الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رهان اللحظة الأخيرة.. الديمقراطيون يدفعون بأوباما لمواجهة فراغ القيادة

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

وجد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما نفسه مجددًا في قلب المعركة الانتخابية، ليملأ فراغًا قياديًا حادًا خلفته الهزائم المدوية للحزب الديمقراطي في انتخابات 2024، التي أخرجته تمامًا من دوائر السلطة الفيدرالية.

من المرجّح أن تمثّل انتخابات غدًا الثلاثاء، محطة جديدة في مسار انقسام الولايات المتحدة إلى كتل متباعدة ومتصادمة، من الولايات الزرقاء (الديمقراطية) والحمراء (الجمهورية)، وفقًا لتقرير شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

ويُتوقّع أن تُسفر نتائج الغد، عن توسيع عملية تمكّن كل حزب من ترسيخ سيطرته السياسية على مساحة شاسعة من البلاد، في مشهد يُعيد إلى الأذهان حدّة الانقسامات التي شهدتها أمريكا منذ حقبة الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي، وربما منذ الحرب الأهلية قبل قرن من ذلك.

أوباما يقود المعركة الحاسمة

نزل أوباما، السبت الماضي، إلى الميدان في ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي، لدعم المرشحتين الديمقراطيتين أبيجيل سبانبرجر وميكي شيريل، في سباق منصبي الحاكمين، بحسب ما نقلته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.

واختار الرئيس الأسبق التوجه إلى نورفولك بولاية فيرجينيا، موطن أكبر قاعدة بحرية في البلاد وجامعتين تاريخيتين لذوي البشرة السمراء، ثم إلى نيوآرك بولاية نيوجيرسي، إذ يُشكل الأمريكيون الأفارقة نصف السكان تقريبًا.

وأوضحت "بوليتيكو" أن اختيار هذه المواقع يعكس رهان المرشحتين على أصوات الناخبين من الأقليات، خاصة ذوي البشرة السمراء والهسبان (مواطنو الولايات المتحدة من أصول بلدان أمريكا اللاتينية وإسبانيا)، الذين حقق ترامب مكاسب ملحوظة بينهم في انتخابات 2024، كمفتاح حاسم للفوز في الرابع من نوفمبر.

ويعوّل الديمقراطيون على انتصارات حاسمة في هاتين الولايتين لتكون منصة انطلاق نحو انتخابات التجديد النصفي الحاسمة، العام المقبل.

معركة الاقتصاد في مواجهة ترامب

شدد أوباما خلال تحركاته على القضايا الاقتصادية، التي تشغل الناخبين في محاولة لاستعادة الثقة المفقودة.

وفي فيرجينيا، هاجم منافسة سبانبرجر نائبة الحاكم الجمهورية وينسوم إيرل-سيرز دون ذكر اسمها، قائلًا إنها "تهتم كثيرًا بما يفعله ترامب وأعوانه، وأشادت بقانون ضرائب جمهوري سيرفع تكاليف الرعاية الصحية والإسكان والطاقة"، وفق "بوليتيكو".

وأضاف ساخرًا: "كل يوم يبدو كالهالوين، لكنه خدع فقط بلا حلوى".

وفي نيوجيرسي، أكد أوباما أنه "لا يوجد دليل مطلقًا على أن السياسات الجمهورية حسنت حياة السكان"، منتقدًا المرشح الجمهوري جاك سياتاريلي، الذي وصفه ترامب بأنه "100% ماجا"، معلقًا: "ليس تزكية رائعة".

كما كشفت "بوليتيكو" أن أوباما أجرى اتصالًا هاتفيًا مع المرشح لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني، ما يؤكد انخراطه العميق في توجيه حزب يبحث عن البوصلة.

أزمة الإغلاق الحكومي تشعل السباق

استغلت المرشحتان الديمقراطيتان أزمة الإغلاق الحكومي المستمرة منذ شهر لربط منافسيهما بترامب، مقدمتين نفسيهما كحائط صد ضد سياساته.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن آلاف الموظفين الفيدراليين فقدوا رواتبهم، وآخرين فقدوا وظائفهم بسبب تسريحات إدارة ترامب، في مشهد مؤلم خاصة بفيرجينيا، التي تضم أعدادًا كبيرة من العاملين الفيدراليين.

وتفاقمت الأزمة، السبت الماضي، مع تهديد ملايين الأمريكيين بفقدان المساعدات الغذائية بعد توقع نفاد تمويل برنامج SNAP، حسب "بوليتيكو".

وأعلنت ميكي شيريل أن حملتها ستجمع تبرعات لبنك الطعام المجتمعي "بينما تدع إدارة ترامب تمويل البرنامج ينتهي"، فيما قالت للحشود غاضبة: "أشعر بالغضب من رئيسنا الذي يقطع كل شيء من أموال نفق جيتواي إلى إعانات الغذاء، لكنني لا أشعر بالخوف بل بالشجاعة".

غياب مقلق لقيادات الحزب

لكن المشهد الأبرز، بحسب ما تشير "بوليتيكو"، هو الغياب الواضح للرئيس السابق جو بايدن ونائبته كامالا هاريس عن الحملات الانتخابية، رغم توافد حشد من الديمقراطيين الطامحين لانتخابات 2028 لدعم المرشحتين.

وأكد رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية كين مارتن لـ"بوليتيكو"، أن "لا صوت أكبر ولا أكثر احترامًا في حزبنا من باراك أوباما"، في اعتراف ضمني بأزمة القيادة.

ووصفت شيريل، أوباما بأنه "قائد عملي يهتم بالحقوق والحريات وخفض التكاليف"، مشيرة إلى أن وجود "مهندس قانون الرعاية الصحية الميسرة بينما يواجه سكان نيوجيرسي ارتفاعًا بنسبة 175% في أقساط التأمين بسبب ترامب، أمر بالغ الدلالة"، حسب "بوليتيكو".

انتقادات جمهورية

هاجم الجمهوريون اعتماد الديمقراطيين على أوباما، معتبرين ذلك دليلًا على عجز المرشحتين عن قيادة الحزب نحو المستقبل.

وقالت كورتني ألكسندر، المتحدثة باسم رابطة الحكام الجمهوريين لـ"بوليتيكو": "تفتقر شيريل وسبانبرجر لأجندة متماسكة لتحسين حياة الناخبين، لذا ليس مفاجئًا اعتمادهما على حنين ديمقراطي رغم سياساته الفاشلة".

وكشفت "بوليتيكو" أن سباق نيوجيرسي المتوقع أن يكون أكثر تنافسية أثار قلق بعض الديمقراطيين حول استعادة دعم الناخبين السود، خاصة مع محاولات سياتاريلي استقطابهم أيضًا.