الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد اغتيال تشارلي كيرك.. الصراع يشتعل بين أوباما والبيت الأبيض

  • مشاركة :
post-title
الناشط الأمريكي تشارلي كيرك

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

مرَّ أسبوع منذ اغتيال الناشط السياسي المحافظ الأمريكي تشارلي كيرك في ولاية يوتا، خلال إلقائه خطابًا في جامعة يوتا فالي، وهو الحدث الذي هزَّ الرأي العام الأمريكي وأثار مخاوف واسعة من تصاعد موجة العنف السياسي في البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن تقليد الرؤساء الأمريكيين بعد مغادرتهم البيت الأبيض يقتضي عادةً الابتعاد عن انتقاد من يخلفهم. غير أن الرئيس الأسبق باراك أوباما، وخلال الأشهر الأخيرة، كثَّف هجومه على الرئيس الحالي دونالد ترامب، منتقدًا سياساته المتعلقة بالجامعات والقضاء، بل وألقى باللوم على الديمقراطيين لعدم مواجهة تلك السياسات بشكل أكثر صرامة.

أزمة غير مسبوقة

وفي 16 من الشهر الجاري، خرج أوباما عن صمته خلال فعالية أُقيمت في ولاية بنسلفانيا، ليعلّق على الحادثة محذرًا من أن الولايات المتحدة تواجه "أزمة سياسية غير مسبوقة". أوباما انتقد في كلمته خطاب ترامب وحلفاءه، واصفًا إياه بـ "المحرّض" والمساهم في تعميق الانقسام، بحسب موقع "أوبزرفر" الصيني. 

وقال أوباما إنه لم يكن يعرف "كيرك" شخصيًا، ولم يشارك معظم آرائه، إلا أن ما تعرض له يمثل "مأساة مروعة" يجب إدانتها، مؤكدًا أن "مهما كان موقعك على الطيف السياسي، فلا يمكن تبرير مثل هذا العنف".

وأضاف أن الأمريكيين يملكون الحق في "خوض نقاشات حادة وجدلية"، لكن ذلك "لا ينبغي أن يتحول إلى عنف".

وتابع أوباما: "بالطبع، هذا لا يعني تجاهل الانقسامات الحقيقية والعميقة الموجودة في المجتمع الأمريكي، فهي باقية، لكن علينا الاعتراف بأننا نعيش اليوم أزمة سياسية غير مسبوقة".

تأجج الانقسام

حادثة اغتيال كيرك، الذي ارتبط اسمه بعلاقات وثيقة مع ترامب وعدد من الجمهوريين، سرعان ما تحولت إلى مادة للسجال السياسي. إذ حمّل ترامب وحلفاؤه ما وصفوه بـ "اليسار الراديكالي" المسؤولية المعنوية عن الحادثة، بينما دعا نائب الرئيس جي دي فانس إلى محاسبة كل من "احتفى أو برر" عملية الاغتيال، بل ومحاسبة المؤسسات التي يعملون بها.

في المقابل، أصر أوباما على أن خطاب إدارة ترامب "يدفع بالبلاد نحو منعطف خطير"، مضيفًا: "أعتقد أن من واجب الرئيس في مثل هذه اللحظات العصيبة أن يكون عنصر توحيد، لا أن يتبنى خطابًا يغذي الانقسام".

وأشاد أوباما بموقف حاكم ولاية يوتا الجمهوري سبنسر كوكس، الذي أكد على "إمكانية الحفاظ على النقاش العام ضمن قواعد الاحترام المتبادل رغم الاختلافات السياسية".

ولم يفت أوباما التذكير بتجارب سابقة، إذ أشار إلى أنه بعد مجزرة تشارلستون عام 2015، التي قُتل فيها متطرف أبيض تسعة مصلين سود داخل كنيسة، لم يستغل الحادثة لمهاجمة خصومه. كما ذكر بموقف الرئيس الأسبق جورج بوش الابن عقب أحداث 11 سبتمبر، عندما شدد على أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام.

وأضاف أوباما: "عندما أسمع الرئيس الحالي ومعاونيه يصفون خصومهم السياسيين بأنهم آفات أو أعداء يجب سحقهم، فهذا يعكس مشكلة أوسع نعيشها جميعًا وعلينا مواجهتها".

لكن البيت الأبيض لم يتأخر في الرد، إذ قال متحدث باسمه في تصريح لشبكة "بي بي سي" البريطانية: "أوباما لا يفوت أي فرصة لإحداث الانقسام بين الأمريكيين. خطابه التحريضي ألهم جيلًا كاملًا من الديمقراطيين لوصم معارضيهم بأنهم منحطون أو فاشيون أو حتى نازيون".