الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ساعات على افتتاح المتحف المصري الكبير.. عظمة مصر حديث العالم

  • مشاركة :
post-title
المتحف المصري الكبير

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في حدث ثقافي عالمي طال انتظاره، تستعد مصر مساء اليوم السبت لافتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد من أضخم المشروعات الثقافية في القرن الـ21، ومنارة جديدة للحضارة المصرية القديمة، إذ يمتد المتحف على مساحة هائلة عند سفح الأهرامات في محافظة الجيزة المصرية، ليقدم للعالم تجربة فريدة تربط بين الماضي المجيد والحاضر المتجدد.

رمز النهضة المصرية

وقالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن هذا المشروع يمثل "ركيزة أساسية لاقتصاد مصر القائم على السياحة"، مشيرة إلى أن الحكومة المصرية تأمل أن يجذب المتحف ملايين الزوار وما يصاحبهم من عملة أجنبية، في وقت بدأ فيه القطاع السياحي بالتعافي من تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.

وتصف الشبكة مدخل المتحف بأنه تحفة معمارية، فيما يرحب بالزوار حدائق مشذَّبة وساحة مفتوحة تتوسطها مسلة تزن 87 طنًا، ليبدأ الزائر رحلته في بهو شاهق يتوسطه تمثال رمسيس الثاني -الذي يبلغ ارتفاعه 36 قدمًا- شامخًا في حراسة مهيبة.

وتشير الشبكة إلى أن تصميم المتحف يجمع بين الخرسانة والزجاج والحجر الجيري المحلى بزوايا تحاكي الشكل الهرمي، بينما تسمح طيات السقف بدخول الضوء الطبيعي في مشهد بصري مدهش، يعكس فلسفة القائمين على المشروع في خلق أجواء تنبض بالحياة بدلاً من الإضاءة الاصطناعية الباردة.

"افتتاح فخم"

أما شبكة France 24 الفرنسية، فوصفت افتتاح المتحف بأنه "فخم"، مشيرة إلى أن المشروع تأخر لأكثر من 20 عامًا قبل أن يكتمل أخيرًا، ليضم مساحة عرض دائمة تبلغ 24 ألف متر مربع تُعرض فيها تماثيل ضخمة وتحف تاريخية نادرة.

وأضافت أن تكلفة المشروع بلغت نحو مليار دولار، ومن المتوقع أن يجذب أكثر من خمسة ملايين زائر سنويًا.

وسلطت الشبكة الضوء على تمثال رمسيس الثاني المصنوع من الجرانيت، والذي يبلغ ارتفاعه 11 مترًا، اوُضع أخيرًا في بهو المتحف بعد أن تنقّل بين مواقع مختلفة منذ اكتشافه عام 1820، حيث وقف لسنوات أمام محطة قطار القاهرة قبل أن يجد مكانه النهائي في هذا الصرح العظيم.

أكبر متحف أثري في العالم

وفي تقريرها، قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية إن المتحف المصري الكبير هو أكبر متحف أثري في العالم، إذ يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الشهيرة وتمثال رمسيس الثاني.

ويتزامن الافتتاح مع الذكرى الـ103 لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر عام 1922، ما يضفي بعدًا رمزيًا على المناسبة.

وأشارت الصحيفة إلى أن واجهة المتحف المثلثة الشاهقة المصنوعة من الزجاج تحاكي شكل الأهرامات القريبة، بينما يؤدي درج ضخم من ستة طوابق إلى المعارض الرئيسية التي تطل مباشرة على الأهرامات.

كما لفتت إلى وجود جسر يربط المتحف بمنطقة الأهرامات، ما يتيح للزوار التنقل بسهولة سيرًا أو عبر مركبات كهربائية صديقة للبيئة.

حدث استثنائي

وفي السياق ذاته، نقل موقع "نيويورك بوست" الأمريكي أن قادة العالم -بمن فيهم ملوك ورؤساء دول- سيحضرون حفل الافتتاح الكبير، واصفًا الحدث بأنه "استثنائي في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية".

وأشار إلى أن المتحف يعد من أبرز المشروعات القومية التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ عام 2014، إذ يضم 12 معرضًا رئيسيًا تغطي فترات تمتد من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الروماني.

كما خُصِّصَت قاعتان لعرض 5000 قطعة من مقتنيات توت عنخ آمون، تُعرض للمرة الأولى كاملة منذ اكتشاف المقبرة قبل أكثر من قرن.

كنوز الفرعون الذهبي

من جهتها، أكدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن كنوز توت عنخ آمون ستكون محور الجذب الأكبر في المتحف الجديد، إذ تضم مجموعته أكثر من 5600 قطعة أثرية، من بينها قناع الموت الذهبي والعربة الملكية والعرش المذهب والمجوهرات الفريدة.

وأوضحت الصحيفة أن قصة "الملك الصبي" لا تزال تأسر خيال العالم منذ اكتشاف مقبرته السليمة في الأقصر، رغم أن حكمه لم يتجاوز تسع سنوات، مشيرة إلى أن مقتنياته تجسد ذروة الفن والروحانية في مصر القديمة.

رسالة حضارية من مصر إلى العالم

أما صحيفة "لوموند" الفرنسية، فوصفت المتحف المصري الكبير بأنه "أكبر مشروع ثقافي في الشرق الأوسط"، يمتد على مساحة 500 ألف متر مربع، أي ضعف مساحة متحف اللوفر في باريس، ويضم قاعات عرض بمساحة تتجاوز 18 ألف متر مربع.

وتوقعت الصحيفة أن يجذب المتحف نحو خمسة ملايين زائر سنويًا، معتبرة أن افتتاحه يشكل لحظة تاريخية تضاهي اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون نفسها قبل قرن من الزمان.

وأكدت "لوموند" أن المتحف لا يمثل مجرد صرح أثري أو سياحي فقط، بل رسالة حضارية من مصر إلى العالم، تؤكد قدرتها على الجمع بين الأصالة والتجديد، وحفاظها على إرثها التاريخي كإحدى أقدم الحضارات التي أبدعت وألهمت الإنسانية عبر العصور.