يسعى الجيش السوداني للتحرك بسرعة لإحباط محاولات قوات الدعم السريع لحصار مدينة الأبيض، شمال كردفان، ومنع سيطرتها على المدينة وقطع الإمدادات عن المدنيين، في سياق سلسلة طويلة من المجازر والانتهاكات التي ترتكبها تلك القوات، بما في ذلك الفظائع التي ارتكبت في مدينة الفاشر.
يواصل الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه التقدم نحو مدينة بارا، الواقعة على بعد 40 كيلومترًا شمال الأبيض، والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وأوضح مراسل "القاهرة الإخبارية" أن الجيش نجح في إتمام حصار المدينة، في إطار العمليات العسكرية المستمرة بالمنطقة، بحسب مراسل "القاهرة الإخبارية".
من جانبه، اتهم سفير السودان لدى مصر، عماد الدين مصطفى عدوي، قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب في الفاشر، وأكد أن الحكومة السودانية لن تتفاوض مع هذه الجماعة شبه العسكرية، وحث المجتمع الدولي على تصنيفها منظمة إرهابية.
نهب المستشفيات
وقالت شبكة الأطباء السودانيين إن "مقاتلي الدعم السريع قتلوا العشرات من المدنيين ونهبوا المستشفيات والمرافق الصحية الأخرى بعد غزو الفاشر".
وأفادت شبكة دارفور لحقوق الإنسان باعتقال أكثر من ألف شخص بشكل تعسفي، وذكرت المجموعة أن الدعم السريع ربما ارتكبت جرائم حرب.
ويسعى الطرفان المنخرطان في نزاع دموي منذ أبريل 2023 للسيطرة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، والتي تعد مركزًا لوجستيًا وقياديًا رئيسيًا يربط دارفور بالخرطوم، علماً أنها تضم مطارًا أيضًا.
نزوح الآلاف
وسيطرت قوات الدعم السريع التي يرأسها محمد حمدان دقلو الأسبوع الماضي على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غرب البلاد، ما أدى إلى نزوح الآلاف، وسط اتهامات وجهتها منظمات دولية وإغاثية لتلك القوات بارتكاب انتهاكات وجرائم مروعة بحق المدنيين.
في حين نفت الدعم السريع حصول انتهاكات واسعة، رغم إقرارها بوقوع بعض التجاوزات، مؤكدة تشكيل لجان للتحقيق ومحاسبة المرتكبين لتلك التجاوزات، في الوقت الذي يعيش فيه السودان منذ أبريل 2023 صراعًا دمويًا بين الجيش والدعم السريع، أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 مليون شخص، فيما تصفه الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها العميق إزاء تصاعد العنف الوحشي في الفاشر، عاصمة إقليم شمال دارفور بالسودان، ما أجبر الآلاف من المدنيين على الفرار، تاركين العديد من الآخرين محاصرين داخل المدينة مع خيارات قليلة.
قالت المنظمة الدولية للهجرة يوم الأحد إن ما يقدر بنحو 36,825 شخصًا فرّوا من خمس محليات في ولاية شمال كردفان في الفترة من 26 أكتوبر - يوم سقوط الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع - إلى 31 أكتوبر.
وقالت الأمم المتحدة إن الأشخاص، معظمهم، توجهوا سيرا على الأقدام، إلى طويلة وهي بلدة تقع غربي الفاشر وتؤوي أكثر من 652 ألف نازح، وحثت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشدة جميع الأطراف على الامتناع عن العنف، وخاصةً الهجمات على المدنيين على طول طرق النزوح، إلى جانب عدم استهداف المدنيين مطلقًا، ويجب ضمان مرورهم الآمن.
انقطاع الاتصالات
مع انقطاع الاتصالات بشكل كبير، أصبح من الصعب الحصول على تحديثات من المدنيين الذين ما زالوا في الفاشر، ولا يزال انعدام الأمن الحالي يعيق الوصول، مما يحول دون إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى المحاصرين في المدينة دون طعام وماء ورعاية طبية.
وتزايدت مخاوف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إزاء احتمال حصار مدينة الأبيض، التي تؤوي عشرات الآلاف من النازحين السودانيين داخليًا، مما قد يزيد من تفاقم الاحتياجات الإنسانية في المنطقة.