فتحت الفنانة منة شلبي قلبها وكشفت عن جوانب مختلفة من حياتها الفنية، في أولى ندوات مهرجان الجونة السينمائي وأكثرها دفئًا، لتشارك جمهورها مشاعرها بعد تكريمها بجائزة "الإنجاز الإبداعي"، التي اعتبرتها "وسامًا معنويًا ودافعًا قويًا للاستمرار"، مؤكدة أن هذا التكريم ليس نهاية الرحلة، بل محطة مهمة في مشوار لا يزال مليئًا بالطموح والأحلام.
رأت منة شلبي أن "إنجاز العمر" لا يزال أمامها الكثير للوصول إلى هذا المصطلح، قائلة بثقة وتواضع: "فكرة إنجاز العمر كبيرة عليّ، فلا يزال لديّ الكثير لأقدمه، وسأعتبر نفسي أنجزت إنجاز العمر حين أترشح إلى جائزة الأوسكار أو أحصل على جائزة EMMY، لكن بلا شك هذا التكريم يمنحني دفعة كبيرة ويؤكد أن خطواتي مؤثرة في أجيال كثيرة، وهذا في حد ذاته إنجاز".
أضافت: "ممتنة لكل خطوة في رحلتي، وسعيدة لكوني أتعلم وأتطور باستمرار، لأن الفنان الحقيقي لا يقف عند مرحلة، فهو دائمًا في حالة بحث ونمو".
وفي هذا السياق، قالت الفنانة ليلى علوى إن منة شلبي تستحق الكثير وأن حصولها على تكريم إنجاز العمر الإبداعي مستحق، ووجهت حديثها لها في الندوة: "أنتِ ممثلة كبيرة وقدمتي أدوارًا مهمة".
تطرقت منة شلبي في الندوة التي أدارها المخرج المصري كريم الشناوي إلى معاناة الممثل الحقيقية، ووصفتها بأنها رحلة من الشغف والإرهاق والشك، موضحة: "الممثل يشقى كثيرًا، وقد لا ينام لليالٍ طويلة، ويعيش في حالة من الشك الدائم حول ما إذا كان يستطيع تقديم الدور أو المشهد كما يتمنى".
وأضافت أنها رغم مرورها بلحظات شك في قدرتها على الاستمرار في التمثيل، لكن لم تشك يومًا في موهبتها، مؤكدة أن الممثل الحقيقي يظل أداة في يد المخرج، وأنها تعلمت من كل تجربة خاضتها، حتى وإن كانت الأدوار صغيرة، كما حدث في فيلم "سلمى يا سلامة"، وأن كل مخرج عملت معه أضاف لها الكثير.
الساحر والكاشف
استعادت منة لحظات البدايات، وتحدثت بعاطفة عن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز والمخرج رضوان الكاشف، مؤكدة أن انطلاقتها الحقيقية كانت معهما في فيلم "الساحر".
وأوضحت أن غيابهما عن مشهد تكريمها ترك في نفسها أثرًا عميقًا، قائلة: "كان نفسي يكونوا موجودين النهاردة.. لأن وجودهما كان سيكمل فرحتي".
كرباج إلهام شاهين
وبناء على طلب من النجمة إلهام شاهين، روت منة شلبي موقفًا لا يُنسى جمعها بالفنانة الكبيرة أثناء تصوير مسلسل "بطلوع الروح"، قائلة: "كان لدي مشهد تقرر أن أضرب فيه بالكرباج، لكن إلهام رفضت تأذيني لأنها تحبني جدًا، وخلال مذاكرتي للدور استمعت لأصوات بالخارج تصرخ من الكرباج وحينما خرجت فوجئت بأنها تجرب الكرباج على المخرجة والفريق حتى تضمن أنني لن أتأذى، وبعدها صورنا المشهد، وعندما طلبت المخرجة إعادته في اليوم التالي، رفضت إلهام تمامًا وأقنعنا كاملة (أبو ذكري) بذلك".
وأكدت منة شلبي أن إلهام شاهين من أكثر الفنانات التزامًا واحترامًا للمهنة، وأنها تعلمت منها الكثير.
هاوية بأجر محترف
وفي حديثها عن رؤيتها للمهنة بشكل عام، عبّرت منة عن فلسفتها الفنية قائلة: "أنا هاوية بأجر محترف، لأن روح الهاوي هي ما تجعل الفنان مبدعًا، لكن لا بد في الوقت نفسه يحصل على أجر محترف تقديرًا لتعبه".
وأضافت أنها تحترم المهنة وتعرف قيمتها، لكنها تترك الألقاب والأجور خارج موقع التصوير، مؤكدة بتواضع: "أرى نفسي أقل من الكل، وهذا ما يذكرني دائمًا أنه لا يزال لدي الكثير لأقدمه".
نصيحة للجيل الجديد
وجهت منة شلبي رسالة للفنانين الشباب، محذرة من الغرور الذي وصفته بأنه "العدو الأكبر للموهبة"، وقالت: "إدارة الموهبة أصعب من امتلاكها، والغرور يقتل الموهبة.. الممثل الحقيقي لا بد أن يترك نفسه تذوب داخل الشخصية التي يقدمها، لأن الإيجو يمنعه من فهم الناس".
تكريم يسرا
عبّرت منة عن سعادتها الكبيرة بأن تتسلم الجائزة من الفنانة الكبيرة يسرا، التي وصفتها بأنها رمز للدفء والإلهام، قائلة: "وجود يسرا بجانبي على المسرح تكريم إضافي لي، أحبها جدًا وأعتبرها قدوة".
وكانت منة شلبي تعرضت لموقف محرج على خشبة المسرح مع فتح جزء من "السوستة " وهو ما أحرجها، لتعلق على هذا الموقف خلال ندوتها وتقول مبتسمة: "أتذكر سوستة فستاني فتحت بشكل بسيط على المسرح، وهو ما أربكني قليلًا".
وفي الوقت الذي شهدت الندوة حضورًا واسعًا لنجوم الفن الذين حرصوا على دعم منة ومشاركتها فرحتها، أعربت "شلبي" على امتنانها الشديد بكل الحضور.
وكان شارك في الندوة عدد كبير من النجوم ومن بينهم: يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين وعبير صبري وحسين فهمي وهالة صدقي وأحمد السعدني ونجلاء بدر ومايان السيد وركين سعد وهدى المفتي وتارا عماد ويسرا اللوزي ونور النبوي ومحمد العدل وطارق الشناوي وعبد الرحيم كمال ومريم نعوم وأشرف عبدالباقي وابنته المخرجة زينة، وصدقي صخر وسامية الطرابلسي وألفت عمر وجهاد حسام الدين، وعدد من صناع الدراما والسينما".