الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسائل استغاثة لمواجهة ترامب.. فنزويلا تستنجد بروسيا والصين وإيران عسكريا

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت وثائق حكومية أمريكية سرية، حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يسعى للحصول على دعم عسكري عاجل من روسيا والصين وإيران، في ظل تصاعد حاد للتوتر مع الولايات المتحدة وحشد عسكري أمريكي ضخم في منطقة البحر الكاريبي.

استغاثة كاراكاس بموسكو

أعد مادورو رسالة مطولة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يطلب فيها مساعدة عسكرية شاملة لتعزيز قدرات بلاده الدفاعية، بحسب ما أوردته "واشنطن بوست" نقلًا عن الوثائق الأمريكية.

وتضمنت الطلبات الفنزويلية إصلاح طائرات سوخوي Su-20MK2 المقاتلة روسية الصنع التي اشترتها فنزويلا سابقًا، إلى جانب تجديد ثمانية محركات وخمس منظومات رادار، وتوريد 14 مجموعة من الصواريخ الروسية، بالإضافة إلى دعم لوجستي غير محدد.

وأكد الرئيس الفنزويلي في رسالته أن المقاتلات الروسية من طراز سوخوي "تمثل أهم رادع يمتلكه للدفاع عن بلاده في مواجهة خطر الحرب"، وفقًا لما ذكرته الصحيفة الأمريكية.

وطلب مادورو من بوتين توفير خطة تمويل متوسطة الأجل لثلاث سنوات عبر شركة روستيك الروسية الحكومية للصناعات الدفاعية، دون تحديد المبالغ المطلوبة.

كان من المفترض أن يسلم وزير النقل الفنزويلي رامون سيليستينو فيلاسكيز الرسالة شخصيًا خلال زيارته موسكو في منتصف أكتوبر حيث التقى بنظيره الروسي، إلا أن الوثائق لم توضح ما إذا كانت الرسالة قد سُلمت بالفعل أو كيف رد الكرملين على الطلب الفنزويلي.

محور شرقي للدعم

ووسعت كاراكاس دائرة طلباتها لتشمل الصين وإيران، إذ أرسل مادورو رسالة إلى الرئيس الصيني شي جين بينج يحثه فيها على "توسيع التعاون العسكري" بين البلدين لمواجهة "التصعيد المتزايد بين الولايات المتحدة وفنزويلا"، حسبما أفادت واشنطن بوست.

وطلب الرئيس الفنزويلي من الحكومة الصينية تسريع إنتاج الشركات الصينية لأنظمة الكشف بالرادار، بهدف تعزيز قدرات فنزويلا الدفاعية.

وشدد مادورو في رسالته للرئيس الصيني على أن أي عمل عسكري أمريكي ضد فنزويلا يعد عملًا موجهًا ضد الصين أيضًا، بسبب الأيديولوجية المشتركة بينهما.

أما على الصعيد الإيراني، فنسق وزير النقل الفنزويلي مؤخرًا شحنة معدات عسكرية وطائرات مُسيَّرة من طهران أثناء التخطيط لزيارة إلى إيران، وفقًا للوثائق.

وأبلغ فيلاسكيز مسؤولًا إيرانيًا أن بلاده بحاجة إلى "معدات الكشف السلبي" و"أجهزة تشويش نظام تحديد المواقع GPS"، وطائرات مُسيَّرة بمدى يصل إلى 1000 كيلومتر، بحسب ما ذكرته الصحيفة الأمريكية.

حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس جيرالد فورد"
واشنطن تحشد قواتها

يأتي التحرك الفنزويلي في سياق حشد عسكري أمريكي كبير في منطقة الكاريبي، حيث نقلت واشنطن أكثر من 10% من أصولها البحرية إلى المنطقة.

وتشمل هذه القوات حاملة الطائرات "يو أس أس جيرالد فورد"، التي تعد أحدث وأثقل حاملة طائرات في البحرية الأمريكية.

ومنذ سبتمبر الماضي، نفذت القوات الأمريكية أكثر من 12 ضربة على سفن وصفتها بأنها متورطة في تهريب المخدرات والمنطلقة من الشواطئ الفنزويلية، ما أسفر عن مقتل 61 شخصًا على الأقل.

ولم تقدم إدارة ترامب أدلة علنية على تورط تلك السفن في تهريب المخدرات، بينما نفى مادورو هذه الاتهامات.

ويمثل هذا التصعيد أحد أبرز التحديات التي يواجهها مادورو منذ توليه السلطة في عام 2013 خلفًا لهوجو تشافيز، مؤسس الدولة الاشتراكية في فنزويلا.

موقف موسكو

تربط روسيا وفنزويلا علاقات وثيقة تعود إلى عهد تشافيز منذ وصوله للسلطة عام 1999، وتشمل التعاون في قطاع النفط والغاز والصناعات الدفاعية.

وصادقت موسكو مؤخرًا على معاهدة تعاون إستراتيجي جديدة مع كاراكاس، كما وصلت طائرة شحن روسية من طراز إليوشن Il-76 إلى العاصمة الفنزويلية مؤخرًا.

وذكر جيمس ستوري، السفير الأمريكي السابق لدى فنزويلا، في تصريحات لواشنطن بوست أن "نقل 10% من الأصول البحرية الأمريكية إلى منطقة الكاريبي قد يصرف الانتباه عن أوكرانيا"، فيما أشار محللون إلى أن روسيا -المنشغلة بالحرب في أوكرانيا- قد تكون أقل قدرة على تقديم دعم واسع النطاق مقارنة بالسنوات الماضية.

من جهة أخرى، لا تزال روسيا تحتفظ بمصالح اقتصادية كبيرة في فنزويلا، حيث تمتلك شركات روسية استثمارات مباشرة في مشروعات نفطية مشتركة تنتج 107 آلاف برميل يوميًا، وتمتلك حقوق استكشاف وتصدير لحقول غاز بحرية فنزويلية قد تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.

التحديات العسكرية الفنزويلية

يشير مراقبون إلى أن جزءًا كبيرًا من المعدات العسكرية التي اشترتها فنزويلا من روسيا على مدى السنوات الماضية -بما في ذلك الدبابات والطائرات المقاتلة وصواريخ أرض جو- أصبح قديمًا أو خارج الخدمة.

وذكر مسؤول عسكري فنزويلي سابق، لـ"واشنطن بوست"، أنه بحلول عام 2018 كان لدى فنزويلا أقل من خمس طائرات سوخوي روسية صالحة للعمل.

في المقابل، أعلن مادورو مؤخرًا أن بلاده نشرت 5000 صاروخ محمول مضاد للطائرات من طراز Igla-S الروسي في جميع أنحاء البلاد، كجزء من استعداداتها الدفاعية.