يشهد العالم مساء اليوم السبت، الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، في حدث مهيب يجسد امتداد حضارة خالدة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.
هذا الصرح الضخم، الذي يتجسد في رسالته بأنه "هدية مصر للعالم، حضارة صنعت التاريخ.. وما زالت تصنع المستقبل"، حظي بإشادات عربية ودولية واسعة، وتوقعات بوضعه لمصر في مقدمة الوجهات السياحية العالمية.
يشهد الافتتاح حضورًا عالميًا رفيع المستوى يعكس مكانة مصر، ومن المقرر أن يشارك 79 وفدًا رسميًا من بينهم "39" وفدًا برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، ما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالحضارة المصرية.
توقعات بـ30 مليون سائح
أكد الدكتور وليد الحناوي، الأمين العام المساعد لمنظمة السياحة العربية، أن افتتاح المتحف المصري الكبير يُمثل إنجازًا تاريخيًا يرسخ مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، إذ تتوقع المنظمة زيادة في أعداد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 30% سنويًا.
وأشار الحناوي إلى أن العام الجاري يشهد تجاوز عدد السياح 18 مليون زائر، مع توقعات ببلوغ الهدف الإستراتيجي للحكومة المصرية وهو 30 مليون سائح، خلال السنوات المقبلة.
وأوضح الحناوي، أن الإقبال الجماهيري على المتحف تجاوز 5 آلاف زيارة قبل الافتتاح الرسمي، ومن المتوقع أن تتخطى الزيارات 15 ألف زيارة يوميًا، خلال المرحلة الأولى، وصولًا إلى أكثر من 30 ألف زيارة في الفترات المقبلة.
ووصف "الحناوي" المتحف بأنه ليس مجرد موقع أثري، بل "منصة تجمع حضارات وثقافات العالم في قلب مصر"، مؤكدًا أن مصر أصبحت بفضله في مقدمة الدول الجاذبة للسياحة الثقافية.
مفخرة للعالم تتجاوز اللوفر والمتحف البريطاني
من جانبه؛ أكد الدكتور ليث حسين، مدير مركز التراث العلمي العربي بجامعة بغداد، أن المتحف المصري الكبير يُعد إنجازًا تاريخيًا بكل المقاييس، ومفخرة لمصر وللعالم أجمع.
وأشار حسين إلى أن بريق المتحف سيطغى على كبريات متاحف العالم، وعلى رأسها متحف اللوفر والمتحف البريطاني، ليُسجل اسمه كأعظم متحف على وجه الأرض.
وأوضح أن المتحف يُمثل مرآة حقيقية تعكس عظمة وحضارة وادي النيل، مشيرًا إلى أن الحضارتين المصرية والعراقية شكّلتا معًا محورًا حضاريًا متلازمًا سيطر على المنطقة وأثر فيها بعمق.
يذكر أن المتحف المصري الكبير يمتد على مساحة تبلغ نحو 490 ألف متر مربع ليصبح الأكبر من نوعه في العالم المخصص لحضارة واحدة.
ويضم "الدرج العظيم" الذي تصطف على جانبيه تماثيل شامخة، كما يضم المجموعة الكاملة للملك الذهبي توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد (أكثر من 5000 قطعة).