمر صادم وغير مقبول، وستعمل الدول الثلاث معا للرد على الاستفزازات الكورية الشمالية.