يرى شباب مدينة نيويورك في المرشح الديمقراطي زهران ممداني شخصية سياسية جديدة، متحديًا المفاهيم التقليدية بسهولة تواصله وخبراته العملية، إذ تُبرز حملته الانتخابية لمنصب عمدة مدينة نيويورك حقبة جديدة للسياسيين الشباب، مُركزًا على المشاركة الشعبية والتواصل الحقيقي بدلًا من هياكل السلطة التقليدية.
وفقًا لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، وجدت دراسة لمجموعة من شباب مدينة نيويورك، أُجريت خلال فترة التصويت المبكر في سباق انتخابي محتدم على منصب عمدة المدينة، أن رسالة ممداني حول القدرة على تحمل التكاليف لاقت صدى لدى المشاركين القلقين بشأن تكلفة المعيشة في أكبر مدينة أمريكية.
سأل باحثون من معهد هارفارد للسياسة المجموعة التي تتراوح أعمارهم بين 22 و29 عامًا عن أكبر مسببات التوتر في حياتهم وتفضيلاتهم في سباق انتخاب عمدة المدينة هذا العام، وذلك لفهم المواقف السياسية للناخبين الشباب في مدينة نيويورك بشكل أفضل.
تأتي هذه الدراسة في الوقت الذي يلوح فيه دور تصويت الشباب في انتخابات عمدة المدينة هذا العام بشكل كبير، فيما تلقى "ممداني" إشادة لإستراتيجيته على وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت له الاستفادة من أصوات مواليد مطلع القرن الحالي "الجيل Z" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
وكان المتحمسون من المشاركين في استطلاع الرأي لممداني من مختلف الأطياف السياسية، بمن فيهم مشاركان صوّتا للرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية العام الماضي.
كما يمكن أن يشير ذلك إلى كيفية سلوك ناخبي الجيل Z في انتخابات التجديد النصفي لعام 2026، حيث يسعى الجمهوريون في جميع أنحاء البلاد إلى الحفاظ على سيطرتهم على مجلس الشيوخ وأغلبيتهم الضئيلة في مجلس النواب.
كان أحد هؤلاء المشاركين ماثيو. أ، وهو جمهوري يبلغ من العمر 27 عامًا من تكساس ويقيم حاليًا في مانهاتن، الذي قال: "أنا متحمس لممداني وأعتقد أن لديه خططًا رائعة".
وعلى نطاق واسع، أشار المشاركون إلى أن صعوبة تحمل تكاليف المعيشة تُعدّ من أكبر مُسببات الضغط على الشباب الذين يعيشون في مدينة نيويورك، ويأملون أن تُسهّل أجندة ممداني العيش في المدينة التي يُحبّونها.
وقالت إليسا. ف، وهي ديمقراطية تبلغ من العمر 22 عامًا: "أعتقد أن حياتي ستتحسن حقًا إذا فاز ممداني"، فيما أشاد المشاركون الآخرون بموقف ممداني المناهض للمؤسسة وموقفه من إسرائيل.
وقالت ليانا. س، وهي ديمقراطية تبلغ من العمر 23 عامًا وتقيم في مانهاتن، عن الديمقراطيين الذين لم ينضموا إلى صف دعم ممداني: "إنه أمر مزعج ومخزٍ حقًا.. كثير من الديمقراطيين يقولون: صوّتوا للديمقراطيين بغض النظر عن هوية المرشح باستثناء ممداني".
بعد فوز ممداني في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في يونيو، لم يسارع قادة الحزب في نيويورك في الكونجرس إلى تأييده.
ولم يُعلن زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز تأييده لممداني إلا الأسبوع الماضي، بعد جدل طويل حول ما إذا كان سيُشارك في السباق.
أما زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، فلم يُعلن تأييده بعد، على الرغم من بدء التصويت المبكر.
وأدلى ما يقرب من 300 ألف شخص في نيويورك بأصواتهم مع اقتراب اليوم الرابع من التصويت المبكر من نهايته، مقارنةً بـ55 ألف شخص صوتوا في نفس الوقت عام 2021، ما يُشير إلى مستوى استثنائي من الحيوية التي ولّدتها هذه الانتخابات.
بحسب "إيه بي سي نيوز"، بدا أن خيبة الأمل من الإدارة السياسية الحالية دفعت بعض المشاركين إلى دعم ممداني، إذ وصف أحدهم حاكم نيويورك السابق أندرو كومو -الذي يترشح لمنصب عمدة المدينة كمستقل بعد خسارته أمام ممداني في الانتخابات التمهيدية- بأنه "من طينة المؤسسة".
سيكون ممداني، الذي بلغ الرابعة والثلاثين من عمره هذا الشهر، أصغر عمدة لمدينة نيويورك منذ أكثر من قرن، وهي حقيقة يرى بعض المشاركين أنها تساعده على فهم التحديات التي يواجهها شباب مدينة نيويورك بشكل أفضل.