الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مهمة صعبة.. جهود مكثفة لانتشال جثامين المحتجزين من تحت أنقاض غزة

  • مشاركة :
post-title
عمليات البحث عن جثامين المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تبذل حركة حماس والفصائل الفلسطينية جهودًا كبيرة ومكثّفة في عملية استخراج جثامين المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، خاصة في ظل وضع معقد وبالغ الصعوبة على الأرض، وسط دعم مصري كبير لإنجاح تلك الجهود والمضي قدمًا في المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ لوقف الحرب على قطاع غزة وبدء إعادة إعمار القطاع المنكوب.

توتصدر القاهرة جهودًا دولية حثيثة لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من الانهيار ونسف الذرائع الإسرائيلية للعودة مجددًا إلى الحرب، عبر قيادة عمليات معقدة لانتشال جثامين المحتجزين الإسرائيليين من تحت أنقاض المباني المدمرة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت تواجه فيه هذه الجهود تحديات ميدانية هائلة وعراقيل إسرائيلية منهجية.

التدخل المصري السريع

وأكدت مصادر لـ"القاهرة الإخبارية" في وقت سابق، أن مصر قدمت مساعدات لوجستية ومعدات متطورة للمساعدة في تحديد مكان الجثامين نظرًا لحالة الدمار الشامل التي يشهدها القطاع.

كما كشفت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية أن فريقًا مصريًا متخصصًا يعمل بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي لتحديد أماكن الجثامين، مستخدمًا معدات حفر وشاحنات متخصصة للبحث خلف "الخط الأصفر" في غزة.

وتواصل الفرق الفنية المصرية عملها داخل قطاع غزة في أربع مناطق جديدة هي النصيرات والشجاعية ومدينة حمد ورفح الفلسطينية.

ودفعت الدولة المصرية بـ18 آلية هندسية عبر معبر كرم أبو سالم خلال 24 ساعة، تضاف إلى ست آليات دخلت سابقًا، ضمن تنسيق مصري-إسرائيلي لتسهيل عمليات البحث والإنقاذ في المناطق التي شهدت معارك عنيفة.

وتعمل الفرق المصرية مع موظفي الصليب الأحمر وممثل عن حركة حماس تحت لتحديد مواقع الجثامين، وفقًا لما أعلنته المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدرسيان.

مهمة معقدة

أكد خليل الحية، رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، أن الحركة تواجه "إشكاليات ضخمة في البحث عن جثامين محتجزين الإسرائيليين، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي غيّر طبيعة أرض غزة بالكامل".

وأضاف "الحية" أن بعض مَن دفنوا هذه الجثامين استُشهدوا أو لم يعودوا يعرفون أين دفنوهم، ما يجعل تحديد المواقع عملية معقدة وصعبة للغاية.

ونفت حركة حماس بشدة الادعاءات الإسرائيلية بشأن معرفتها بأماكن جميع الجثامين، مؤكدة أن تغيّر معالم القطاع بفعل العدوان جعل الوصول إليها عملية بالغة التعقيد.

وأوضحت الحركة أنها أنجزت تسليم 17 جثمانًا من المحتجزين الإسرائيليين حتى الآن من أصل 28، لكن ضعف الإمكانيات ونقص المعدات والدمار الهائل الذي طال 90% من البنية التحتية يعرقل استكمال عملية الانتشال في بقية المناطق المنكوبة.

وأكدت حماس التزامها الكامل بإتمام المرحلة الأولى من الاتفاق وتسليم جثامين الـ13 أسيرًا المتبقين في أسرع وقت ممكن لـ"سد الذرائع أمام الاحتلال".

عراقيل إسرائيلية

في تناقض صارخ مع الجهود الدولية، يواصل جيش الاحتلال عرقلة عمليات البحث بشكل متعمد، إذ رفض السماح بدخول آليات هندسية وطواقم الصليب الأحمر وعناصر من كتائب القسام إلى مدينة رفح جنوب غزة للمشاركة في البحث عن جثمان الجندي هدار جولدن، بحسب مصادر لوكالة الأنباء الفرنسية، ما أدى لتعطيل المهمة التي كان مقررًا تنفيذها.

وفي اليوم الـ18 من تنفيذ اتفاق شرم الشيخ لوقف إطلاق النار، شهدت المناطق الشرقية من مدينة غزة ومخيم البريج ورفح الفلسطينية عمليات هدم واسعة نفّذها الجيش الإسرائيلي.

واستمرت الآليات العسكرية الإسرائيلية بإطلاق نيران كثيفة شرقي خان يونس، فيما طالت عمليات النسف منازل سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة، وسط قصف مدفعي على محيط جحر الديك.

وأدت هذه الهجمات إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية ومنازل المدنيين الفلسطينيين، ما يكشف خروقات مستمرة عبر استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 68,527 شهيدًا فلسطينيًا و170,395 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا بتكلفة إعادة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.