أظهرت صور التقطتها الأقمار الصناعية عمليات دفن جماعية في مدينة الفاشر بإقليم دارفور بالسودان، بعد أن سيطرت عليها قوات الدعم السريع، ما أثار المزيد من المخاوف بشأن حجم العنف الذي اندلع في المدينة.
وتأتي صور الفاشر في الوقت الذي تستمر فيه الحرب الدائرة منذ عامين في السودان على الرغم من الغضب الدولي المتزايد، فيما أفادت وسائل الإعلام المحلية والأمم المتحدة بشنِّ غارة بطائرة بدون طيار استهدفت جنازة في مدينة الأبيض، ما أسفر عن مقتل 40 شخصًا على الأقل.
وتمكن مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية "ييل" للصحة العامة بتحليل صورٍ للفاشر التقطتها شركة فانتور، وهي شركة تصوير مقرها كولورادو والمعروفة سابقًا باسم ماكسار تكنولوجيز، ويبدو أن هذه الصور التي حصلت عليها وكالة "أسوشتيد برس" تُظهر حفر مقابر جماعية ثم تغطيتها في موقعين بالمدينة، أحدهما في مسجد يقع شمال المستشفى السعودي مباشرة، حيث وردت أنباء عن مقتل نحو 460 شخصًا، والآخر بجوار مستشفى أطفال سابق كانت قوات الدعم السريع تستخدمه كسجن، وفقًا للباحثين.
وحصلت وكالة "أسوشيتد برس" بشكل منفصل على صور "فانتور"، واطلعت على التفاصيل التي تتوافق مع تقرير مختبر جامعة ييل عن الموقعين، كما اطلعت الوكالة على صور أقمار صناعية التقطتها شركة بلانيت لابز "بي بي سي"، أظهرت اختلافًا في لون التربة في كلا الموقعين، ما يشير عادةً إلى حفر الأرض ثم إعادة دفنها.
وأظهرت صور أقمار صناعية سابقة، حللها مختبر جامعة ييل ووكالة أسوشيتد برس، أجسامًا بيضاء اللون على أرض المستشفى السعودي وبالقرب من مستشفى الأطفال فور استيلاء قوات الدعم السريع على الفاشر، وحدد مختبر جامعة ييل هذه الأجسام على أنها على الأرجح جثث، مع بقع دماء شوهدت أيضًا من الفضاء.