يختار الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، حاكمين جديدين لولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، وعمدةً جديدًا لمدينة نيويورك، في قياسٍ جديدٍ لمشاعر الناخبين في العام الأول من ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية، وما إذا كان الديمقراطيون قد حسَّنوا موقفهم مع تبقّي عامٍ على إجراء الانتخابات النصفية، وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
في مدينة نيويورك، يواجه زهران ممداني المرشَّح الديمقراطي، حاكمَ الولاية السابق أندرو كومو، الذي يحاول العودة السياسية كمستقل، والجمهوري كورتيس سليوا في سباق رئاسة البلدية، الذي يحمل تداعياتٍ كبيرةً لمستقبل نيويورك وللحزب الديمقراطي.
وكان ممداني (34 عامًا) فاز على كومو (67 عامًا) بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق انتخابات عمدة نيويورك. وترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن سباق بلدية المدينة يُمثّل قياسًا لنفوذ ترامب ومدى تأثيره على الناخبين، مشيرةً إلى أن الرئيس الأمريكي هدّد بتقييد التمويل الفيدرالي المخصَّص لمدينة نيويورك حال فوز ممداني بانتخابات العمدة. وتُظهر استطلاعات الرأي تقدّم ممداني بفارقٍ كبيرٍ على كومو.
وفي فرجينيا، يختار الناخبون حاكمًا جديدًا في أجواء يؤثِّر عليها الإغلاق الحكومي ومساعي ترامب لإعادة تشكيل الحكومة على حساب مئات الآلاف من العاملين الفيدراليين، وأيضًا في ولاية نيوجيرسي، حيث أدّت الضرائب المتزايدة وتكاليف المرافق العامة إلى إضعاف قدرة سكان الولاية على تحمّل تكاليف الحياة في قلب السباق التنافسي المحتدم.
في نيوجيرسي، يختار الناخبون في الولاية المعروفة بميولها الزرقاء من سيحلّ محلَّ الحاكم الديمقراطي فيل ميرفي، إذ يتنافس في الانتخابات المرشَّح الجمهوري جاك كياتارلي، الذي حظي بتأييدٍ من ترامب، مع النائب الديمقراطي مايكي شيريل، الذي حرص بدوره على إبراز صلة منافسه بترامب، وهو الأمر الذي يمكن أن يكون حاسمًا في ولايةٍ يفوق فيها عدد الناخبين الديمقراطيين المسجَّلين نظراءَهم الجمهوريين بنحو 800 ألف.
في فرجينيا، وبعد أربع سنوات من الفوز الكبير الذي حقّقه الجمهوري جلين يونجكين بمنصب حاكم الولاية، فإن نائبته وينسون إيرل سيرز تسعى لتولّي المنصب، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن منافستها الديمقراطية النائبة السابقة أبيجايل سبانبرجر تتقدّم بشكلٍ واضحٍ في الولاية التي صوّتت ثلاث مرات ضد ترامب.
وتقول "سي إن إن" إن أيًا من الولايات التي تُجرى فيها انتخابات اليوم ليست من الولايات المتأرجحة في الانتخابات الرئاسية، لكن الجمهوريين تمكنوا من اكتساح الانتخابات على مستوى فرجينيا قبل أربع سنوات.
وبفضل قرب ولاية فرجينيا من واشنطن، فهي موطنٌ لمئات الآلاف من موظفي الحكومة الفيدرالية المتأثرين بتقليص إدارة ترامب للقوى العاملة الفيدرالية والإغلاق الحكومي، وقد تكون انتخابات حاكم الولاية الأقرب إلى اختبارٍ حقيقيٍّ لأداء ترامب هذا العام.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن الرئيس ترامب يواجه اختباراتٍ كبرى لقوته ونفوذه هذا الأسبوع، مع الانتخابات التي ستوفر إحساسًا بمزاج الناخبين، ومعركةٍ بشأن التعريفات الجمركية في المحكمة العليا، والإغلاقِ الحكومي الذي لا يزال مستمرًا.
ولفتت الصحيفة إلى أن المحكمة العليا من المقرر أن تصدر، غدًا الأربعاء، أهمَّ قراراتها وأكثرها تأثيرًا على الإطلاق، فيما يتعلق بقانونية التعريفات الجمركية.
وقالت الصحيفة إن ترامب إذا واصل مواجهته مع الديمقراطيين في الكونجرس، فسيشهد، بحلول نهاية الأسبوع، أطولَ إغلاقٍ حكومي، وربما الأكثر إيلامًا، في التاريخ، وهو إغلاقٌ تُظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الأمريكيين يلومونه عليه بشكلٍ متزايد.
يقول الخبراء إن سلسلة الأحداث هذه شكّلت اختبارًا للضغط على ترامب لأسلوب حكمه المعتاد ـ الأحادية ـ الذي ميّز ولايته الثانية. ونقلت "نيويورك تايمز" عن تيفي تروي، المؤرخ الرئاسي وكبير زملاء معهد رونالد ريجان: "إنه لأمرٌ غريبٌ أن تلتقي هذه الضوابط الثلاثة المحتملة على السلطة الرئاسية - التشريعية والقضائية والانتخابية - في أسبوعٍ واحد".
أضاف تروي: "كلُّ هذه الأمور تشكّل تحدياتٍ منهجيةً للسلطة الأحادية. ماذا تفعل المحكمة العليا؟ يمكن إنجاز الكثير من الأمور بأغلبية الكونجرس فقط، ولكن هناك أمور لا يمكن إنجازها - إبقاء الحكومة مفتوحة أحدها، ومن ثم، من البديهي أنك تحتاج إلى شعبيةٍ سياسيةٍ لتنفيذ العديد من الإجراءات التنفيذية أو الأحادية، والانتخابات تشكّل كابحًا لشعبية الرئيس".