الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

50 مليون دولار لطيار الرئيس.. تفاصيل أخطر مؤامرة أمريكية للقبض على مادورو

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في واحدة من أكثر قصص الجاسوسية إثارة منذ الحرب الباردة، سعت المخابرات الأمريكية لتجنيد الطيار الخاص بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في محاولة لتمكين السلطات الأمريكية من القبض عليه، مقابل وعود بالثراء الفاحش، إلا أن الخطة في النهاية باءت بالفشل.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، اتخذ دونالد ترامب موقفًا متشددًا ضد فنزويلا، حيث نشر ترامب آلاف الجنود والمروحيات الهجومية والسفن الحربية في منطقة البحر الكاريبي لمهاجمة قوارب الصيد المشتبه في تهريبها الكوكايين من فنزويلا، وخلال عشر ضربات منها، قتل الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 43 شخصًا.

الضوء الأخضر

وخلال الأيام الماضية، أعطى ترامب الضوء الأخضر لوكالة المخابرات المركزية للقيام بعمليات سرية داخل فنزويلا، كما ضاعفت الحكومة الأمريكية المكافأة المخصصة للقبض على مادورو بتهمة الإتجار بالمخدرات، التي ارتفعت إلى 50 مليون دولار.

وكشفت وكالة أسوشيتد برس، تفاصيل قضية التجسس التي وصفتها بالفاشلة، من خلال مقابلات مع 3 مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، إضافة إلى أحد معارضي مادورو في الداخل، الذين تحدثوا بشرط عدم كشف هوياتهم لخشيتهم من العقاب المحتمل لتسريب المعلومات.

طائرات مادورو التي تم مصادرتها
طائرات مادورو

المؤامرة المزعومة تم تدبيرها في جمهورية الدومينيكان، عندما كان الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيسًا، وذلك من قِبل العميل في الاستخبارات الأمريكية إدوين لوبيز، الذي كان يعمل ملحقًا في السفارة ووكيلًا لتحقيقات الأمن الداخلي، وتبيّن امتلاكه معلومات عن طائرات مادرو.

اكتشف "لوبيز" أن طائرتين لمادورو يخضعان لإصلاحات مكثفة في جمهورية الدومينيكان، وهو ما يعد انتهاكًا للقانون الأمريكي، وأمر محظور بموجب العقوبات المفروضة على فنزويلا، وظل أشهر يتعقب الطائرتين حتى تمكن في النهاية من تحديد مكانهما في مطار لا إيزابيلا في سانتو دومينجو.

نقل واعتقال

وبينما كانوا يُحضّرون القضية، علموا أن الرئيس الفنزويلي أرسل خمسة طيارين إلى الجزيرة لاستعادة الطائرتين اللتين تُقدران بملايين الدولارات، وهما من طراز داسو فالكون 2000EX وداسو فالكون 900EX، وكانت المفاجأة بالنسبة للعميل الأمريكي أن الطيار الخاص بمادورو الفنزويلي الجنرال بيتنر فيليجاس واحد منهم.

وبحسب المسؤولين توصل لوبيز إلى فكرة جديدة، وهي إقناع الطيار بنقل مادورو إلى مكان يمكن للولايات المتحدة أن تعتقله فيه، كونه متهمًا بالإرهاب الفيدرالي، وحصل بالفعل على إذن من رؤسائه والسلطات الدومينيكية لاستجواب الطيارين، في حظيرة الطائرات بالمطار.

الهدف الرئيسي

وعلى بُعد مسافة قصيرة من الطائرة، طلب لوبيز وزملاؤه من كل طيار الانضمام إليهم على انفراد في غرفة اجتماعات صغيرة من أجل التحدث فقط، حيث تظاهر العملاء عدم علمهم أن الطيارين يقضون وقتهم في التحليق حول مادورو وكبار المسؤولين الآخرين.

قام العملاء الأمريكيين بالتحدث مع كل طيار لمدة ساعة تقريبًا، ولكن هدفهم الرئيسي الذي تركوه للنهاية هو الجنرال فيليجاس طيار مادورو الخاص، الذي كان عضوًا في حرس الشرف الرئاسي النخبة، وكان برتبة عقيد في القوات الجوية الفنزويلية ويرافق مادورو بانتظام حول العالم.

محاولة فاشلة

استدعى لوبيز، فيليجاس إلى الغرفة، وتبادلا أطراف الحديث لبعض الوقت، ثم قدم العميل الفيدرالي عرضًا جريئًا لرئيس الطيارين التابعين لنيكولاس مادورو، وهو تحويل مسار طائرة الرئيس الفنزويلي سرًا إلى مكان يمكن للسلطات الأمريكية أن تلقي القبض فيه على الرجل القوي.

وعد العميل الفيدرالي الطيار الفنزويلي بأنه سيصبح رجلًا ثريًا للغاية، ولكنه غادر في النهاية دون إبداء أي التزام، على الرغم من أنه أعطى العميل الفيدرالي رقم هاتفه، وعلى مدار الستة عشر شهرًا التالية، الرسائل النصية عبر واتساب وتليجرام عشرات المرات، إلا أن المحادثات في النهاية فشلت دون أي نتيجة وأثبت الطيار الفنزويلي ولاءه لقائده.