الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شهادات الفارين تؤكد المجازر.. مصير المفقودين في الفاشر يثير قلق منظمات الإغاثة

  • مشاركة :
post-title
مدينة الفاشر السودانية- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

يتفاقم الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان سوءًا، ليتحول إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، فيما أعرب عمال الإغاثة عن قلقهم من وصول عدد قليل فقط من الأشخاص الذين يُعتقد أنهم فروا من قوات الدعم السريع إلى بر الأمان، بعدما أفادت التقارير بمقتل المئات في الهجوم على المدينة وفي أثناء فرارهم.

وفقًا لصحيفة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، يصل الناس إلى بلدة طويلة غربي الفاشر، بعد أن فروا سيرًا على الأقدام خلال هجوم قوات الدعم السريع، وبالفعل حذرت منظمة الصحة العالمية من أن العنف أسفر عن مقتل 460 شخصًا في مستشفى بالفاشر، بحسب التقارير.

وقال شهود عيان لوكالة "أسوشيتد برس" إن مقاتلي قوات الدعم السريع انتقلوا من منزل إلى منزل، وكانوا يطلقون النار على السكان، بمن فيهم النساء والأطفال.

وأدى انقطاع الاتصالات حول الفاشر إلى زيادة صعوبة تقييم الدمار، وقال خبراء إن صور الأقمار الصناعية تُظهر أيضًا جثثًا في شوارع المدينة بعد هجوم قوات الدعم السريع.

ودفع قلة عدد الواصلين إلى البلدة الواقعة على بُعد نحو 60 كيلومترًا غرب الفاشر، والتي لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، عمال الإغاثة إلى الخوف من الأسوأ.

وقال مالتايد فو، مدير المُناصَرة في المجلس النرويجي للاجئين، الذي يُدير مخيم طويلة للنازحين: "عدد الواصلين إلى طويلة قليل جدًا، وهذا أمرٌ ينبغي أن يُثير قلقنا جميعًا.. أين الآخرون؟ هذا يُظهر مدى فظاعة الرحلة".

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من أن "مئات الآلاف من الأشخاص في خطر داهم في الفاشر ومحيطها".

وسافر الفارون إلى طويلة سيرًا على الأقدام ليلًا، وأخبروا عمال الإغاثة التابعين لها بوقوع عمليات قتل تعسفية على يد قوات الدعم السريع في أثناء هروبهم.

وقال ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية: "يجب ضمان المرور الآمن للمدنيين، وزيادة المساعدات وتمويلها الآن، ويجب على جميع الأطراف احترام التزاماتها بحماية المدنيين.. لا يمكن للعالم أن يتجاهل فصلًا آخر من فصول الرعب في دارفور".

وأفاد تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بمقتل نحو 460 مريضًا ومرافقيهم يوم الثلاثاء في المستشفى السعودي بالفاشر.

في تقرير صدر مساء الثلاثاء، ذكر مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة أن مقاتلي قوات الدعم السريع واصلوا ارتكاب عمليات قتل جماعي منذ سيطرتهم على الفاشر.

وأفاد التقرير، الذي اعتمد على صور أقمار صناعية من "إيرباص"، بأنه أكد مزاعم إعدامات وقتل جماعي ارتكبتها قوات الدعم السريع حول المستشفى السعودي، وفي مركز احتجاز بمستشفى الأطفال السابق في الجزء الشرقي من المدينة.

واطلعت وكالة "أسوشيتد برس" على الصور نفسها وحللتها، وشاهدت أشياء وبقعًا حمراء على الأرض في المواقع التي حددها المختبر على أنها دماء وجثث.

وأضاف المختبر أيضًا أن "عمليات قتل ممنهجة" وقعت بالقرب من الجدار الشرقي، الذي بنته قوات الدعم السريع خارج المدينة في وقت سابق من هذا العام.

وأقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الخاضع لعقوبات من الولايات المتحدة، بما وصفه بالانتهاكات التي ارتكبتها قواته. وفي أول تعليق له منذ سقوط الفاشر، والذي نُشر يوم الأربعاء على تطبيق تليجرام للمراسلة، قال إنه تم فتح تحقيق، لكنه لم يُفصّل في الأمر.

أسفرت الحرب الأهلية على السودان، التي استمرت عامين، عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وهو رقم تعتبره جماعات حقوق الإنسان أقل بكثير من العدد الحقيقي، كما تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم مع نزوح أكثر من 14 مليون شخص.