تتواصل عملية استخراج جثامين المحتجزين الإسرائيليين بقطاع غزة، في ظل وضع معقد وبالغ الصعوبة على الأرض، بمشاركة مصرية ودعم كبير من القاهرة لإنجاح تلك الجهود، والمضي قدما في المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب على قطاع غزة وبدء إعادة إعمار القطاع المنكوب.
وأعلنت حركة حماس الفلسطينية، فجر اليوم الأربعاء، أنها تمكنت من انتشال جثتي المحتجزين أميرام كوبر وساهر باروخ، خلال عمليات البحث، التي جرت طوال الساعات الماضية.
كما أشار إعلام إسرائيلي لتقديرات ترجح بأن حماس ستعيد رفات محتجزين اثنين خلال 24 ساعة.
و لكن في بيان سابق، قالت حماس، إنها عثرت على جثة أحد المحتجزين خلال عمليات البحث في أحد الأنفاق جنوب القطاع، وأضافت أنها "ستؤجل تسليمها الذي كان مقررًا اليوم بسبب خروقات الاحتلال".
وأكدت الحركة أن "أي تصعيد إسرائيلي سيعيق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثامين، ما سيؤدي إلى تأخير استعادة الاحتلال لجثث قتلاه".
وشن جيش الاحتلال غارات على منازل وخيام النازحين بقطاع غزة، خلال الليلة الماضية، أسفرت عن استشهاد أكثر من 90 فلسطينيًا، بينهم 24 طفلًا، في خرق جديد لاتفاق "وقف إطلاق النار"، الذي دخل حيز التنفيذ 11 أكتوبر الجاري.
وجدد جيش الاحتلال العدوان على غزة، بعد مقتل أحد جنوده متأثرًا بجراحه، إثر استهداف قوة عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، أمس الثلاثاء.
ومن جهتها، أعلنت حماس أنها "لا علاقة لها" بحادث إطلاق النار في رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وأنها "تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار"، مطالبة "الوسطاء والجهات الضامنة بتحمل مسؤولياتهم وإجبار إسرائيل على وقف ممارساتها التضليلية".
وتتصدر القاهرة جهودًا دولية حثيثة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من الانهيار ونسف الذرائع الإسرائيلية للعودة مجددًا إلى الحرب، عبر قيادة عمليات معقدة لانتشال جثامين المحتجزين الإسرائيليين من تحت أنقاض المباني المدمرة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت تواجه فيه هذه الجهود تحديات ميدانية هائلة وعراقيل إسرائيلية منهجية.
وأكدت مصادر لـ"القاهرة الإخبارية" في وقت سابق، أن مصر قدمت مساعدات لوجستية ومعدات متطورة للمساعدة في تحديد مكان الجثامين، نظرًا لحالة الدمار الشامل التي يشهدها القطاع.
كما كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أن فريقًا مصريًا متخصصًا يعمل بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي لتحديد أماكن الجثامين، مستخدمًا معدات حفر وشاحنات متخصصة للبحث خلف "الخط الأصفر" في غزة.
وتواصل الفرق الفنية المصرية عملها داخل قطاع غزة في أربع مناطق جديدة هي النصيرات والشجاعية ومدينة حمد ورفح الفلسطينية.
ودفعت الدولة المصرية بـ18 آلية هندسية عبر معبر كرم أبو سالم، خلال 24 ساعة، تضاف إلى 6 آليات دخلت سابقًا، ضمن تنسيق مصري-إسرائيلي لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ في المناطق التي شهدت معارك عنيفة.
وتعمل الفرق المصرية مع موظفي الصليب الأحمر وممثل عن حركة حماس لتحديد مواقع الجثامين، وفقًا لما أعلنته المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان.
أكد خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحماس بغزة، في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الحركة تواجه "إشكاليات ضخمة في البحث عن جثامين محتجزين الإسرائيليين، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي غيّر طبيعة أرض غزة بالكامل".
وأضاف "الحية"، أن بعض مَن دفنوا هذه الجثامين استُشهدوا أو لم يعودوا يعرفون أين دفنوهم، ما يجعل تحديد المواقع عملية معقدة وصعبة للغاية.
ونفت حركة حماس بشدة الادعاءات الإسرائيلية بشأن معرفتها بأماكن جميع الجثامين، مؤكدة أن تغيّر معالم القطاع بفعل العدوان جعل الوصول إليها عملية بالغة التعقيد.
وأوضحت الحركة أنها أنجزت تسليم 17 جثمانًا من المحتجزين الإسرائيليين حتى الآن من أصل 28، لكن ضعف الإمكانيات ونقص المعدات والدمار الهائل الذي طال 90% من البنية التحتية يعرقل استكمال عملية الانتشال في بقية المناطق المنكوبة.
وأكدت حماس التزامها الكامل بإتمام المرحلة الأولى من الاتفاق وتسليم جثامين الـ13 محتجزًا المتبقين في أسرع وقت ممكن لـ"سد الذرائع أمام الاحتلال".